وفاة لاجئ إيراني عاش في المطار 18 عاما.. البطل الأصلي لفيلم "ذي ترمينال"

أعلنت سلطات مطار شارل ديغول الفرنسي عن وفاة البطل الحقيقي لفيلم “ذي ترمينال” للمخرج ستيفن سبيلبرغ، وهو المعارض الإيراني مهران كريمي ناصر الذي عاش 18 عاما داخل المطار.
باريس - توفي السبت مهران كريمي ناصري اللاجئ السياسي الإيراني الذي عاش أكثر من 18 عاماً في مطار رواسي – شارل ديغول الباريسي، وألهم المخرج ستيفن سبيلبرغ في فيلمه “مبنى الركاب” (The Terminal).
ومات كريمي موتاً طبيعياً في المبنى 2F قبل وقت قصير من ظهر السبت. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأحد عن مسؤول، رفض نشر اسمه، قوله إن الفريق الطبي بالمطار حاول علاج كريمي “لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذه”.
وقال مصدر لفرانس برس إنه بعدما أنفق جزءاً كبيراً من الأموال التي حصل عليها نظير الفيلم، عاد إلى المطار قبل عدّة أسابيع. وتمّ العثور على عدّة آلاف من اليوروهات معه.
وولد مهران كريمي ناصري المعروف بلقبه “سير ألفريد” في العام 1945 في مسجد سليمان في محافظة خوزستان الإيرانية لأب إيراني وأم بريطانية.
غادر إيران للدراسة في إنجلترا عام 1974. وقال إنه عندما عاد، سُجن بسبب احتجاجه على الشاه وطُرد من دون جواز سفر.
وتقدم كريمي بطلب لجوء سياسي في عدة دول أوروبية، ومنحته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بلجيكا أوراق اعتماد كلاجئ، لكنه قال إن حقيبته التي تحتوي على شهادة اللاجئ سُرقت في محطة قطار في باريس.
واعتقلته الشرطة الفرنسية في وقت لاحق، لكنها لم تستطع ترحيله إلى أي مكان لأنه ليس لديه أي وثائق رسمية، فانتهى به الأمر في مطار شارل ديغول منذ أغسطس 1988.
وفي السياق لفتت “أسوشيتد برس” إلى أن المزيد من الأخطاء البيروقراطية وقوانين الهجرة الأوروبية الصارمة أدت إلى إبقاء كريمي كشخص “لا أرض” له لسنوات.
وبات معروفاً في رواسي لدى موظّفي المطار كما تحوّل إلى شخصيّة رمزية، لاسيما أنه كان موضوع العديد من التقارير التلفزيونية والإذاعية، الفرنسية والأجنبية، قبل أن تُنقل قصته إلى السينما. وكان كريمي ينام على مقعد بلاستيكي، ويقيم صداقات مع عمال المطار، ويستحم في مرافق الموظفين، ويكتب مذكراته، ويقرأ المجلات، ويستطلع المسافرين العابرين.
وأطلق عليه الموظفون لقب “اللورد ألفريد”، وأصبح من المشاهير بين الركاب.
واستوحى المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ قصة فيلم “ذي ترمينال” من كريمي، وأدى شخصيته الممثل الشهير توم هانكس.
وظهر كريمي في عدد من الصور وبجانبه الملصق الدعائي للفيلم الهوليوودي الذي صدر عام 2004.