صرح تذكاري فريد في قلب أبوظبي تخليدا للشيخ زايد

أبوظبي – بدأت دولة الإمارات في وضع حجر الأساس لبناء صرح تذكاري في قلب العاصمة أبوظبي، “تخليدا للذكرى المئوية لميلاد القائد المؤسس الشيخ زايد والذي سيشكل منارة للأجيال المقبلة”.
وجاء الكشف عن هذه المبادرة في إطار إعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عام 2018 “عام زايد”، وفق ما أعلنت عنه وزارة شؤون الرئاسة الثلاثاء.
وكانت حكومة أبوظبي قد أعلنت في السادس من أغسطس الماضي إطلاق “عام زايد” على عام 2018 بمناسبة ذكرى مرور قرن على ميلاد رئيس الدولة الراحل الشيخ زايد.
ودعا الشيخ خليفة بن زايد حينها إلى صياغة مبادرات وبرامج تجسّد إرث الشيخ زايد في تأسيس الدولة ووضع وترسيخ أسس نهضتها الحديثة وإنجازاتها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز مكانة الشيخ زايد بوصفه رمزا للوطنية وتخليد إرثه من خلال مشروعات ومبادرات مستقبلية تتوافق مع رؤيته وقيمه.
|
ويؤكد بناء هذا الصرح الدلالة الرمزية الكبيرة ورسالة الامتنان المميزة من كافة الإماراتيين لباني نهضة بلادهم الشيخ زايد الملقب بـ”حكيم العرب” وتمسّكهم الشديد بسيرة قائدهم التي سيتم تخليدها على مر السنين لتتناقلها الأجيال القادمة.
وقال نائب وزير شؤون الرئاسة الإماراتية، أحمد جمعة الزعابي، إن “الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ترك إرثا خالدا على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية”.
وأضاف “من حقه علينا والأجيال القادمة أن نوفيه حقه وأن نعترف له بما قدم من خير بتخليد اسمه في التاريخ، ليذكره الجميع جيلا بعد جيل رمزا للإنسانية والوحدة”، لكنه لم يكشف عن تكلفة هذا المشروع.
والصرح التذكاري، الذي يجري العمل عليه حاليا يقع عند تقاطع الشارعين الأول والثاني على امتداد شارع الكورنيش في أبوظبى، وهي وجهة تستقطب المواطنين والمقيمين والذين يمثلون أكثر من 200 جنسية.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أن الصرح الذي يشغل مساحة تقدر بنحو 3.3 هكتار يتوسطه عمل فني فريد من نوعه تحيط به مساحات خضراء وسيتم الكشف عن المزيد من تفاصيله خلال حفل افتتاحه، والذي لم يكشف عن موعده بالضبط.
ويرصد هذا العمل الفني ما قدمه الشيخ زايد من أعمال جليلة وما قام به من عطاءات وأعمال خير شملت دول العالم ليسطّر اسمه بأحرف من نور في أنصع صفحات التاريخ، بعدما ترك إرثا عظيما سيظل الجميع يذكره.
وسيعكس الصرح تجربة الشيخ زايد الإنسان الثرية والملهمة في حب الوطن والتفاني من أجله ونشر الخير في كل مكان ويبعث في النفوس الرغبة في التأمل في إرثه.
كما سيمكن جميع الزوار من إثراء معرفتهم بسيرته من خلال فهمهم بشكل أعمق للقيم التي أرساها وشيّد عليها بناء الدولة.
ومعلوم أن الشيخ زايد يتصف بالكثير من المناقب التي تميزه عن غيره، فقد كان دائم الحرص على قيم التسامح والعدل والإنصاف والمساواة وحب الخير للناس جميعا والتعايش الإنساني السلمي بين كل الناس.
يذكر أن الشيخ زايد ولد في عام 1918 في أبوظبي بقصر الحصن. وقد سمي على اسمه جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (زايد الأول) والذي حكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855 وإلى غاية 1909.
ويروي كلود موريس في كتابه “صقر الصحراء” على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسي البريطاني، الذي عاش فترة طويلة بالمنطقة قوله “كان الشيخ زايد يجسد القوة مع مواطنيه من البادية فكان يشاركهم معيشتهم البسيطة كرجل ديمقراطي لا يعرف الغطرسة أو التكبر”.