ليالي رمضان تنقذ مدينة تونس العتيقة من السبات

تونس – في أزقّة لم تعتد على السهر والصّخب، وإلى ساعات متأخرة من اللّيالي الرّمضانية بدأت في تونس العائلات والأصدقاء والأقارب والأحبّة، يلتقون في مقاهٍ وسط المدينة العتيقة يستمتعون بشرب القهوة العربية أو الشاي التّونسي بالنعناع، وتذوق الحلويات التّونسية على أنغام الموشحات الأندلسية والموسيقى التونسية.
عادة ما تزدهر الحركة في أزقة المدينة العربي كما يسميها التونسيون، في النصف الثاني من شهر رمضان، لكن هذه السنة بدأت التونسيون السهرات منذ الأسبوع الأول من الصيام شجعهم في ذلك الطقس الربيعي.
في سائر أيام السنة، اعتادت المحلات والمقاهي فيها، على غلق أبوابها في وقت مبكّر، حوالي السادسة مساء بالتوقيت المحلي في أيام الشتاء والرّبيع، حتى أنه قد يصعب على المارة تجاوز تلك الأزقة الضيقة في أوقات متأخرة من الليل لنقصان الإنارة بالشوارع الضيقة.
وفي رمضان تزداد حركة المدينة ليلا خلال نهاية الأسبوع، “فمن يظفر بمقعد في هذه الأزقة ليلة الجمعة والسبت خاصة، يعتبر محظوظا، فلقاء الأصدقاء والأحبّة هنا له طابع آخر في سهرة بلون رمضاني”، هذا ما قالته، سهام طالبة جامعية التي ترتاد المقاهي في المدينة العتيقة بتونس في الإفطار مع صديقاتها، لكنها تقضي سهرة نهاية الأسبوع في المدينة العربي خاصة وأن اغلب المقاهي تؤثث سهراتها بفرق موسيقية تعزف ألحانا تونسية أصيلة.
تضيف سهام البالغة (22 سنة)، “للأجواء الرمضانية في هذه الأماكن التقليدية، صبغة خاصّة، لا يمكن أن نجدها في أماكن، فشرب القهوة صحبة أصدقائي ولعب الورق وأكل المقروض القيرواني عادة ألفتها منذ أن دخلت الجامعة، ولم أتخلّ عنها منذ ثلاث سنوات”.

يقول سامي حمدي موظف ببنك، “تدخين الشيشة ولعب الورق مع الأصدقاء في المقهى عادة رمضانية لا يمكن لي أن أستغني عنها، اقضّي معظم سهراتي الرمضانية في مقاهي الحيّ حيث أقطن، لكنني أفضّل الخروج إلى المدينة العربي مع زوجتي من حين لآخر”.
وتقول دلال زوجة سامي، “أصبحت المقهى بمثابة الضرة وعدوّي اللدود خاصة طيلة شهر رمضان، فزوجي يخرج كل ليلة إلى المقهى ولا يعود إلا قبل السحور، لكنه أصبح الآن وبعد نقاشات حادة، يتذكرني في الأسبوع مرة أو مرتين فيستدعيني للخروج معه”.
ويقول حامد عامل بإحدى مقاهي نهج الباشا وسط المدينة العربي، “المدينة تكون أجمل في رمضان، ونوَدّ لو تتواصل مثل هذه السهرات، على امتداد السّنة، خاصة في فصل الصيف”.
ويؤكد حامد، “سهرات المدينة العتيقة في رمضان تعيد الحنين إلى أيام وذكريات خلت في تونس، بعيدا عن الضغوطات اليومية، والأزمات الاقتصادية والسياسيّة التي تعيشها البلاد”.
ويضيف أن “روّاد المقاهي يجدون ضالتهم في المدينة القديمة بعيدا عن ضجيج السيارات، فمنهم من يفضّل اللعب بالورق، ومنهم من يتجاذب الحديث مع مرافقه أو جليسه وهم يدخنون الشيشة، ومنهم كذلك من يبقى مُنصتا منتشيا ببعض الأغاني التراثية، مرددين الأغاني مع الفنانين الموجودين هناك”.

ويؤكد صلاح لبيري صاحب إحدى المقاهي، أنّ “المدينة العتيقة لا تكون بهذه الرّوح، وهذا النشاط، إلّا في شهر رمضان، فأغلب العائلات تفضّل قضاء سهرتها في هذه الأروقة القديمة ذات الهندسة المعمارية التي تبعث الألفة بين الناس لقربهم من بعضهم، يجتمعون كأنهم أصدقاء التقوا صدفة يشربون القهوة المعطرة بماء الزهر والنسري والشاي بالنعناع والبندق ويتناولون الحلويات التونسية مثل المخارق والزلابيا والمقروض القيرواني والصمصة.
ويضيف لبيري، “إلى جانب الأجواء الرّمضانية، فإن هذه السهرات، تعود بالنفعِ على أصحاب المقاهي الذين يستغلون هذه المناسبة الموسميّة للعمل وكسب الرّزق”.
ويشتكي بعض الزبائن من غلاء الأسعار المفاجئ، فبعد أن كان فنجان القهوة لا يتجاوز الدينار ونصف حوالي نصف دولار، أصبح في رمضان بـ6 دينارات، أي ما يعادل 3 دولارات أميركية.
تقول حنان التي تتواجد في المدينة العتيقة لمواكبة مهرجان المدينة إنها لا تستطيع مقاومة رائحة القهوة التي تفوح في الأزقة الضيقة، لذلك لا تجادل في دفع ثمنها رغم إحساسها بالاستغلال.

ويؤكد صلاح لبيري صاحب إحدى المقاهي، أنّ “المدينة العتيقة لا تكون بهذه الرّوح، وهذا النشاط، إلّا في شهر رمضان، فأغلب العائلات تفضّل قضاء سهرتها في هذه الأروقة القديمة ذات الهندسة المعمارية التي تبعث الألفة بين الناس لقربهم من بعضهم، يجتمعون كأنهم أصدقاء التقوا صدفة يشربون القهوة المعطرة بماء الزهر والنسري والشاي بالنعناع والبندق ويتناولون الحلويات التونسية مثل المخارق والزلابيا والمقروض القيرواني والصمصة.
ويضيف لبيري، “إلى جانب الأجواء الرّمضانية، فإن هذه السهرات، تعود بالنفعِ على أصحاب المقاهي الذين يستغلون هذه المناسبة الموسميّة للعمل وكسب الرّزق”.
ويشتكي بعض الزبائن من غلاء الأسعار المفاجئ، فبعد أن كان فنجان القهوة لا يتجاوز الدينار ونصف حوالي نصف دولار، أصبح في رمضان بـ6 دينارات، أي ما يعادل 3 دولارات أميركية.
تقول حنان التي تتواجد في المدينة العتيقة لمواكبة مهرجان المدينة إنها لا تستطيع مقاومة رائحة القهوة التي تفوح في الأزقة الضيقة، لذلك لا تجادل في دفع ثمنها رغم إحساسها بالاستغلال.
