سكرات.. مزجت أشعار عمر الخيام بموسيقى عربية إيرانية في قرطاج

جسد عرض سكرات بصوت جمع الفنانة التونسية درصاف الحمداني بالفنانة الإيرانية عائدة نصرت لغة الحوار الشعري ممزوجا بإيقاعات موسيقية عربية إيرانية، ممثلا نقطة التقاء بين حضارتين تعيش في واقعها الراهن حالة شرخ.
الأحد 2017/07/23
صوت واحد يقطع مع الفوارق

تونس - احتضن متحف قرطاج عرضا، مساء الجمعة الماضي، تحت اسم "سكرات"، وهي الحالة التي خرج بها الحضور من هذا العرض وقد انتشت أرواحهم بصدى رباعيات الخيام يتردد ضمن مزاوجة فنية جمعت صوتي التونسية درصاف الحمداني والإيرانية عائدة نصرت.

وضمن عروض الدورة الـ53 لمهرجان قرطاج الدولي قدمت الفنانتان عرض “سكرات” في رؤية إبداعية تمزج بين الثقافتين العربية والفارسية وتوحدهما صوتا وشعرا لتجمع بين ثقافتين فرقت بينهما الملفات السياسية الساخنة.

وجسد العرض لغة الحوار الشعري تحت وقع موسيقى عربية إيرانية ليصنع إبداعا فنيا بشكل تعبيري في صورة التصوف. ومثّل نقطة التقاء بين حضارتين تعيش في واقعها الراهن حالة شرخ.

وغنت الحمداني ونصرت رباعيات الخيام على وقع موسيقى عصرية متحررة، تبسط البعض من شعر الخيام وتمنح الجمهور، الذي حضر من كل الفئات، خصوصا الشباب، فرصة البحث في معانيه الفكرية.

وقدم “سكرات الحياة”، كما تحبّذ تسميته الحمداني، ساعة ونصف الساعة من موسيقى الفرح والنشوة بحضور جماهيري لافت. ومثّل العرض نقطة التقاء بين فنانة إيرانية حرمت من الغناء في بلادها وبين فنانة عربية تشارك لأول مرة الغناء مع فريق موسيقي إيراني.

واعتلت الفنانتان المسرح في آخر الحفل بأغان مشتركة تبلغان من خلالها الجمهور أن صوت الفن لا يفرّق وأن “سكرات” مشروع يرفض الضغوط ويكسر الحدود ويوحد الشعوب.

وأشارت نصرت خلال الندوة الصحافية التي سبقت العرض إلى أن “عشقها لجلال الدين الرومي وعمر الخيام وإيمانها بعرض ‘سكرات’ وصوت وحضور درصاف الحمداني جعلها تحرص على المشاركة في هذا العمل الفني المتميز”.

وقالت نصرت لـ“لعرب” إن “الضغوطات هي جوهر الإبداع ومفتاحها ودونها ليس هناك أيّ إبداع. والضغط لم يمنع الفنانين والمرأة الإيرانية من الإبداع حيث استطاع الصوت النسوي الإيراني أن يؤسس إلى خصوصية فنية إيرانية ويتجاوز الحدود”.

ولفتت إلى أن “الشعب الإيراني منفتح وله طموح فني كبير، لكن الحكومة الإيرانية تمارس ضغطها على الحقل الإبداعي. حيث لم تسمح لنا بتعلم العزف على آلات الموسيقية لكن هذا لم يمنعنا من تعلم الموسيقى والعزف”.

وقالت نصرت، التي غادرت إيران منذ سنة ونصف السنة لتستقر في باريس راغبة في أن يصل صوتها لكل عشاق الموسيقى “أردت اكتشاف تعبيرات الموسيقى العالمية وهو ما حصل لي. أن أغني الآن خارج إيران وهذه الأغاني التي أشدو بها خارج حدود بلادي تلاقي إقبالا ولها تأثيرها على الإيرانيين في الداخل”.

وبحسب الحمداني ظهرت فكرة عرض “سكرات” عام 2012 بمشاركة الفنان الإيراني عمر علي قرباني.

وأضافت أن سكرات لاقت آنذاك استحسان الجمهور الإيراني لكن تم إيقاف عرضها في إيران بطلب من الحكومة الإيرانية، ليعود مجددا من خلال مهرجان قرطاج الدولي لهذه السنة.

وقالت الحمداني لـ”لعرب” إننا “نأمل أن يكون عرض ‘سكرات’ حافرا ثقافيا لتقليص هذه الأزمات السياسية وأن نقدم رؤية فنية تعكس صورة إيجابية عن الشعوب والحياة بعيدا عن تبعات الحروب”.

24