وفد برلماني عربي في دمشق يفكك عزلة سوريا

دمشق – يبدو أن الزلزال الذي ضرب شمال سوريا فجر السادس من فبراير أعطى دفعة قوية لفك عزلة الرئيس السوري بشار الأسد وإعادة دمشق إلى حضنها العربي.
وتحول الحراك السياسي الذي بدأ بدافع إنساني إلى دبلوماسي قاده اليوم الأحد عدد من رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في بغداد، التي انطلقت إلى دمشق كمحطة دعم ثانية.
واستقبل الأسد الأحد في العاصمة دمشق الوفود البرلمانية العربية، المشاركة في مؤتمر الاتحاد والذي اختتم أعماله السبت في بغداد.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، يضم الوفد رئيس الاتحاد محمد الحلبوسى ورؤساء مجلس النواب في مصر والإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين وليبيا، إضافة إلى رؤساء وفدى سلطنة عُمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلمانى العربي.
وتعطي هذه الزيارة الأولى من نوعها لوفد عربي منذ 2011 دفعا قويا لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية بعد أكثر من عشر سنوات على تعليق عضويتها.
وتأتي زيارة الوفد العربي في ظل تمكن الرئيس السوري من كسر العزلة المفروضة عليه إقليميا ودوليا، خصوصا بعد الزيارات التي قام بها بعض المسؤولين العرب والاتصالات التي تلقاها الأسد من العديد من الزعماء العرب إثر الزلزال المدمر.
وفي أبرز علامة على ذلك، أكد رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي، اليوم الأحد، الوقوف إلى جانب سوريا والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال، مشيرا إلى أن سوريا ستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية والبيت العربي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الجبالي قوله في تصريح من مطار دمشق التي وصلها صباح الأحد مع رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في بغداد "نحن في سوريا العزيزة الشقيقة لدعمها والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال ونقول للشعب السوري، نحن أخوة ونقف إلى جواره في هذه الظروف الصعبة".
وأضاف أن هذه الزيارة هي لدعم سوريا قيادة وحكومة وشعباً، لافتاً إلى أن وفوداً برلمانية عربية أخرى ستصل تباعا إلى دمشق اليوم بعد أن قرر المؤتمر الـ 34 للاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في بغداد السبت تشكيل وفد لزيارة سوريا، تأكيدا على الوقوف إلى جانبها.
ووصل رؤساء برلمانات مصر ولبنان وفلسطين إلى مطار دمشق الدولي قادمين من العراق لدعم الشعب السوري في مواجهة الحصار وكارثة الزلزال الذي خلف آلاف القتلى والمشردين وعمق جراح السوريين المثخنة بالحرب.
واعتبر رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ في تصريح من مطار دمشق الدولي أن "هذه الزيارة للتأكيد على أن سوريا هي قلب العمل العربي المشترك ونشكر كل الوفود التي قدمت إلى دمشق".
وقال صباغ "كانت أجواء مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في بغداد إيجابية جداً، وركزت على الموقف الموحد لجميع الدول العربية بضرورة عودة سوريا إلى حضنها العربي، حيث تقرر تشكيل وفد عالي المستوى من رؤساء المجالس لزيارتها، تأكيداً على أنها قلب العمل العربي المشترك"، معرباً عن شكر سوريا لكل الوفود التي قدمت إلى دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء المصرية، أن "حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب المصري وصل الأحد، إلى مطار دمشق الدولي ضمن وفد لرؤساء البرلمانات العربية"، موضحة أن "الزيارة تهدف إلى الدعم والتضامن مع سوريا في مواجهة تداعيات كارثة الزلزال تنفيذا لقرار مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد ببغداد السبت والأحد".
وأفادت بأن "مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي قرر في بيانه الختامي تشكيل وفد من رؤساء البرلمانات العربية لزيارة دمشق للتضامن مع الشعب السوري".
وعقد المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي تحت عنوان "الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن "وفد اتحاد البرلمان العربي برئاسة محمد الحلبوسي (رئيس مجلس النواب العراقي) وصل إلى العاصمة السورية دمشق".
وأضافت أن"الزيارة تهدف لدعم الشعب السوري والوقوف معه جراء محنة الزلازل"، مؤكدة أن "الاتحاد البرلماني يدعم عودة سوريا إلى محيطها العربي".
ونقلت الوكالة عن الحلبوسي قوله إن الوفد يمثل الاتحاد البرلماني العربي، مؤكدا أن "الموقف العربي داعم لعودة سوريا لمحيطها العربي".