ولي عهد البحرين يتصل بأمير قطر لتجاوز الخلافات

الأمير سلمان بن حمد والشيخ تميم بن حمد يؤكدان على أهمية العمل على حل كافة القضايا والمسائل العالقة وعلى استمرار الاتصال بين المسؤولين في البلدين.
الخميس 2023/01/26
أول اتصال بعد قمة أبوظبي

المنامة – أجرى ولي عهد البحرين اتصالا هاتفيا بأمير قطر في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، في إشارة على أن البلدين الخليجيين قد يتحركان صوب تجاوز عناصر الخلاف والبدء بمصالحة تلتحق بالمصالحة الجماعية التي أسست لها قمة العلا السعودية.

وفي يناير 2021 أنهت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حظرا لقطر استمر ثلاثة أعوام ونصف العام، لكن لم تجر أي مناقشات ثنائية بين الدوحة والمنامة منذ ذلك الحين لحل الخلافات.

وقالت وكالة أنباء البحرين إن ولي العهد في المملكة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أكد خلال الاتصال مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أهمية "العمل على حل كافة القضايا والمسائل العالقة".

وأضافت "تم خلال الاتصال التأكيد على استمرار الاتصال بين المسؤولين في البلدين الشقيقين تحقيقا لما فيه الخير للجميع".

ويأتي الاتصال بين قادة البحرين وقطر منذ الأزمة الخليجية، بعدما حضر أمير قطر والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة قمة عربية مصغرة استضافها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي الأسبوع الماضي، وحضرها أيضا سلطان عمان هيثم بن طارق والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وتركز الخلاف الذي أسفر عن قطع العلاقات بين قطر والدول العربية الأربع في عام 2017 حول دعم الدوحة لحركات إسلامية، في مقدمتها تنظيم الإخوان المسلمين، يرى فيها جيرانها العرب تهديدا، وكذلك صلاتها بإيران وتركيا. وكانت لكل من الدول الأربع خلافاتها مع قطر أيضا.

وقادت السعودية جهود إعادة بناء الروابط مع قطر وأعادت العلاقات الدبلوماسية معها وكذلك فعلت مصر. ولم تحذ الإمارات والبحرين حذو الرياض والقاهرة.

وأعادت السعودية والإمارات ومصر روابط السفر والتجارة مع الدوحة في عام 2021.

ومع تركيزها على الأولويات الاقتصادية، تحركت السعودية والإمارات لتحسين العلاقات مع تركيا والتواصل مع إيران، خصمهما الإقليمي، لضبط التوترات.

وإلى حد الآن لم تستأنف الرحلات الجوية المباشرة بين الدوحة والمنامة، ولا تزال سفارتا البلدين مغلقتين. وبينما كان يُنظر إلى بطولة كأس العالم في قطر، على نطاق واسع، على أنها فرصة للقاء خليجي شامل، غاب المسؤولون البحرينيون عن حفل الافتتاح.

وصعّدت قطر تجاه البحرين على أكثر من واجهة، فقد احتجت على اجتياح الصيادين البحرينيين حدود المياه الإقليمية لبلادهم ودخولهم المياه القطرية، ثم لجأت لاحقا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتقديم شكاوى ضد المنامة، متهمة طائرات مقاتلة بحرينية باختراق مجال قطر الجوي، بدل بحث الخلاف على مستوى ثنائي أو خليجي.

كما سلط الإعلام القطري، وخاصة قناة الجزيرة، الأضواء على المؤسسات العقابية البحرينية من خلال سيل من الانتقادات التي تراوحت بين التشكيك في إجراءات التوقي من انتشار وباء كورونا داخلها وطريقة معاملة المقيمين فيها، وخاصة منهم الأطفال، مروّجا لتقارير صادرة عن منظمات غربية ترى البحرين فيها "حملات ممنهجة" تتعرض لها من أطراف متعددة.

ووصفت صحف بحرينية هذه الحملات الإعلامية من الجارة قطر بأنها مضللة، وأن الإعلام القطري يتبنى المغالطات وإثارة الفتن في البحرين، بعد فشل الدوحة في التأثير على الوضع الذي عاشته المملكة خلال احتجاجات 2011.

ويعتبر البحرينيون أن التركيز القطري على الإساءة إلى بلادهم ليس موقفا عابرا، بل هو مستمر وبدا واضحا منذ احتجاجات 2011، حيث اتهمت البحرين قطر مرارا بالتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة زعزعة استقرارها، وذلك استنادا إلى تواصل شخصيات قيادية قطرية مع المعارضة الشيعية التي كانت حينذاك تقود محاولة تفجير انتفاضة ضدّ النظام في المملكة، على غرار ما حدث في بلدان عربية أخرى.

وكان البلدان تبادلا الاتهامات بشأن رفض الاستجابة لدعوات الحوار، حيث قالت البحرين مرارا إنها أرسلت دعوات إلى قطر لتسوية القضايا العالقة بينهما، لكن الأخيرة لم تستجب، فيما قالت الدوحة إن هذه الدعوات لم تأت عبر الطرق الدبلوماسية المعهودة، وإنه تم توجيهها عبر وسائل الإعلام فقط.

وأعلن وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني في يونيو 2021 أن بلاده وجهت دعوتين رسميتين إلى قطر لإرسال وفد من أجل إجراء محادثات ثنائية في البحرين، "لتسوية الموضوعات والمسائل العالقة بين الجانبين تنفيذا لما نص عليه بيان قمة العلا"، دون أن تتلقى أي رد.

لكن الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي نايف بن فلاح الحجرف نقل عن قطر أنها اختارت عدم الرد على الدعوة، حيث تم إرسالها عبر وسائل الإعلام وليس مباشرة إلى الجهات المعنية في الدوحة، وفقا للبروتوكول.