الهيرو جزيرة بكر في جزر الكناري

الأحد 2017/06/25
البقاع محدودة والمتعة لامتناهية

برلين – تمتلك زابينه راتين طريقة مثيرة للاهتمام لجعل عطلاتها تبدو جذابة في أصغر جزيرة بجزر الكناري. وفي فندق فينكا لا باث تقوم أولا بشرح للزوار عمّا لن يجدوه هناك، “لا توجد مصانع أو فنادق ضخمة أو طرق سريعة أو دور عرض أو مجمعات تسوّق أو ملاه أو ملاعب جولف أو مدن”. إذن ما الذي يوجد في الهيرو؟

وتجيب راتين التي تمتهن العلاج الطبيعي وهي في منتصف الخمسينات وتنحدر من مدينة هامبورج، “بضع قرى صغيرة وطبيعة بدائية والكثير من السكينة والاسترخاء “.

ابتاعت زابينه قبل 15 عاما مزرعة قديمة في منطقة جواراثوكا وحوّلتها إلى ملكية خاصة قائمة على الاكتفاء الذاتي.

ورغم أنها تعمل من وقت لآخر مرشدة سياحية للأفواج السياحية القليلة الناطقة بالألمانية التي تأتي إلى الهيرو، يمكن العثور عليها منشغلة في زراعة كل شيء من الخضروات العضوية لضيوفها.

قد لا يروق أسلوب “فينكا لا باث” الهيبي للجميع، ولكن الاسترخاء لا يقاوم وكذلك المنظر الذي تراه من موقعها المرتفع المتاخم للمحيط، فهناك مناظر شاملة للجزر المجاورة والمحيط الأطلنطي، لا بالما ولاجوميرا وتينيريفا.

وعلى بعد دقائق قليلة فقط من الفندق يقع مطعم “ميرادور دو لا بينا” الذي يطل على مشهد بانورامي خلاب. ومن هناك، تطل بعينيك على وادي ال جولفو السحيق وفيه تظهر القرى من الصدوع المملوءة بالأناناس والموز والبابايا.

وهناك شيء ملحوظ وهو أن الهيرو بالكاد مأهولة. وفي الوقت الحالي يعيش ستة آلاف شخص في هذه الجزيرة البركانية البالغة مساحتها 278 كيلومترا مربعا. وفي عام 2016 زار نحو 21 ألف شخص الجزيرة وخمسة آلاف فقط من هؤلاء جاؤوا من خارج إسبانيا.

ويتنافس الزوار طوال العام على الـ900 سرير المتوفرة للضيوف وأغلب هذه الأسرة توجد في منازل ريفية وأكواخ صيفية. وهناك سببان لتوافد القليل من السياح على الهيرو، بحسب سيزار إسبينوسا “أولهما أنه توجد رحلات مباشرة قليلة جدا من البر الرئيسي. وثانيهما أنه بالكاد يوجد هناك شواطئ سباحة جميلة “.

إسبينوسا هو المدير الإداري للمحمية الطبيعية التي تنتمي إليها حاليا الجزيرة بأكملها بعد إعلان أصدرته منظمة التربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) في عام 2000. وبالفعل، الجزيرة تشبه محمية طبيعية وتعطي هذا الانطباع.

ولا توجد في الجزيرة مبان قبيحة متعددة الطوابق كما هو الحال في جزر الكناري الأخرى. كما أنه لا توجد قمامة على جوانب الطرق أو في مسارات التنزه. حتى أن الطاقة هنا متجددة.

ويقول إسبينوسا “هدفنا في السنوات المقبلة هو جعل مصادر الطاقة متجددة بالكامل”، ويشير إلى توربينات الرياح الخمس والسدين التي تم إنشاؤها في الفوهات البركانية.

ومن الممكن الآن إدارة الجزيرة نظريا بطاقة الرياح والطاقة التي تولّدها المياه. ولكن عمليا، حالت العراقيل اللوجيستية والقضائية دون توفير متطلبات الطاقة كلها للجزيرة عن طريق موارد متجددة أحيانا ما تكون غير متوقعة ويصعب حسابها.

17