وضعيات الجلوس الخاطئة تؤدي إلى شد العضلة الكمثرية
برلين - العضلة الكمَّثريَّة الشكل هي العضلة التي تمتدّ من سطح الحوض للعظم المثلثي الكبير في قاعدة العمود الفقري (العَجُز أو العُصعُص) إلى النتوء العظمي (المَدوَر) في النهاية العُليا من عظم الفخذ، وعندما تتعرض للشد تضغط على العصب الوركي مسببة ألما مبرحا في الجزء السفلي من الظهر والمؤخرة، بالإضافة إلى الوخز والخدر (التنميل).
وأوضح طبيب العظام الألماني لوكاس كونستانتينيديس أن أسباب تعرض العضلة الكمثرية للشد تتمثل في وضعيات الجلوس الخاطئة مثل الجلوس مع وجود المحفظة في الجيب الخلفي للسروال ووضع رجل على رجل، بالإضافة إلى وضعيات الحوض الخاطئة والسقوط. وأضاف الدكتور كونستانتينيديس أن معالجة شد العضلة الكمثرية تتم من خلال العلاج الطبيعي وتمارين الإطالة والاسترخاء، مشيرا إلى أن العلاج يحتاج إلى التحلي بالصبر لأنه قد يستغرق عدة أشهر.
ونظراً إلى تشابه أعراض متلازمة العضلة الكمثرية مع أعراض عرق النسا، فقد يعتقد المريض أنه يعاني من عرق النسا، ويستمر في العلاج من دون تحسّن في الأعراض.
وشرح الدكتور بدر مراد، اختصاصي أشعة تداخلية لعلاج الجهاز العضلي العظمي في مستشفى واره في الكويت، قائلاً “العضلة الكمثرية هي المسؤولة عن تثبيت مفصل الفخذ واستقراره أثناء الحركة، مما يمكننا من المشي وتحويل أوزاننا من قدم إلى أخرى مع الحفاظ على توازن الجسم وثباته، ولا يقتصر الأمر على المشي فقط، وإنما يشمل ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة التي تتطلب حركة ودوران الفخذين والأرجل. باختصار فإن هذه العضلة الصغيرة تساهم بشكل كبير في أي حركة يقوم بها الطرف السفلي للإنسان”.
وأضاف أنها تنتج عن التشنج العضلي أو الالتهاب مما يسبب ألماً في الأرداف. كما يمكن أن تسبب هذه الحالة تهيج العصب الوركي، الذي يمر بقربها، مما يؤدي إلى شكوى المريض من ألم وخدر والوخز على طول الجزء الخلفي من الساق ويمتد إلى القدم (على غرار الألم الوركي). وأثناء الجري أو الجلوس يمكن لهذه العضلة أن تضغط على العصب الوركي من مكان خروجه من تحت العضلة الكمَّثريَّة ليمُرَّ فوق عضلات الورك المُدوّرة.
ويجب على الأشخاص التوقُّف مؤقتًا عن القيام بأيِّ نشاطٍ يُسبِّبُ الألم. وإذا ازداد الألم أثناء الجلوس فيجب على الأشخاص الوقوف، وعند تعذُّر ذلك عليهم تغيير الوضعيَّات للتَّخلُّص من مصدر الضغط المُحيط بالأليتين. وقد يكون من المفيد إجراء تمارين تمطيط مُعيَّنة للورك الخلفي والعضلة الكمَّثريَّة. ويتمُّ استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة أو مُسكِّنات أخرى لتخفيف شدَّة الألم.
