قمة استثنائية بتركيا على وقع تظاهرات داعمة للفلسطينيين

أنقرة - استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الجمعة وللمرة الثانية في غضون ستة أشهر قمة لمنظمة التعاون الإسلامي، لبحث سبل التصدي لخطوة نقل السفارة الأميركية إلى القدس وأيضا تضامنا مع غزة التي تعرضت الاثنين والثلاثاء الماضيين لـ”مجزرة” على أيدي القوات الإسرائيلية التي قامت بقتل أكثر من 60 متظاهرا فلسطينيا على الحدود بين القطاع وإسرائيل.
وحضر القمة كل من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس الأفغاني أشرف غني، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ومثلما كان متوقعا لم تخرج هذه القمة بإجراءات نوعية لدعم القضية الفلسطينية واقتصرت على ضرورة الضغط على الدول التي يمكن أن تنجر خلف الخطوة الأميركية بنقل سفاراتها إلى القدس، وأيضا السعي لإقناع الدول الغربية بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية.
وسبقت القمة الاستثنائية تظاهرة حاشدة بإسطنبول تحت شعار “اللعنة على الظلم، والدعم للقدس” حضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله الذي مثل السلطة الفلسطينية في غياب الرئيس محمود عباس، الذي كان أجرى عملية هذا الأسبوع.
وألقى أردوغان كلمة خلال التظاهرة، وجه فيها انتقادات للسياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل، مطالبا باتخاذ خطوات فعلية لمواجهة التهديدات التي تواجه القضية الفلسطينية وخاصة القدس.
وقال الرئيس التركي “تم التطاول على قدسية القدس مرة أخرى بقرار الولايات المتحدة الأخير، واستمر الصهيونيون المتطرفون في تدنيس المسجد الأقصى بأحذيتهم بشكل مكثف، ونحن المسلمين لا نفعل شيئا سوى الإدانة”.
وأضاف أردوغان ” اللغة الوحيدة التي يفهمها الظالم عديم الأخلاق هي القوة، لذا في حال اتحد العالم وجميع المسلمين ضد هذا الظلم، لن تتمكن إسرائيل من مواصلة ما تقوم به”.
وكانت تركيا قد أعلنت بعد ساعات قليلة من سقوط العشرات من القتلى برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الاثنين طرد السفير والقنصل العام الإسرائيليين “لبعض الوقت”، فيما رفض حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم التصويت على مشروع قرار ينهي التطبيع السياسي والاقتصادي مع إسرائيل كان تقدم به حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، الأمر الذي وصفه مراقبون بـ”الازدواجية” في الموقف التركي.
ويرى البعض أن القمة الاستثنائية التي دعا لها أردوغان تأتي في سياق بروباغندا، غير بعيدة عن الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي تنتظره تركيا في يونيو المقبل.
ويلقى الموقف من القضية الفلسطينية تأييدا بين الناخبين التقليديين لأردوغان المرشح لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المبكرة المقررة في 24 يونيو.
في المقابل يقول كثيرون بأنه أيا كانت النوايا التركية فإن القمة التي عقدت من شأنها أن تزيد الزخم للقضية الفلسطينية وتكرس حضورها في المشهد الدولي بعد أن تراجعت في السنوات الماضية، كما أن مثل هذه الخطوات قد تفرمل اندفاعات الإدارة الأميركية وإن كان ذلك يبقى مشكوكا فيه.