البرلمان الأوروبي خاو، الأعضاء غائبون بلا سبب

يلجأ السياسيون للاستجمام والاستمتاع بأوقاتهم هربا من صخب السياسة الذي لا ينتهي، لكن الأمر يتزايد صيفا، ما قد يجعل منهم ساسة تافهين، في نظر زملائهم، كما حصل هذا الأسبوع داخل البرلمان الأوروبي.
الخميس 2017/07/06
وحيدا بين الكراسي

ستراسبورغ - مثل باقي الناس، للسياسيين إجازاتهم التي يحاولون قضاءها بعيدا عن هموم السياسة ورصد الصحافيين لتحركاتهم. ولأسباب متنوعة قد تكون العطلة سببا في تأجيل بعض القرارات وأحيانا في سخط عدد من المسؤولين بسبب تراخيهم.

وهذا بالضبط ما حصل الثلاثاء الماضي، تحت قبة البرلمان الأوروبي حين أثار غياب العشرات من النواب لأسباب تبدو متعلقة بقضاء البعض منهم عطلهم الصيفية، حفيظة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وبدا على يونكر، وهو من لوكسمبورغ، الانزعاج الشديد بينما كان يتابع مجريات الجلسة في القاعة شبه الخاوية في ستراسبورغ حيث أكد أن “مشاركة 30 نائبا فقط في الجلسة يشير إلى أن البرلمان غير جاد”.

وقال أمام الحضور الذين جاؤوا للاستماع إلى خطاب رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات “أنتم تافهون”، وذلك في تأنيب حاد وعلني لمؤسسة أوروبية أخرى.

ومضى يقول “لو كان موسكات هو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رغم صعوبة تخيل هذا، أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكنا شهدنا حضورا كاملا”.

وبينما يتحدث يونكر قاطعه، رئيس البرلمان أنطونيو تاجاني، وطلب منه تغيير لهجته في الحديث والتوقف عن استخدام كلمة “تافهون”. وقال له “يمكنك أن تنتقد البرلمان هذا من حقك لكن المفوضية الأوروبية لا تتحكم بالبرلمان بل البرلمان هو من يتحكم في المفوضية”.

لكن رئيس المفوضية الأوروبية لم يكترث لذلك على ما يبدو ورد بالقول “لن أحضر أبدا اجتماعا من هذا النوع”.

أنطونيو تاجاني: غياب النواب عن حضور جلسات البرلمان ليس سببا لوصفهم بالتافهين

ولم يكتف يونكر بذلك فحسب، بل طالب نواب البرلمان باحترام رئاسات الدول الأصغر للاتحاد الأوروبي خصوصا وأن الجلسة كانت لمناقشة فترة رئاسة مالطا للاتحاد الأوروبي والتي انتهت فعليا الجمعة الماضي.

وضحك رئيس وزراء مالطا الذي يقل عدد سكان بلاده عن نصف مليون نسمة أثناء الحادث، ورفض الاقتراح بأن الدول الصغيرة قد تكون أقل أهمية.

واستعرض موسكات، الذي كان مبتسما خلال تبادل التصريحات بين يونكر وتاجاني، أداء بلاده في رئاسة التكتل وركز في خطابه على تحديات الهجرة واصفا خروج بريطانيا من الاتحاد بأنه “مخلوق كارثي كان يجب على الجميع توقعه لكن لم يتصرف أحد منا لإيقافه”.

وتعليقا على ما حصل، قال مفوض الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانز عن رئيسه إن “جان كلود لديه عادة ترك قلبه يتحدث”، مشيرا إلى أن “هذه المسألة لم تعد مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي”.

وغرد جياني بيتيلا، رئيس مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي، في حسابه على تويتر يقول “بدلا من الانخراط في حديث صارم يجب على يونكر توجيه غضبه إلى مجلس الاتحاد الأوروبي بسبب عدم تحركه بشأن الهجرة”.

ورئاسة الاتحاد الأوروبي تكون دورية بين الدول الأعضاء، على أن تستمر كل رئاسة 6 أشهر. وبدأت رئاسة إستونيا مطلع الأسبوع.

وتطرح مسألة التغيب عن حضور جلسات البرلمان تساؤلات حول ما إذا كان النواب فعلا لا يهتمون برئاسة الدول الأقل شأنا في الاتحاد الأوروبي أم أنهم يبحثون عن متنفس لهم خلال فصل الصيف بعيدا عن جدران البرلمان.

ويعتقد المتابعون لحياة السياسيين أن السياسة بشكل عام لا عطلة فيها لأنها مرتبطة بالشأن العام، الذي يحتاج إلى متابعة دائمة وأن ما حصل لا يعدو أن يكون خمولا من قبل البعض من السياسيين.

ومن المعروف أن البعض من المؤسسات السياسية والسيادية في أي دولة تستفيد من عطلة سنوية في فصل الصيف، مثل البرلمان الذي يدخل في إجازة لفترة محدودة ضمن المهام الموكلة إليه دستوريا، لكن مؤسسات أخرى لا تتوقف حتى إذا استفاد الموظفون فيها من عطلة.

12