الاتحاد الأوروبي يرفض دعوة ميركل إنهاء المفاوضات مع تركيا

الجمعة 2017/09/08
تركيا مهمة من الناحية الإستراتيجية

بروكسل- تلقى دعوة ألمانيا لانهاء محادثات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي رفض العديد من شركائها الاوروبيين الذين أكدوا الجمعة على ضرورة مواصلة الحوار مع أنقرة.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وخصمها في الانتخابات الألمانية المقررة الشهر الجاري مارتن شولتز قد طالبا بوقف المفاوضات مع تركيا بشأن انضمامها للاتحاد الأوروبي خلال مناظرة تليفزيونية مطلع الأسبوع الجاري.

ولكن خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الذي ينعقد على مدار يومين في استونيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للكتلة الأوروبية، أوضح العديد من الوزراء أن إنهاء محادثات انضمام تركيا، الذي يتطلب تأييدا بالاجماع بين الدول الأعضاء، ليس خيارا مطروحا.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن "الاتراك يمرون بوقت عصيب للغاية"، مضيفا أن جميع دول الاتحاد الأوروبي تشعر بقلق بالغ بشأن أوضاع حقوق الانسان في تركيا.

وأكد أنه "ينبغي علينا عدم دفع تركيا بعيدا"، موضحا أنها "دولة مهمة بالنسبة لنا من الناحية الاستراتيجية". وكرر وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني آراء نظيره البريطاني، حيث أكد الحاجة إلى إجراء الحوار، والحفاظ على "آفاق انضمام تركيا في المستقبل" للكتلة الأوروبية.

وقال كوفيني إن "بالقطع تغيرت الأمور كثيرا في تركيا خلال الشهور الـ12 الأخيرة، وينبغي علينا ألا ندعي أن ذلك لم يحدث، ولكن هذا لا يعني أن ألا نحاول الوصول إليهم".

وقد ادت حملة القمع في تركيا بعد محاولة انقلاب العام الماضي الى تدهور العلاقات مع الاتحاد الاوروبي. والاسبوع الماضي، قال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ان انقرة "تنسحب من اوروبا بخطوات عملاقة".

الا ان وزير خارجية استونيا سفين ميكسر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للتكتل قال الخميس انه لن يتم اتخاذ اي قرار يتعلق بهذه المسألة قبل تقييم تجريه المفوضية حول طلب تركيا الانضمام من المتوقع صدوره مطلع العام المقبل. واضاف خلال الاجتماع "لا اتوقع ان يتخذ الاتحاد الاوروبي اي قرارات بهذا الصدد خلال العام الحالي".

ويواصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تطهير المعارضين منذ الانقلاب مع اعتقال اكثر من 50 الف شخص وخسارة قرابة ثلاثة اضعاف هذا العدد عملهم بينهم مدرسون وقضاة وضباط من الجيش والشرطة. كما تعتقل السلطات التركية 12 صحافيا وناشطا ألمانيا، ما اسفر عن تزايد التوتر في العلاقات مع برلين.

تركيا عضو مهم في حلف شمال الأطلسي

وفي ديسمبر، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على عدم فتح فصول جديدة في محادثات الانضمام حتى تتراجع انقرة عن مسارها، لكن تركيا لا تزال لاعبا مهما بالنسبة لأوروبا في عدد من القضايا الرئيسية، وخصوصا أزمة الهجرة.

وصرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس انه يريد "تجنب انقطاع العلاقات" مع تركيا التي وصفها بانها "شريك اساسي".

وردد ميكسر هذه الاصداء قائلا انه يتعين على الاتحاد الاوروبي ان "تتعامل بعناية فائقة" مع تركيا التي تعتبر ايضا عضوا مهما في حلف شمال الاطلسي كما ان معظم الدول الاعضاء في الاتحاد الاوربي تنضوي ايضا في هذا التكتل.

واضاف ميكسر "خلال مناقشة وضع تركيا كدولة مرشحة، علينا أيضا مناقشة العلاقة المستقبلية من جميع جوانبها، وعدم اتخاذ قرارات متسرعة بدون النظر إلى هذه الأمور بشكل كامل".

اما وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكيفيسيوس، فقد صرخ "كلا كلا كلا" عندما سئل عما إذا كان ينبغي إنهاء محادثات الانضمام. بدوره، دعا وزير الخارجية الفنلندي تيمو سويني الى الهدوء قائلا ان الحوار اكثر فائدة من قطع العلاقات.

واضاف "نعلم بان هناك مشاكل في ما يخص مسالة حقوق الانسان في تركيا لكنني لا اؤيد انهاء المفاوضات لانه اذا لم نتحدث مع بعضنا البعض، فان هذه ليست طريقة بناءة للغاية من اجل المضي قدما".

مناورة انتخابية

يذكر ان الاتحاد الاوروبي وتركيا وقعا العام الماضي اتفاقا ساعد في وقف تدفق مئات الالاف من اللاجئين والمهاجرين الى اليونان. وهددت انقرة بإلغاء الاتفاق مرارا بسبب التوتر مع بروكسل عندما كانت تعبر عن المخاوف بشان انتهاكات حقوق الإنسان.

وقد بدأت تركيا محادثات الانضمام رسميا عام 2005 بعد سنوات من رفض بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي مثل فرنسا التي كانت حذرة ازاء قبول دولة اسلامية في التكتل.

وكان التقدم بطيئا وتوقفت المفاوضات بشكل تام العام الماضي بعد ان بدأت تركيا حملة القمع عقب الانقلاب.

ولقيت تصريحات ميركل الاحد ردا عنيفا من اردوغان الذي قارنها بـ"النازية"، لكن العديد من الشخصيات الاوروبية اقترحت النظر في دعوتها في ضوء الانتخابات.

وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز ان مزيدا من المناقشات ستلي انتخابات 24 سبتمبر في المانيا، في تكرار لتصريحات وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني فى وقت سابق من الاسبوع الحالي.

وكانت موغيريني اعتبرت ان الجغرافيا والتاريخ يجعلان من تركيا والاتحاد الأوروبي شركاء بشكل لا مفر منه، وبالتالي ينبغي أن يركز الجانبان على سبل التعاون البناء.

1