وسط أجواء فرعونية.. كرنفال للمانجو بالأقصر

عقب مرور أيام على المهرجان العالمي للمانجو في الثاني والعشرين من يوليو الجاري احتضنت مدينة الأقصر السياحية مهرجان المانجو بهدف وضع الأقصر على الخارطة الزراعية لهذه الفاكهة في مصر. وشملت الأجواء الكرنفالية للمهرجان رقصات شعبية واستعراضات بـ"لعبة التحطيب" الشهيرة جنوب مصر.
الأقصر (مصر) - احتضنت محافظة الأقصر السياحية جنوبي مصر، أخيرا، مهرجانا احتفائيا بفاكهة المانجو الشهيرة بـ”ملكة الفواكه”، على أنغام الموسيقى والرقصات الشعبية.
فعلى مسرح مكتبة مصر العامة المطلة على طريق الكِباش الأثري، اصطف أطفال بالزي الفرعوني لاستقبال زوار المهرجان الذي يعد الأول من نوعه في الأقصر.
فيما كانت إحدى الفرق الموسيقية منهمكة في تقديم فقرات فنية تحتفي بفاكهة المانجو على أنغام الربابة والمزمار البلدي.
وشملت الأجواء الكرنفالية للمهرجان كذلك رقصات شعبية، مثل رقصة التنورة الصوفية التراثية، التي أداها راقصون بشكل جماعي عبر حركات دائرية تمتزج مع إيقاعات من الموسيقى الدينية أو الشعبية.
كما أدى بعض الشباب استعراضات بـ”لعبة التحطيب” الشهيرة جنوب مصر، وهي من الفنون القتالية المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة.
وفي هذه اللعبة، يؤدي شخصان حركات استعراضية بالحطب (عصا غليظة) عبر لفها بين أصابع اليد بمهارة، فضلا عن تبادل ضرب العصا بطرق احتفائية.
وفي جانب آخر بالمهرجان، كان فن الرسم على ثمار المانجو يحمل أجواء من البهجة للحضور، إذ برع رسامون مشاركون في الاحتفاء بملكة الفواكه عبر رسم وجوه أشخاص ومناظر طبيعية على قشورها بحرفية كبيرة.
وأمام هذا المسرح، تراصت أقفاص من فاكهة المانجو بأنواعها المختلفة، التي تُغري الزوار باقتنائها، حيث تحلو في أفواه المصريين لاسيما مع جني المحصول من منتصف يوليو الجاري، وحتى نهاية أكتوبر المقبل.
وقدّر إعلام محلي أن يتجاوز إنتاج مصر من المانجو العام الحالي مليونا و500 ألف طن، فيما بلغت المساحة المزروعة بها نحو 250 ألف فدان (الفدان يعادل نحو 4200 متر مربع).
وتشتهر مصر بأنواع عدة من المانجو، أشهرها العويسي والسكري والفونس والصديقة والزبدية والكيت.
وتعتبر المناطق الساحلية ودلتا النيل (شمال)، ومحافظة الإسماعيلية (شمال شرق)، من أفضل المناطق لزراعة هذه الفاكهة في مصر.
وجاء مهرجان المانجو، وفق تقارير إعلامية محلية، عقب أيام من إحياء اليوم العالمي للمانجو في الثاني والعشرين من يوليو، وبهدف وضع الأقصر على الخارطة الزراعية لهذه الفاكهة في مصر.
إذ أعلن المسؤولون عن المهرجان، خلال فعالياته، عزمهم على تدشين مبادرة “ازرع مانجو” بالأقصر والتي تستهدف زراعة 1000 فدان بهذه الفاكهة خلال 5 سنوات، لافتين إلى أن البداية ستكون بزراعة 300 فدان.
الأجواء الكرنفالية للمهرجان شملت رقصات شعبية، مثل رقصة التنورة الصوفية التراثية التي أداها الراقصون
وبحسب استشاري التغذية العلاجية في مصر أحمد دياب، فإن المانجو غنية بالعناصر الغذائية الهامة للجسم، فهي تحوي فيتامينات “أ” و“ج” و“ب 6” و“هـ”، وهي جميعا ضرورية لصحة الجسم ووظائفه المختلفة، وتُعد أيضا مصدرا غنيا بالبوتاسيوم والماغنيسيوم والحديد، وهي معادن ضرورية لصحة القلب والعظام والعضلات.
وتفيد المانجو، وفق دياب الذي تحدث لصحيفة “الأهرام” الحكومية، في خفض ضغط الدم، وتحسين مستويات الكوليسترول، وتقوية جهاز المناعة، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، والحفاظ على صحة البشرة.
لكن الإفراط في تناولها قد يُسبب أضرارا منها زيادة الوزن لاحتوائها على نسبة عالية من السكر، واضطرابات في الجهاز الهضمي، إضافة إلى معاناة البعض من الحساسية عند تناولها، وفق استشاري التغذية العلاجية.
وتمثل فاكهة المانجو أولوية لدى المستهلكين لاسيما مع طرحها في الأسواق بكثافة كبيرة خلال يوليو.
وتحدد أسعارها التي تتراوح بين 18 و35 جنيها (37 و73 سنتا) للكيلو الواحد، نسب الإقبال في الأسواق، ولكل نوع منها جمهوره العريض.
وتعد مدينة الأقصر، أو “مدينة الحضارة”، أو “المعبد المفتوح” من أهم مدن السياحة في مصر على الإطلاق، فهي قديمة قدم التاريخ نفسه.
أينما تذهب في الأقصر ستجد آثارا ناطقة بحضارة عظيمة، ولم لا وهي “طيبة” عاصمة الدولة الفرعونية القديمة، وبها أهم المعابد والآثار الفرعونية؟
ومدينة الأقصر لا تجتذب هواة الثقافة والتاريخ فقط لإرثها الحضاري الهائل، ولكنها في الوقت ذاته تقدم للسياح الكثير من المفاجآت، أبرزها رحلات الكروز في الأقصر على نهر النيل الذي يشطرها إلى نصفين، والاستمتاع بأجمل المناظر الطبيعية الخلابة، وكذلك رحلات البالون الطائر التي تمنح أجمل إطلالة على المدينة من الأعلى، ولا ننسى بالطبع ركوب الحنطور، وسيلة التنقل الأشهر في الأقصر، وفوق كل ذلك المناخ المعتدل شتاء، الذي جعل الأقصر مشتى عالميا لا يوجد له مثيل.
عُرفت الأقصر عبر العصور المختلفة بالعديد من الأسماء، ففي بدايتها كانت تسمى مدينة “وايست”، ثم أطلق عليها الرومان بعد ذلك اسم “طيبة”، وأطلق عليها كذلك مدينة المئة باب، كما وصفها الشاعر الإغريقي هوميروس في الإلياذة، وسُميت كذلك باسم “مدينة الشمس”، (مدينة النور)، و”مدينة الصولجان”، وبعد الفتح العربي لمصر، أطلق عليها العرب هذا اسم “الأقصر” وهو جمع الجمع لكلمة قصر حيث إن المدينة كانت تحتوي على الكثير من قصور الفراعنة. يرجع تأسيس مدينة طيبة إلى عصر الأسرة الرابعة حوالي عام 2575 قبل الميلاد.