مسلمون يساعدون في الحفاظ على ثقافة اليهود البغداديين بكلكتا

تحاول مجموعة صغيرة من اليهود البغداديين بمساعدة طائفة من المسلمين المحافظة على أمجاد أجدادهم الثقافية في مدينة كلكتا الهندية من الاندثار من خلال حفظ الذكريات التي كتبها اليهود البغداديون من جميع أنحاء العالم في أرشيف.
الأحد 2017/09/10
تعريف اليهودية بلسان مسلم

كلكتا (الهند) - لا يزال معبد نيفيه شالوم اليهودي في كلكتا التي تقع شرق الهند في حالة جيدة، وذلك بفضل راعيه المسلم مسعود حسين وهو من الجيل الثالث من عائلته التي كانت ترعى المعبد.

وقال حسين “فقط في كلكتا يمكن أن يتعايش الكثير من الديانات بالقرب من بعضها البعض دون وجود مشاكل”.

ويعرف اليهود في كلكتا باليهود البغداديين لأنهم أتوا أصلا من المنطقة المحيطة بالعاصمة العراقية بغداد.

وكان اليهودي الأول منهم، وهو رجل أعمال يدعى شالوم كوهين، قد جاء من مدينة حلب السورية ووصل إلى كلكتا في العام 1798.

وأقيم من مجموعة صغيرة من التجار مجتمع نابض بالحياة أنجب أيضا العديد من الشخصيات المحلية البارزة ومنهم على سبيل المثال بروميلا واسمها الحقيقي إستير فيكتوريا أبراهام، ممثلة ومنتجة في بداية ظهور بوليوود في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، وفازت بأول مسابقة لملكة جمال الهند في العام 1947.

وقد استقلت الهند عن بريطانيا في نفس العام وانتقل معظم أفراد الطائفة اليهودية إلى الخارج. وقالت فلاور سيليمان، التي كان عمرها آنذاك 17 عاما، إن الطائفة كانت في وضع جيد في عهد الاستعمار البريطاني ولكن مستقبل أعضائها في الدولة الجديدة أصبح غير مؤكد.

وانتقل العديد من يهود كلكتا، فضلا عن مجموعات من الأقليات الأخرى، باستخدام جوازات سفرهم الهندية البريطانية، إلى بلدان أخرى.

وتابعت سيليمان (وعمرها الآن 87 عاما) “كانت هذه البلدان تتطابق مع نمط حياتهم أكثر مما كانوا يتصورن أنه سيحدث في الهند بعدما عادت لحكم الهنود”.

وأوضحت أيلين جو كوهين مديرة صندوق يدير المؤسسات اليهودية في كلكتا “بدأ الناس الذين يريدون المساعدة في بناء دولة جديدة في الهجرة إلى إسرائيل”، مضيفة “وأسرع العديد من الأعضاء الأكثر فقرا بالطائفة لاستغلال الفرصة لبناء حياة أفضل لأنفسهم هناك".

وأشارت كوهين، وهي أيضا في مجلس إدارة المدرسة الخاصة، إلى إن معظم الطالبات البالغ عددهن 1300 طالبة من المسلمات، متابعة “يرسلهن آباؤهن إلى هنا لأننا نعلمهن القيم القديمة ونقدم لهن تعليما جيدا”.

وقالت سيليمان إن التعايش مع المسلمين في المدينة، والذين يشكلون حوالي خمس سكان كلكتا، كان دائما على ما يرام. لقد نشأت مع أشخاص من ديانات مختلفة وشاركت في مختلف الأعياد.

وأكدت “كان لدينا الكثير من الأشياء المشتركة مع المسلمين، فهم مثلنا لا يأكلون لحم الخنزير ولا يعبدون آلهة وهمية”. وقالت أن هناك درسا مهما في تاريخ المدينة “التنوع يفيد الجميع”.

وتعمل جايل (62 عاما) وهي أصغر اليهود هناك للحيلولة دون نيسان تراث كلكتا اليهودي من خلال إنشاء أرشيف على الإنترنت يسمى “ريكولينج جيويش كلكتا” أو (استعادة كلكتا اليهودية). ويحتوي الأرشيف على ملفات صوتية وصور وسير ذاتية وقصاصات من الذكريات كتبها اليهود البغداديون من جميع أنحاء العالم.

ويشهد الأرشيف أيضا على النظرة العالمية لكلكتا، على الرغم من أن سيليمان تخشى أن هذا الأمر، شأنه شأن الطائفة اليهودية، قد يتعرض للخطر.

24