داعش يبدأ حربا على مصراتة باستهداف مجمع المحاكم

قال مصدر عسكري مطلع من مدينة مصراتة غرب ليبيا، لـ”العرب” إن تنظيم داعش يعلن الحرب على المدينة ويغيّر استراتيجيته في القتال من المعارك الميدانية، في إشارة إلى معركة تحرير سرت، إلى عمليات الذئاب المنفردة. ونفذ التنظيم صباح الأربعاء عملية استهدفت مجمع المحاكم داخل المدينة.
وقال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص (قوة عسكرية من المدينة حاربت تنظيم داعش في سرت) إن الهجوم نفذه عنصران من تنظيم داعش، مبيناً أن الاشتباكات دامت لأكثر من 20 دقيقة بين عناصر الأمن والمهاجمين قبل أن يفجرا نفسيهما وأن قوات الأمن تطوّق محيط المجمع وتتحفظ على سيارة كانت تقلّ الانتحاريين.
وتعدّ هذه العملية الأولى التي ينفذها التنظيم داخل مصراتة، إذ سبق ونفذ هجوما على بوابة السدادة التي تبعد 90 كم جنوب شرق المدينة وهو الأمر الذي دفع بقواتها لإعلان عملية البنيان المرصوص لتحرير مدينة سرت من قبضة داعش.
وتسبب الهجوم على مجمع المحاكم في مقتل 4 أشخاص وجرح 41 آخرين، من بينهم عضو نيابة سرت بمكتب المدعي العام بمصراتة عبدالسلام مفتاح أبوعلى.
|
وأعلن التنظيم عقب ساعات مسؤوليته عن الهجوم. وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن أعضاء في التنظيم المتشدد نفذوا هجوما على محكمة في مدينة مصراتة الليبية الأربعاء. وقال المصدر العسكري الذي رفض الكشف عن هويته لدواع أمنية، إن العملية التي قام بها التنظيم ليست سوى رسالة تهديد للمدينة، عقب نشر رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الصديق الصور، نتائج التحقيقات التي أجريت مع المقبوض عليهم من عناصر داعش. وتابع “الرسالة معناها واضح وهو إذا ما واصلتم السير في هذا الطريق، فإن القادم سيكون أسوأ”.
وكشف الصور في مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي، عن علاقة تنظيم داعش بأنصار الشريعة الذي قال إنه كان النواة الأولى لتشكيل التنظيم في ليبيا، كما أعلن عن القبض عن منفذ عملية ذبح الأقباط المصريين في سرت، بالإضافة إلى الكشف عن تورط تنظيم أنصار الشريعة في اقتحام القنصلية الأميركية في بنغازي سنة 2012.
ورجّح المصدر العسكري أن تكون هناك عناصر متطرفة داخل المدينة ليس من مصلحتها كشف نتائج التحقيقات، ساعدت التنظيم على القيام بهذه العملية. وتوقّع أن يتم استهداف شخصيات عسكرية ومدنية داخل مصراتة عرفت بعدائها للجماعات الإرهابية.
ولجأت عناصر مما كان يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي بالإضافة إلى عناصر مما يُعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي، إلى مصراتة عقب خسارتهم لمواقعهم في مدينة بنغازي ونجاح الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر في طردهم من المدينة.
وتحظى تلك الجماعات بترحيب التيار المتطرف داخل المدينة، الذي أحكم سيطرته عليها في الفترة التي تلت الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
ويقول الجيش الليبي إن جرافات مليئة بالعتاد والمقاتلين كانت ترسلها مدينة مصراتة إلى المتطرفين في مدينة بنغازي. وكان رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي طلال ميهوب أكد في تصريحات سابقة لـ”العرب” أن “الدعم كان يصل إلى الجماعات المتطرفة من قطر وتركيا عن طريق جماعة الإخوان المسلمين، الذراع السياسي لتلك الجماعات عن طريق منافذ مدينة مصراتة الجوية والبحرية”.
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة بلقاسم قزيط إن أول خطوة في محاربة تنظيم داعش هي “طرد حلفائه سرايا الدفاع عن بنغازي من مدينة مصراتة”.
وأضاف قزيط في تصريحات إعلامية محلية أنه لا يمكن أن تكون سرايا الدفاع حليفاً لداعش في بنغازي وعدواً له في مصراتة.
وأشار قزيط إلى أنّ وصف “سرايا الدفاع” بـ”الثوار” والذي تبنّته دار الإفتاء ودافعت عنه بشراسة أسهم في تضليل الكثيرين من سكان مصراتة.
ويرأس دار الإفتاء في طرابلس الصادق الغرياني المعروف بتصريحاته المتطرّفة والداعمة للجماعات الإرهابية.
واستنكرت القيادة العامة للجيش الليبي، في بيان أصدرته، الهجوم الإرهابي مؤكدة استمرار حربها على الإرهاب في كل ربوع الوطن دون استثناء.
وتقدّمت القيادة العامة للقوات المسلحة بالتعازي لأُسر ضحايا التفجير، مؤكدة “استعدادها لحماية المواطنين من قوى الشر والإرهاب في كل مكان من أرض ليبيا”. وشدّدت على أن الإرهاب عدوّ مشترك للجميع يجب مواجهته بقوة وعزيمة.