ثقافة التضامن مع الكتاب
لا يرتجي المثقف الحقيق بصفته إلا حيازة حبّ الناس له واحترامهم لنضاله الفكريّ، وهو نضال سعت أنظمة الاستبداد إلى إفراغه من محتواه بالنسبة إلى كلّ صاحب قلم حرّ عبر شنّ حملاتها التشويهية له أو اعتقاله.
في 10 آب-أغسطس 2013، اعتقلت قوات الأمن السورية الصحفي المعارض جهاد أسعد محمد بالقرب من شارع الثورة في قلب دمشق. ويعتبر جهاد واحدا من الناشطين القلائل الذين بقوا في العاصمة السورية التي بقيت تحت القبضة الأمنية الوحشية وقد صمد جهاد في دمشق على الرغم من خطر الاعتقال المحدق به.
وقد شغلت الحملة مساحات كبيرة من مواقع التواصل الاجتماعي، كما تمت متابعتها في العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية.
يذكر أنّ جهاد واظب خلال عمله في الصحافة السورية على الدفاع عن الحريات العامة ولم يتردد يوماً في إعلان موقفه المساند لقضايا الشعوب والعمل على دعم أدواتها النضالية في مواجهة الاستبداد بكافة أشكاله. وعن اصطفاف جهاد الدائم قولاً وممارسة إلى جانب الفقراء والمحرومين خلال مسيرته المهنية، وقد ورد في بيان الحملة أنه “دافع عن مصالح وحقوق عامة الشعب السوري في مواجهة الاستبداد.
يقول الكاتب يوسف فخر الدين إنّ “حملة التضامن مع الكاتب والصحفي جهاد محمد مباراة جماعية تفاعلية بين مثقفين وناشطين من الثورة السورية يشتغلون في جميع الأصعدة الثقافية والميدانية ارتأوا الوفاء لأحدهم فقاموا بتنظيم مجموعة فعاليات أطلقوها بداية بعريضة تضامنية وتحيات لجهاد عبر كراتين من الجولان وحيفا وعكا كما من دمشق ودير الزور وغيرها.
تهدف الحملة الى الدفاع عن سوريا المدنية الديمقراطية وتحررها من ربق الاضطهاد والقهر والتضامن مع المعتقلين في سجون الطغيان ومنهم مثقف عضوي بالمعنى الغرامشي بقي ملتصقا بهم المجتمع السوري عبر اكثر من عقدين من عمله” ولا شكّ في أنّ حملة التضامن مع جهاد محمد بهذا المعنى هي حملة للتضامن مع الشعب السوري وحقوقه العادلة بالحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية. وهي جزء من النشاط المدني الذي يتوخى الإبقاء على جذوة المطالب الأولى للثورة مستمرة في مواجهة أي انحراف.
الحملة التي أطلقت بلغات عدة، وصاحبتها تحرّكات مساندة في عدد من العواصم العربية والعالمية ووجدت لها صدى في الداخل الفلسطيني، حيث رفعت عدة لافتات وصور للكاتب من قبل الناشطين والإعلاميين الفلسطينيين. ولا نملك إلا أن نثمّن هذه الحملة لكونها تبشّر بثقافة دفاع المثقّفين عن بعضهم بعضا وتقوّي وحدة صفّهم أمام جور القوى الظالمة.