وضعية النوم السليمة تخفف من الشد العضلي

برلين - يقدم النوم العديد من الفوائد الصحية للجسم، وإضافة إلى المحافظة على صحة القلب وتقليل التوتر وتقليل فرصة الإصابة بالسرطان وتحسين الذاكرة وزيادة اليقظة، فإن النوم يحفف من الآلام ويقلل من الشد العضلي.
وقال الدكتور برنهارد ديكرايتر إن وضعية النوم تتمتع بأهمية كبيرة؛ حيث إن الوضعية السليمة تعمل على تخفيف الآلام، بينما تتسبب الوضعية الخاطئة في تفاقمها.
وأوضح أخصائي التأهيل والعلاج الطبيعي الألماني أنه يمكن تخفيف آلام الظهر أو الشد العضلي من خلال الاستلقاء على الظهر ووضع الذراعين على الجانب؛ حيث تحاكي هذه الوضعية شكل حرف S، الذي يتخذه الظهر، وبالتالي يتم توزيع وزن الجسم بالتساوي، ومن ثم تخفيف العبء الواقع على العمود الفقري والفقرات العنقية.
ويمكن التخفيف من متاعب الظهر المزمنة من خلال وضعية النوم الجانبية مع انحناء الظهر وثني الذراعين والساقين؛ حيث تعمل وضعية الجنين هذه على تخفيف المتاعب.
وتُعدّ وضعية الجنين أكثر الوضعيات انتشاراً بين الناس، كما أنّها ذات فائدة كبيرة، وخاصة لمن يعانون من الألم أسفل الظهر، إلا أنّ وضعية الجنين لها بعض السلبيات إذ إنّ النوم بطريقة غير مريحة يمكن أن يحد من التنفس العميق أثناء النوم، كما أنّ هذه الوضعية غير مناسبة لمن يعانون من ألم المفاصل أو تصلبها؛ لأن النوم في وضعية الجنين بشكل ضيق قد يسبب الألم في الصباح.
ويمكن لموظفي العمل المكتبي مواجهة قِصر العضلات من خلال وضعية النوم الجانبية مع ثني الركبتين قليلا؛ حيث تعمل هذه الوضعية على فَرد العمود الفقري وعضلات الفخذ الأمامية والسيقان.
وأشار ديكرايتر إلى أن وضعية النوم على البطن تعد مُجهدة؛ نظرا لأنها تتسبب في تعرض الظهر والفقرات العنقية للشد.
موظفو العمل المكتبي يمكنهم مواجهة قِصر العضلات من خلال وضعية النوم الجانبية مع ثني الركبتين قليلا
وعادة ما يغير المرء أثناء النوم وضعية نومه من دون أن يدري، ويعد هذا مفيدا أيضا؛ حيث يعمل هذا التغيير على تقوية العضلات وتخفيف العبء الواقع على الغضاريف.
ويعد النوم على الجانب مع وضع الذراعين على مقربة من الجسم وضعية مثالية للنوم حيث يبقى الظهر فيها مستقيماً في الغالب. وتساعد هذه الطريقة على تقليل توقف التنفس أثناء النوم، كما أنّها لا تسبب ألماً في الرقبة والظهر، ولزيادة فائدة هذه الوضعية يُنصح بوضع وسادة ناعمة أو بين الركبتين، لتخفيف الضغط على الوركين.
أما النوم على الظهر مع دعم الركبة فيساعد على توزيع الوزن على طول الجسم. كما تقلل هذه الوضعية من نقاط الضغط وتضمن محاذاة جيدة للرأس والرقبة والعمود الفقري. كما يساعد وضع وسادة صغيرة أسفل الركبتين على توفير دعم إضافي حيث يمكّن من الحفاظ على المنحنى الطبيعي للعمود الفقري.
وينصح خبراء اللياقة البدنية الشخص الراغب في النوم بهذه الوضعية بالاستلقاء على ظهره مواجهاً للسقف، وتجنب التواء الرأس بشكل جانبي، ووضع وسادة لدعم الرأس والعنق، ووضع وسادة صغيرة تحت الركبتين، وتعبئة أي فجوات أخرى بين الجسم والفراش بوسائد إضافية، مثل أسفل الظهر للحصول على دعم إضافي.
ويحذر أخصائيو التأهيل والعلاج الطبيعي من النوم على الجانب مع وضع وسادة بين الركبتين أنّه قد يسبب سحب العمود الفقري من موضعه مما يمكن أن يجهد أسفل الظهر، ولتجنب ألم أسفل الظهر يوصي أخصائيو التأهيل والعلاج الطبيعي بالنوم على الجانب ووضع وسادة قوية بين الركبتين حيث تعمل على رفع الجزء العلوي من الساق، مما يستعيد المحاذاة الطبيعية للوركين والحوض والعمود الفقري. وللحصول على دعم إضافي، يُنصح بملء أي فجوات بين الجسم والفراش بالمزيد من الوسائد، وخاصةً عند الخصر.