يارا شلبي مصرية تعشق الراليات فسكنت أوتوبيسًا

المصرية يارا تحقق حلمها في العيش بطريقة مختلفة بعيدا عن البيوت التقليدية التي لا تتغير.
الجمعة 2021/07/23
منزل للترحال

عادة ما يعني السكن في منزل الاستقرار، لكن المصرية يارا شلبي التي عشقت الترحال وسباقات الراليات قررت أن تستقر في بيت يسير على عجلات فاشترت حافلة وجهزتها وصممتها لتكون منزلا أنيقا يحتوي على كل الضروريات، ولكنه غير ثابت بل متنقل ويسمح لها بالعيش في المكان الذي يروق لها.

القاهرة - صممت يارا شلبي مشروع تقاعدها قبل الأوان عندما حوّلت حافلة قديمة إلى بيت متنقل بكل لوازم المعيشة ووسائل الراحة، فأغناها عن دفع معلوم الإيجار الباهظ في حيها الراقي بالقاهرة ولمدة حوالي عشر سنوات.

يارا التي مثلت مصر في عدة بطولات رياضية بمجال الراليات اعتادت الترحال والسفر والتخييم في الصحراء، لذلك كان قررت تحقيق حلم راودها منذ سنين وتمثل في العيش بطريقة مختلفة بعيدا عن البيوت التقليدية التي لا تتغير.

اشترت موظفة البنك التي دأبت على المشاركة في سباقات الرالي بمصر حافلة حالتها الميكانيكية تسمح للعيش والتنقل بها، بالإضافة إلى سعة مساحات التخزين الجيدة، وحولتها إلى منزل صغير يتكون من غرفتي نوم وحمام ومطبخ وصالون صغير لتعيش فيه مع ابنها.

التحدي الذي واجهها تمثّل في أعمال التركيب والبناء والتشطيب. وفي ظل عدم وجود نماذج سابقة تعين عليها أن تفكر في الأمر من منظور إبداعي.

وعدلت تصميم جسم الحافلة حيث صار يسمح بسهولة الحركة، ورفعت مستوى السقف وأضافت فتحات للتهوية ووضعت ألواحا شمسية على السطح. وكست الأرضية والطاولات والجدران بألواح من الخشب لإضفاء الطابع الانسيابي على هذا المحيط الجديد.

قالت يارا “هو بيت متنقل. ويحتوي على كل وسائل الراحة. وراعيت في تصميمه ما تعلمته من الفيديوهات التي كنت أتابعها مع ابني”، مضيفة أن الذي شجعها على تحقيق حلمها هو أنها في بداية الأمر فكرت في إنجاز مشروع ترفيهي يعتمد على الرحلات والسفر والتخييم، ثم حولته إلى مشروع للسكن، “فكانت تصميماته تجعلني أحس أنني لم أغادر بيتي الذي كنت أستأجره”.

وحصدت يارا ثمار جهدها ودفعت في نهاية الأمر حوالي عشرة في المئة فقط من تكلفة شقة متوسطة باستثمار حوالي 350 ألف جنيه مصري (22336 دولارا) بما في ذلك ثمن الحافلة، ولم تعد مضطرة إلى دفع إيجار شهري على المدى الطويل.

يارا لا تعتزم استخدام الحافلة كمنزل دائم فحسب، وإنما أيضا كوسيلة آمنة للتنقل والإقامة في رحلاتها المتكررة إلى صحاري مصر الشاسعة

وقبل أن تستقر في المنزل المتنقل طلبت من صاحب العقار الذي كانت تستأجر منه شقتها أن تسكن تحت العمارة في نفس المنطقة داخل منزلها الجديد المنتصب على عجلات، ورحب صاحب العقار بذلك.

قالت يارا إنها وضعت الحافلة أمام بيتها لتقيم فيه مدة شهرين إقامة كاملة والوقوف على العقبات والمشاكل التي يمكن أن تواجهها خلال مكوثها في الشارع، وهي أول تجربة في مصر.

وأوضحت أن فكرة الحافلة – المنزل مفيدة من ناحية اكتفائها بالأشياء التي تستخدمها، فهي حينما انتقلت من منزلها القديم لم تصطحب معها إلا المستلزمات الهامة التي تكفيها وقامت بالتبرع بباقي المحتويات.

ولا تعتزم يارا استخدام الحافلة كمنزل دائم فحسب، وإنما أيضا كوسيلة آمنة للتنقل والإقامة في رحلاتها المتكررة إلى صحاري مصر الشاسعة.

وأشارت إلى أن مصدر الكهرباء في الحافلة هو الطاقة الشمسية، كما أنها اهتمت بالأجهزة التي لا تستهلك المزيد من الكهرباء، بالإضافة إلى وجود خزانات المياه التي تحتاج إلى ملئها كل 4 أو 5 أيام.

وبيّنت يارا أنها لا تكترث بحديث المجتمع عن كونها امرأة وتعيش في حافلة، لأنها ترى أننا جميعًا نعيش في الشارع وبالتالي نواجه نفس الخطر، متابعة أنها استكملت الإجراءات القانونية التي تجعلها تعيش في بيت الأحلام المتنقل بكل أمان وراحة.

وأضافت أن ابنها البالغ من العمر 11 عاما ورغم اعتياده على منزله القديم إلا أنه “بدأ يعتاد على السكن معي في الحافلة”، مضيفة أنه قد يختار العودة إلى السكن في منزل عادي حين يكبر، وأكدت أنها ستحترم اختياراته.

وشاركت يارا منذ فترة طويلة خطواتها في المشروع على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وتحلم بأن تُعمم فكرتها، كما هي في بلدان عربية وغربية، موضحة أن الفكرة تحمس لها الكثير من الشباب، فـ”الكثير من الشباب اتصلوا بي ويريدون معرفة تفاصيل أكثر عن الحافلة – المنزل والتكلفة والتراخيص المطلوبة”.

24