إعلان الانتصار على داعش سابق لأوانه

الاثنين 2017/12/18
شبح التطرف قد يعود على حين غرة

واشنطن – قال خبراء أميركيون إن إعلان الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية سابق لأوانه محذرين من أن هذه الجماعة بدأت تتحول إلى صيغة جديدة تسترد فيه نفوذها، لذلك لا تشكل خطرا. وإثر هزيمته في العراق وسوريا، فقد التنظيم كل أراضي الخلافة التي أعلن عنها تقريبا وتلقى ضربات قاسية، لكنه وضع خطة للانسحاب وإعادة تموضع تم إعدادهما منذ وقت طويل تحسبا لهذه الخسائر.

وقال مايكل فيكرز مساعد وزير الدفاع المكلف بشؤون الاستخبارات سابقا بين عامي 2011 و2015 في مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي في واشنطن “رغم فقدانه الخلافة فعليا، لا يوجد أي دليل على أن هذه الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية انتهت".

وأضاف أن “تفكيك التمرد يستغرق دائما وقتا من عشر سنوات إلى عدة عقود، وهذا شأن عالمي، يمتد في الزمان والمكان. إنه تمرد دوافعه أيديولوجية، وهذا النوع هو الأصعب لإلحاق الهزيمة به”.

أما الباحث بروس هوفمان من جامعة جورج تاون، فقد اعتبر أن “داعش سيبقى موجودا في المستقبل المنظور على الأقل. لقد فقد 95 بالمئة من أراضيه، كما تلقى هزائم كبرى كان قد توقعها وقام بوضع استراتيجية من أجل ضمان بقائه لأمد أطول".

لن يكون مفاجئا ظهور الجهاد العالمي بطبعته الثالثة. كانت القاعدة الإصدار الأول، وداعش الإصدار الثاني

وأضاف أن الحركة الجهادية تستوحي التدابير التي اتخذها أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة إبان الاعتداءات التي استهدفت عام 2001 البنتاغون ومركز التجارة العالمي في نيويورك.

وقال هوفمان “لقد اتبع التنظيم خطى القاعدة التي تفهمت منذ أكثر من عقد من الزمن أنه يتعين منح بعض الصلاحيات والاستقلالية للشبكات التابعة لها من أجل ضمان البقاء لأطول مدة ممكنة".

ولفت إلى أن “هذه الاستراتيجية أثبتت فاعليتها في مايو الماضي من خلال الاعتداء على قاعة للحفلات الموسيقية في مانشستر. وكان الهجوم من تدبير خلية تعمل انطلاقا من بنغازي الليبية”.

وأشار خبراء إلى أن جنود الخلافة ممن اكتسبوا قدرات قتالية وفنية جيدة انسحبوا من العراق وسوريا قبل إطباق الفخ عليهم وسيشكلون في الأشهر والسنوات المقبلة خطرا كبيرا.

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في 11 ديسمبر الماضي، قال إرنست باراخاس، أحد خبراء المارينز في إزالة الألغام سابقا والذين يساعدون في تنظيف المناطق المحررة من داعش، إن “خبراء الجهاديين ينشرون الآن معارفهم حول العالم. في أفريقيا والفلبين، وهذا آخذ في التوسع”.

وفي التاسع من ديسمبر، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن “انتهاء الحرب” ضد الجهاديين. لكن كاثرين زيمرمان، الخبيرة في شؤون مكافحة الإرهاب في معهد أبحاث “اميركان أنتربرايز”، فقد أكدت أن “إعلان الانتصار سابق لأوانه”.

وقالت في تصريحات صحافية هذا “مبكر جدا، أعلن رئيس الوزراء ذلك لأسباب سياسية، فالمعركة لا تزال بعيدة عن نهايتها، وهناك الكثير من التحديات التي تنتظرنا".

وأضافت أن الأسباب ذاتها قد تؤدي إلى التأثير ذاته في العراق وسوريا. فالطائفة السنية التي كان جزء منها على الأقل يعتبر داعش حركة مسلحة قادرة على حماية مصالحها والدفاع عنها، قد تخوض في الأشهر أو السنوات المقبلة تمردا جديدا ضد ما تعتبره أنظمة قمعية في بغداد ودمشق.

وقالت زيمرمان “في العراق، كل عنصر سابق في داعش أصبح معرضا للتصفية”. وتابعت “تعتبر قوات الأمن العراقية أنك إذا كنت عنصرا في تنظيم الدولة الإسلامية، فإن دمك يمكن أن يهدر حتى لو كنت أجبرت على الانضمام إلى صفوفها ككهربائي”.

وأكدت أن “نظام الأسد في سوريا يعزز مواقعه، لكن المشاعر التي أدت إلى ولادة تنظيم الدولة الإسلامية لا تزال موجودة. لذا، يجب أن نخشى ظهور حركة إرهابية أخرى”. وبحسب فيكرز فإنه “لن يكون مفاجئا ظهور الجهاد العالمي بطبعته الثالثة. كانت القاعدة الإصدار الأول، وداعش الإصدار الثاني".

7