أشرف ريفي: الحريري ينتحر سياسيا بتحالفه مع حزب الله وخصوم الماضي القريب

الأربعاء 2017/12/27
ريفي يحذر

القاهرة – حذّر وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي من أن أي تعاون انتخابي بين رئيس الوزراء ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري وبين من كانوا خصومه في الماضي القريب، بمعسكر 8 آذار، بما في ذلك التيار الوطني الحر وربما حزب الله، قد يؤدي إلى استنزاف شعبيته وشعبية تيار المستقبل.

وقال ريفي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، “الجميع يرصد تنسيقا مباشرا بين الحريري وتياره وبين الوطني الحر، ونعتقد أن هذا سيثمر تحالفا انتخابيا وسياسيا بينهما للانتخابات البرلمانية القادمة”، معتبرا أن “مجرد الحديث عن مثل هذا التحالف أفقد الحريري نصف جمهوره في الشارع السني، ولو استمر على هذا الحال سيستنزف شعبيته بالكامل”.

وشدد على أن “الجمهور لن ينسى أن من أسقط حكومة الحريري عام 2011 عندما كان الأخير في زيارة للولايات المتحدة كان هو هذا الحليف الجديد، وهو ذاته من ردد مرارا أن رفيق الحريري ليس شهيد الوطن بل مجرد فقيد لعائلته، فضلا عن مشاركته بإصداره كتاب ‘الإبراء المستحيل’ والذي شكّك في نزاهة السياسات المالية لحكومات الحريري وتياره”.

اعتبرنا لحظة الحرية القصوى للحريري هي لحظة استقالته لكونه كان أسيرا لحزب الله لكنه عاد بقرار ذاتي لهذا الأسر

وحذر ريفي الحريري وباقي قيادات المستقبل من عواقب السير إلى ما هو أبعد من ذلك بالتنسيق أو التحالف مع حزب الله، ولو على نحو غير معلن، معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة الانتحار السياسي له.

وقال “هناك لقاءات مباشرة بين حزب الله والمستقبل، ولكننا لا نعرف إن كانت ستؤدي إلى تحالف انتخابي بينهما. الوقت لا يزال مبكرا للحكم ولكننا نرجو ألا يقدم على ارتكاب هذه الخطيئة الكبرى. فالمتهمون بقضية اغتيال رفيق الحريري من حزب الله، وبالتالي فإن التحالف مع الحزب على هذا النحو سيعد انتحارا سياسيا ومجتمعيا”.

واستبعد ريفي ما يتردد عن أن الحريري، في إطار امتنانه للأطراف التي وقفت بجواره في أزمة الاستقالة، سيسعى لتشكيل تحالف خماسي يضم تياره المستقبل والتيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي. وأوضح أن “برّي سيكون بموقع الوسط، فهو ليس على توافق مع التيار الوطني وهناك خلافات دائمة بينهما، أما جنبلاط فنأمل بأن يعيد النظر في موقعه كما كان الحال في 2005، حيث يبدو الزعيم الدرزي وكأنه يتموضع مع ما يناسب المرحلة أمنيا ويريد أن يحمي طائفته وجمهوره”.

تحالف 14 آذار انتهى ومن الطبيعي أن أعمل على التحالف مع من يبدو أن الحريري قد تخلى عنهم

وبالرغم من إقراره بوجود تقدم للفريق الآخر على الساحة السياسية بما قد يؤثر على الحسابات الانتخابية، يصر ريفي على أن تلك النتيجة لم تأت نتيجة أخطاء قيادات قوى 14 آذار أو من أبرز داعميها السعودية خلال أزمة استقالة الحريري.

وقال “نحن اعتبرنا لحظة الحرية القصوى للحريري هي لحظة استقالته لكونه كان أسيرا لحزب الله، ولكنه بكل أسف عاد بقرار ذاتي لهذا الأسر وأضاع فرصة ذهبية. ولكن يبدو أنه لم يكن قاطعا في شأن الاستقالة، ولذا تراجع عنها بعد ذلك”. وأضاف “ليس صحيحا أن الجمهور السني يشعر بالمرارة تجاه السعودية في أعقاب تلك الأزمة. هناك فقط محاولات من قبل حزب الله وأتباعه لتوتير العلاقة بين سنة لبنان والسعودية ولكنها لن تجدي نفعا، فالمواطن السني بلبنان لا يزال يتطلع بإيجابية للسعودية كمرجعية دينية وسياسية”.

ولم ينكر ريفي، الذي يعد المنافس الأبرز للحريري في قيادة القوى السياسية السنية بلبنان، أنه سيكون المستفيد من إعادة رسم الحريري لخارطة تحالفاته على قاعدة تصفية الحسابات مع من اتسم دوره بالسلبية ضده قبل وخلال أزمة الاستقالة.

وأكد أن “هذا سيصب في مصلحة كل القوى السيادية، وقوى ما كان يعرف بتحالف 14 آذار لأن التحالف انتهى وطبيعي أن أعمل على التحالف مع من يبدو أن الحريري قد تخلى عنهم بعد سنوات طويلة. بل إنني سأدعوهم إلى تشكيل تحالف سياسي لخوض الانتخابات ومن ثم كتلة نيابية وازنة تكون قادرة على مواجهة المشروع الإيراني والفساد. وسبق أن خضنا الانتخابات البلدية في طرابلس وانتصرنا”.

وأوضح “نحن في تحالف مع حزب الكتائب بقيادة سامي الجميل ومع الوطنيين الأحرار بقيادة دوري شمعون، وندعو كل القوى السيادية وفي مقدمتها حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع إلى الالتحاق والاصطفاف معنا”.

الجميع يرصد تنسيقا مباشرا بين المستقبل وبين الوطني الحر... والمشهد يحمل الكثير من التوتر

وأردف أن “وزراء القوات يقومون بدور فعال في الحد من الفساد في تلك الحكومة التي يهيمن عليها حزب الله، مثلما يهيمن على كل الوضع اللبناني بعد التسوية الرئاسية التي قبلتها قوى عدة بـ14 آذار أملا في أمن واستقرار لم يتحققا. ولكننا نأمل بأن يخرجوا مختارين منها بسرعة قبل أن يخرجهم الفريق الآخر وأيضا حتى لا يتحولوا لشهود زور على الفساد”.

ولم يبد ريفي اعتراضا كبيرا حول الطرح بأن الطلاق بين الحريري وجعجع قد لا يكون نهائيا. وقال “هناك توتر كبير بين الحريري وجعجع، وبين الحريري ومكونات أخرى بتيار المستقبل. باختصار المشهد يحمل الكثير من التوتر ولكن كل شيء قابل للتغيير”.

وحول خارطة تحالفاته الداخلية بطرابلس ومدى إمكانية التحالف مع بهاء، أجاب ريفي بأن “بهاء الحريري خارج لبنان وخارج اللعبة والمناخ السياسي.. أما عن طرابلس فلوائحنا ستضم وجوها جديدة ولن نتحالف مع القيادات التقليدية من أقطاب طرابلس”.

ورفض تفسير البعض اعتبار انتقاده للقانون الانتخابي كونه مفصلا لصالح حزب الله اعترافا مسبقا بشعبية الأخير، وقال “بفضل القانون سيحصل الحزب على أكثر مما بحوزته من مقاعد.. وانتقاد قانون فُصل على قياس الحزب لا يعني اعترافا بزيادة شعبيته.. شعبيته ثابتة وهو يمسك بها بقبضة حديدية عبر الطرح الديني وما يسمى بالتكليف الشرعي وعبر السلاح وعبر الرواتب والأموال المتدفقة لعناصره”.

واستدرك “لقد حاول الحزب غزو المناطق السنية في عرسال والبقاع عبر سرايا المقاومة، ولم يجد من يلتحق به سوى المرتزقة، وهو يحاول الآن اللعب على أوتار قضية القدس لكسب نقاط والطعن في الموقف السعودي، متناسيا أن المملكة هي من قادت منذ عام 2000 مبادرة حل الدولتين والتأكيد على أن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين”.

وحث ريفي الدول العربية على انتهاج سياسة المبادرة في التصدي لإيران ومحاولاتها للهيمنة على المنطقة والرد عليها بنفس وحجم لغتها، مشددا على أن قصف الرياض بصواريخ باليستية هو “إعلان حرب على المنطقة لا المملكة فقط، ويجب الرد عليه ليس فقط بدعم قوى المعارضة الإيرانية وإنما بقصف طهران”.

7