"رقمنة" كنوز تاريخ وعلوم العرب والخليج

لندن- كثيرة هي الكتب والمخطوطات والمؤلفات والخرائط العربية التي حفظت في متاحف العالم أو والتي نسيت على الرفوف في الأرشيف وأصبحت صعبة المنال بالنسبة للباحثين والمؤرخين وحتى للأجيال صغير السن التي ترغب في الاستفادة منها والاطلاع بشغف على تراث أجدادهم.
انطلق مشروع لرقمنة أكثر من نصف مليون صفحة حول تاريخ الخليج العربي، بالشراكة بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر، فضلا عن مؤلفات ومخطوطات نادرة لكبار العلماء العرب والمسلمين في مختلف العلوم من الطب إلى الفلك، بحيث تكون متاحة للمرة الأولى إلكترونيا وتصبح في متناول القراء مجانا على موقع خاص بذلك.
وتبلغ تكلفة مشروع رقمنة الوثائق التاريخية البريطانية حول الخليج 8.7 مليون جنيه إسترليني، ويفوق عددها 500 ألف وثيقة من أرشيف مكتب الهند، بالإضافة إلى 25 ألف وثيقة من المخطوطات العربية تعود إلى العصور الوسطى.
صدر هذا التقرير عن الخارجية البريطانية باللغة الانكليزية وأعاد موقع «وزارة الخارجية البريطانية بالعربية» نشر بعض ما جاء فيه لأهميته ولأن المشروع مستمر حتى نهاية 2014
وكانت هيئة التجارة والاستثمار البريطانية، وهي الجهة الحكومية المعنية بتنمية التجارة الدولية، قد نظمت جولة إعلامية إلى عدد من المشاريع الاستثمارية لشركات خليجية أو شركات مشتركة بريطانية- خليجية، وكذلك الاطلاع على مشاريع مشتركة مثل مشروع المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر لرقمنة المخطوطات والكتب العربية.
وقال أوليفر أوركارت إيرفين، رئيس مشروع الشراكة بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر، إن «مشروع الرقمنة ينقسم إلى قسمين، الأول حول تاريخ الخليج، والآخر حول العلوم العربية وكتب بعض العلماء العرب في مجالات الطب والفلك وغيرها، مشيرا إلى أن الجزء المتعلق بتاريخ الخليج جاء من أرشيف مكتب بريطانيا في الهند، وأما الجزء المتعلق بالعلوم العربية فهو عبارة عن مخطوطات وكتب تعود إلى العصور الوسطى. وقد بدأ العمل بهذا المشروع، ويستمر حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2014».
وأضاف أن «الهدف هو توفير هذا المحتوى الثري والغني للعالم، بالتعاون مع مؤسسة قطر، مجانا لأي شخص يريد استخدامه».
وقال: «عندما نتحدث عن تاريخ الخليج فنحن نقصد بذلك كل شيء – من الاقتصاد والتجارة إلى التاريخ الاجتماعي والقضايا الأخرى».
|
وأشار إلى أن عدد الصفحات من العلوم العربية التي سوف يتم رقمنتها تصل إلى أكثر من 25 ألف صفحة، إضافة إلى مئات آلاف الصفحات حول تاريخ الخليج، وهي تلقي الضوء على العلاقات البريطانية مع الخليج خلال 200-300 سنة الماضية.
وقال أوليفر إنه «أول مشروع كبير من هذا النوع تقوم به المكتبة البريطانية في الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «النسخ من المخطوطات والكتب والخرائط سوف تنشر بدقة تصوير عالية على الموقع ويمكن تحميلها ونشرها مباشرة على فيسبوك وتويتر أيضا».
ومن بين كتب علماء العرب والمسلمين التي سوف يتم رقمنتها في مجالات العلوم والطب والرياضيات والهندسة: نسخة من كتاب «القانون في الطب» الذي ألفه ابن سينا، وهذه النسخة كتبت عام 1070 هجرية (1659 ميلادية).
ومخطوطة «تقويم الصحة» التي ألفها ابن بطلان، وأقدم نسخة معروفة من هذه المخطوطة ترجع لعام 610 هجرية (1213 ميلادية)، وأهديت نسخة منها إلى الملك الظاهر غياث الدين غازي ابن صلاح الدين حاكم حلب 1186 إلى 1216 ميلادي.
كذلك «وصف النجوم الثابتة» الذي ألفه عالم الفلك عبد الرحمن الصوفي في القرن 14 ميلادي.
وكتاب «القانون المسعودي» أحد أشهر مؤلفات البيروني في علم الفلك والأرصاد، وهي نسخة تم تدوينها في بغداد في 570 هجرية (1174 ميلادية).
ومن كتب ومخطوطات تاريخ الخليج العربي: جدول يوضح نسب العائلة الحاكمة في قطر (آل ثاني) وقد تم جمعه عام 1907-1908، وأيضا نجد خارطة قديمة لمنطقة الخليج وأوراقا ووثائق حول القبائل والتجارة في الخليج تعود لعام 1863.
وكتاب «غازيتير» الذي ألفه البريطاني لوريمر حول منطقة الخليج العربي (معجم الخليج وعمان ووسط الجزيرة العربية)، وهو عبارة عن موسوعة جغرافية وإحصائية حول الخليج، وخارطة بيانية لشواطئ الخليج توضح أماكن انتشار اللؤلؤ.
عدد الصفحات من العلوم العربية التي سوف يتم رقمنتها تصل إلى أكثر من 25 ألف صفحة، إضافة إلى مئات آلاف الصفحات حول تاريخ الخليج
وعن مصدر هذه المخطوطات والكتب، أوضح أوليفر أوركارت إيرفين أنها «من سجلات مكتب الهند الموجودة في المكتبة البريطانية، وهي تغطي الحقبة التاريخية الممتدة بين منتصف القرن الثامن عشر إلى عام 1947، والمخطوطات العربية التي تعود إلى العصور الوسطى»، والتي تلقي الضوء بشكل كبير على دور العلماء العرب والمسلمين في مجالات العلوم المختلفة من الطب إلى الفلك والرياضيات والهندسة.
وهذا الموقع، الذي ستوضع عليه هذه الكتب والمخطوطات، سيمكّن الزوار من التصفح والبحث بخيارات واسعة وباللغتين العربية والإنكليزية فضلا عن البحث بأسماء الأشخاص والأماكن والتواريخ، كما سيتيح الموقع أمام زواره إمكانية التفاعل مع محتوى الموقع من خلال إضافة ذكرياتهم الخاصة ذات الصلة بمنطقة معينة من الخليج، وبالتالي سيشاركون في إثراء الموقع عبر تبادل المعلومات والصور الفوتوغرافية. وسيؤدي المشروع إلى خلق 43 فرصة عمل جديدة، فضلا عن مشاركة فريق يزيد عن 30 شخصا من العاملين في المكتبة البريطانية حاليا.