"ونس الحكايات" منصة لبوح المصريات بقصصهن

المنصة تهدف إلى دعم النساء من خلال ورش عمل لسرد القصص.
الأربعاء 2022/03/09
بيئة آمنة للسرد والحكي والتعبير

القاهرة ـ عندما كانت طفلة صغيرة كانت زهرة عبدالله تستمتع بحكايات جدتها قبل النوم، والآن بعد أن بلغت من العمر 36 عاما، أصبحت تعتمد على سرد القصص والحكايات كوسيلة لدعم أمثالها من النساء ومساعدتهن.

وعاشت زهرة سنوات عمرها الأولى في مدينة سوهاج بصعيد مصر وعملت كمدرسة، في ظل نظام للتربية يتسم بالمحافظة الشديدة ويحد من الخيارات وفرص العمل أمام المرأة، على حد قولها.

وقبل عشر سنوات، ورغم اعتراض عائلتها، جاءت إلى القاهرة في مسعى لتحقيق أحلامها.

وبدافع من حبها للكتابة ورواية القصص، أسست منصة “ونس الحكايات”، في عام 2017 لدعم النساء من خلال ورش عمل لسرد القصص.

الحكي أداة تنقلها زهرة للنساء المصريات للتعبير عن المخاوف والتحديات والأحلام والتطلعات

وبدأت فكرة إنشاء منصتها عندما انضمت إلى مشروع “بصّي”، وهو مشروع أكبر لرواية القصص للنساء. وخلاله، روت عبدالله قصصها الخاصة وقصص نساء أخريات.

وفي 2021، قررت زهرة العودة إلى جذورها في مسقط رأسها بسوهاج، وأنشأت “صوتي مسموع”، وهي أول ورشة عمل لرواية القصص للنساء في صعيد مصر بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وتقول زهرة إنها تنقل أداة كانت قد ساعدت في تحريرها في وقت من الأوقات لنساء أخريات للتعبير عن المخاوف والتحديات والأحلام والتطلعات.

وتعمل زهرة الآن على تسهيل إقامة ورش عمل مماثلة في القاهرة للكتابة العلاجية ورواية القصص، وهي وسيلة تقول ندى الصحافية البالغة من العمر 28 عاما إنها تعالج الاكتئاب.

وكانت ندى تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة عندما انضمت إلى ورشة العمل واكتشفت أن البيئة الآمنة للسرد والحكي والتعبير عن حزنها كانت أداة قوية للشفاء.

وتقول ندى “كانت الورشة بالنسبة إليّ طوق نجاة. كنت أعاني من اكتئاب ما بعد الولادة رغم أنني كنت أقوم بواجباتي على أحسن وجه لكنني كنت أحس أن هناك شيئا خطأ لكنني لا أعرف مأتاه إلى حين أتيت إلى الورشة وكانت في داخلي قبل ذلك كتلة من مشاعر وأفكار لم أستطع أن أحكيها لأنني كنت أظن أنه ليس هناك من يسمعني”.

وتأمل زهرة في أن تتمكن من تنظيم المزيد من ورش العمل في جميع أنحاء مصر في المستقبل.

Thumbnail
20