وعود طالبان باحترام حرية الصحافة تتلاشى في أول اختبار

صحافيان أفغانيان يتعرضون للتعذيب الشديد على أيدي عناصر طالبان.
الاثنين 2021/09/13
طالبان تنتهك أعراض الصحفيين

كابول - كشف صحافيان أفغانيان أنهما اعتُقلا وضُربا على أيدي عناصر طالبان بسبب تغطيتهما احتجاجات كابول مطلع الأسبوع الجاري، بعد أقل من شهر على إطلاق الحركة المتشددة لتطمينات بعدم التعرض للإعلاميين.

وقال الصحافيان نعمت نقدي ومتقي دريابي المتخصصان في الفيديوهات السبت إنهما تعرضا للاعتقال عندما كانا يغطيان احتجاجات نسائية شهدتها كابول الأربعاء ضد تدخل باكستان في أفغانستان، ومن أجل مناصرة حقوق المرأة.

ونُظمت المظاهرات في محيط مركز شرطة، وأكد نقدي ودريابي أنهما اقتيدا إلى داخل المركز وتعرضا لضرب مبرح.

وعلق الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافة أنتوني يبلانجير على تعرض الصحافيين للعنف قائلا “خطابات طالبان المطمئنة حول احترامها لحرية الصحافة جميعها كانت هراء”. وأضاف “هناك رغبة في إسكات الصحافيين ومن المتوقع أن تحظر طالبان وسائل الإعلام غير الحكومية لاحقا”.

وتواصلت قناة “سي.إن.إن” مع الصحافيين اللذين أوضحا ما جرى لهما، وقال نقدي “لقد ضربوني بقوة مفرطة حتى ظننت أنها نهاية حياتي، تعرضت عيني اليسرى لضرر بالغ إلى درجة أن بها احمرارا حتى الآن، وأنا قلق، لأنني لا أستطيع سماع شيء بأذني اليسرى، فيها صوت ضوضاء مزعج، تلقيت أربع أو خمس صفعات قوية جدا على وجهي”.

وأضاف “لقد دهسوا على رأسي من الجهة الأخرى وكانوا يضغطون بأقدامهم، لقد كان رأسي على أرضية من الموزاييك، وكنت أحاول سحب نفسي من شدة الألم وأن أطلب منهم ضربي على جميع الجهات وعدم توجيه الضربات إلى منطقة الظهر فحسب، لقد أدموا وجهي”.

أنتوني يبلانجير: من المتوقع أن تحظر طالبان وسائل الإعلام غير الحكومية

وتابع نقدي “استخدموا العنف إلى درجة أن أحدهم كان يسحبني من رأسي ووجهي والثاني يجذبني من خاصرتي، قيدوا يديّ وقدميّ ودفع أحدهم قدمي (…) انتابني شعور بأن رقبتي قد تُكسر، أو أن ظهري قد يُكسر”.

من جانبه قال دريابي “عندما اعتقلتنا قوات طالبان وأخذتنا إلى مركز الشرطة، عذبونا باستمرار لمدة 10 دقائق رغم أنني لم أكن بحالة تسمح لي بتذكر الوقت بالضبط، لقد ضربوني بكل ما وقع بين أيديهم”.

وتابع “من المحتمل أن تهدد وتعذب طالبان الصحافيين من الآن وصاعدا، استمرار تصرفاتهم هذه سيشكل خطرا على حكومتهم”.

وأضاف دريابي “لقد أعلنوا للصحافيين في مؤتمر صحافي بأنهم سيمنحونهم إذنا بالاستمرار في ممارسة عملهم لكن ضمن الأحكام الإسلامية فقط، أعتقد أن هذه التهديدات لا تزال موجودة، لن يتوقف الصحافيون، إنهم جزء آخر من المجتمع، وهم أشخاص يعبرون عن صوت الشعب”.

وحدثت الاحتجاجات في منطقة دشت برشي في العاصمة الأفغانية، والتي تسكنها غالبية شيعية من إثنية الهزارة والتي عُرفت بتعرضها للاضطهاد من جانب طالبان في الماضي.

واعتقلت طالبان عددا من المحتجين لكن يبقى عددهم غير واضح، وهي إحدى أكبر المظاهرات التي شهدتها أفغانستان منذ سيطرة طالبان على البلاد.

18