وسائل المساعدة السمعية تقلّل احتمالات إصابة كبار السنّ بخرف الشيخوخة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - توصّل فريق من الباحثين في الدنمارك إلى أن وسائل المساعدة على السمع يمكن أن تقلّل احتمالات إصابة كبار السن الذين يعانون من ضعف السمع بخرف الشيخوخة. وكانت دراسات سابقة قد أظهرت احتمال وجود صلة بين ضعف السمع لدى كبار السنّ وتطور خرف الشيخوخة، ومازال الباحثون يحاولون فهم هذه العلاقة بشكل أفضل.
ومن أجل التأكد من هذه العلاقة، اتجه فريق علمي من عدة مؤسسات بحثية طبية في الدنمارك إلى قواعد بيانات قياس السمع لدى كبار السنّ في جنوب البلاد، والتي تتضمن بيانات تخص أكثر من 573 ألف شخص تزيد أعمارهم عن خمسين عاما، وتم جمعها خلال الفترة من 2003 حتّى 2017.
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "جاما اتغلارينجولوجي"، بحث الفريق العلمي عن الصلة بين الصمم وخرف الشيخوخة، وتوصلوا إلى أن كبار السنّ الذين يعانون من ضعف السمع ولا يستخدمون وسائل مساعدة هم أكثر عرضة للإصابة بخرف الشيخوخة بنسبة 20 في المئة مقارنة بمن لا يعانون من ضعف السمع.
ووجد الباحثون أيضا أن احتمالات إصابة كبار السنّ الذين يعانون من ضعف السمع ولكنهم يستخدمون وسائل المساعدة السمعية بخرف الشيخوخة لا تتجاوز 6 في المئة، وهي نسبة تقارب احتمالات إصابة الأشخاص الذين لا يعانون من ضعف السمع بالخرف، بحسب الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية.
ويرى الباحثون أن هذه الدراسة لا تؤكد بشكل قاطع أن الأجهزة التي تساعد على السمع تمنع الإصابة بخرف الشيخوخة، ولكنهم أكدوا ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث للتأكد من هذه الأمر. وحسب ما أظهرت دراسة أجراها فريق دولي من الباحثين ونُشرت في دورية “ذا لانست بابليك هيلث” المتخصصة أنه يمكن لأجهزة السمع أن تقي من الإصابة بالخرف لدى الكثير من كبار السنّ.
وبحسب الدراسة، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع ولا يستخدمون أداة مساعدة للسمع لديهم خطر متزايد بنسبة 42 في المئة للإصابة بالخرف. في المقابل تكون نسبة الخطورة لدى ضعاف السمع الذين يرتدون أداة مساعدة للسمع مساوية لخطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص ذوي السمع الطبيعي، حسب ما أفاد فريق البحث بقيادة دونجشان تشو من جامعة شاندونج في مدينة جينان الصينية.
ولا تزال الأوساط الطبية تعيد التذكير بأهمية المعالجة الطبية لحالات ضعف السمع والصمم لدى الأطفال والبالغين، وتعطي الأمر أهمية أكبر تفوق التي يُقدرها المُصابون بهذه المشكلة الصحية. وأفاد تقرير “لجنة لانسيت 2020 للوقاية من الخرف، والتدخل، والرعاية “بأن من بين مجموعة عوامل الخطورة القابلة للتعديل لارتفاع احتمالات الإصابة بالخرف، وعددها اثنا عشر عاملاً، فإن ضعف السمع احتلّ النسبة الأعلى في عمق التأثير الصحي للتسبب باحتمالات الإصابة بالخرف وضعف الذاكرة.
وأوضح التقرير أن مجموعة العناصر الرئيسية التالية: تدني مستوى التعليم وارتفاع ضغط الدم وضعف السمع، والتدخين والسمنة والاكتئاب والخمول البدني ومرض السكري وندرة التواصل الاجتماعي، وتلوث الهواء، وإصابات الرأس في الحوادث، وتناول الكحول، تمثل في الواقع إثني عشر عامل خطورة، كلّ منها قابل للتعديل للإصابة بالخرف، وأن استهداف الاهتمام بها جميعاً والتثقيف الطبي حولها لعموم الناس والعمل العلاجي على التخفيف من تأثيراتها الصحية، يُثمر خفض احتمالات الإصابة بالخرف وتأخير الإصابة به بنسبة تتجاوز أكثر من 40 في المائة. وعندما قام الباحثون بتقييم مدى مساهمة كل عامل خطورة من تلك العوامل الإثني عشر، في الإصابة بالخرف، كان لفقدان السمع التأثير الأكبر.