مؤسسة رامبورغ تؤسس لشراكة علمية تعزز فرص الطلاب التونسيين بالخارج

نيويورك - تختلف المشاكل التي تؤرق الطلاب العرب وتعطل فرص مواصلتهم لدراستهم وبحوثهم، خصوصا أولئك الموجودين في الخارج، وتتباين حسب كل دولة يلجأ إليها هؤلاء ولكن المشكلة واحدة، فبالإضافة إلى ضعف المنح التي تسندها بعض الدول لطلابها وعدم قدرتها على تغطية احتياجاتهم، يواجه العديد منهم العديد من الصعوبات في غياب مؤسسات تحتضنهم وتوفر لهم فرص الدعم، ما يضطرهم في الكثير من الحالات إلى البحث عن أعمال موازية لتغطية نفقاتهم.
وخلال الفعاليات التي أقيمت بمقرات مدرسة الشؤون الدولية العامة بكولومبيا (SIPA)، أعلنت كل من مريت جانوي عميدة المدرسة الدولية وألفة ألتراس رئيسة مؤسسة رامبورغ عن توقيع اتفاقية شراكة بين جامعة كولومبيا والمؤسسة سيستفيد بمقتضاها العديد من الطلاب التونسيين بمنحة دراسية هامة إلى جانب تمكينهم من المرافقة والدعم اللازمين.
وتقضي هذه الشراكة بتكفّل مؤسسة رامبورغ بتأمين منحة جامعية سنوية تغطي تكاليف الدراسة والإقامة لفائدة خمسة من الطلاب التونسيين على مدى خمس سنوات متعاقبة للدراسة في اختصاص السياسات العامة بجامعة كولومبيا بنيويورك.
وتم توقيع اتفاق الشراكة بحضور رضا المومني، المستشار الثقافي والعلمي لمؤسسة رامبورغ إلى جانب حضور أكثر من 20 ضيفا بينهم العديد من المسؤولين التابعين للمؤسسة، إضافة إلى أساتذة وكذلك عدد من فريق جامعة كولومبيا ومؤسسة رامبورغ.
وحول هذه الاتفاقية ذكرت مريت جانوي أنها “فرصة مميزة بالنسبة إلى رامبورغ وجامعة كولومبيا لدعم أواصر التعاون مع تونس والمنطقة ككلّ”. وأضافت “هذا ما سيجعلنا قادرين على احتضان كفاءات تونسية شابة في جامعتنا والمساهمة في رسم مستقبل أفضل للبلاد”. ويؤكد مختصون في قطاع التعليم أن مبادرة مؤسسة رامبورغ من شأنها أن تساهم في تقديم صورة أفضل عن تونس لدى جامعة كولومبيا.

مؤسسة رامبورغ تتكفل بتأمين منحة جامعية سنوية لطلاب تونسيين على مدى خمس سنوات
وفي هذا الإطار أقرت الجامعة بأنها تسعى إلى إنشاء مركز دولي لها في العاصمة تونس، كما أعلنت عن تكليف الأستاذ صفوان محمد المصري، نائب الرئيس التنفيذي لمراكز كولومبيا العالمية والتنمية العالمية، بالقيام بتقديم درس سيكشف من خلاله محاور الكتاب الذي قام مؤخرا بنشره تحت عنوان “تونس، استثناء عربي” وذلك خلال السداسي الحالي. والهدف من الدرس بالنسبة إلى مريت جانوي هو “فتح نقاش جديّ داخل الجامعة ومناقشة التجربة التونسية وما تمثله على الصعيدين المحلي والإقليمي والدولي وكيفية تعميمها”.
ومن جهتها أكدت ألفة ألتراس أن مؤسستها تعمل على تقديم الدعم للطلبة التونسيين في اختصاصات الطب والتكنولوجيا، معبّرة عن سعادتها بتوفير فرصة لدعم طلبة الشؤون العامة والدولية كذلك. وقالت ألتراس “لدينا عظيم الشرف بإبرام مثل هذه الشراكة مع جامعة كولومبيا. تونس تتجددّ، وهي اليوم في حاجة أكثر من أي وقت مضى للشباب القادة القادرين على صناعة الاستثناء والتفكير بشكل كوني لتصميم سياسات عامة جديدة للبلاد”. وأضافت “لا يمكن بأي حال تصوّر مكان أفضل من مؤسستنا لمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف”، خاصة وأنها لاحظت خلال زيارتها لجامعة كولومبيا أن كل الطلبة الذين قابلتهم غير مرسّمين بالمؤسسة.
وبخصوص اختيار الشراكة مع مدرسة الشؤون الدولية العامة قالت ألتراس إن ذلك يعود إلى عدة اعتبارات منها المتعلقة بجودة التعليم صلبها والفرص التي توفرها للطلبة لتلقي تكوين دولي مميز خصوصا وأن أكثر من 60 بالمئة من الطلبة المرسّمين فيها هم من الأجانب، بالإضافة إلى التربصات المتاحة بالأمم المتحدة، المنظمة التي تعدّ شريكا فاعلا في دعم برامج مؤسستنا.
وأسست ألفة التراس برفقة زوجها مؤسسة رامبورغ سنة 2011 مدفوعين بحب العمل الثقافي وتطوير التعليم، حيث كان التوجّه في البداية نحو العمل على نطاق دولي قبل أن يستقر الأمر انطلاقا من سنة 2015 على التفرغ التام للشأن التربوي والتعليمي والثقافي في تونس، من خلال المجهود البشري ومن خلال رصد كل الإمكانيات المادية.
وتؤكد ألتراس أن قطاعي الثقافة والتربية والتعليم هما قطاعان ناجحان وقادران على تأمين مواطن عمل محترمة، وبالتالي لا يمكن بأي حال التغاضي عنهما داخل النظام الاقتصادي الجاري به العمل.
وأضافت أنه من الضروري أن يكون لكل التونسيين الحق في تعليم راق ومتطور من خلال منظومة تعليمية وطنية مستحدثة وتوفير الفرصة للمتميّزين من الطلاب للرقي والتقدم أكثر في الجامعات العالمية الكبرى، وكذلك توفير إمكانية النفاذ إلى المجال الثقافي من خلال المشاركة بكامل الحرية فيه دون أي تمييز.
وتعمل المدرسة الدولية للسياسات العامة بجامعة كولومبيا طيلة أكثر من 70 عاما من نشـأتها، على تكوين محترفين مهمتهم العمل على تغيير العالم عبر منظمات عمومية، خاصة أو ذات أهداف غير ربحية، حيث توفر لهم المدرسة الخبرة في القيادة ووسائل المعرفة الضرورية بغاية مواجهة تحديات السياسات العامة في مختلف القطاعات.