وسائل إعلام تونسية ترفض بث حوار لرئيس الجمهورية

تونس - دخلت وسائل إعلام تونسية في صراع وتبادل اتهامات على خلفية بث حوار رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، الذي كان من المقرر أن يتم بثه على عدة وسائل إعلام مساء الأحد، وانتهى إلى عرضه على قناة خاصة واحدة هي “نسمة”.
ورفضت قناة “الحوار التونسي” وإذاعة “موزاييك” بث الحوار. وأصدرت قناة الحوار التونسي بيانا للرأي العام تحدثت فيه عن أسباب قرارها عدم بث حوار رئيس الجمهورية رغم الإعلان عن ذلك.
وقالت في البيان “اتصلت بنا في البداية قناة نسمة وطلبت منا بث الحوار الذي أجرته بالاشتراك مع إذاعة ‘موزاييك أف.أم’ وقد قبلنا في البداية بث الحوار رغم عدم إشراكنا في تفاصيله حيث حضر ممثل قناة نسمة خليفة بن سالم وممثل إذاعة موزاييك السيد الزعيري”.
وأضافت “كانت الموافقة رغبة منا في إنارة الرأي العام وإيمانا منا بأهمية الحوار مع رئيس الجمهورية في هذه الفترة التي تشهد فيها الساحة السياسية مخاضا وحراكا ملفتا ولكن بعد أن صدر بلاغ إذاعة موزاييك، لم تعد الصورة بالوضوح الكافي ودون أن نشكك في النوايا أو نتهم أي طرف قررنا عدم بث الحوار حتى لا ندخل دون رغبة منا في صراعات سياسية ضيقة أو في تصفية حسابات لا نريد الدخول فيها ونعتذر لمشاهدينا الكرام ونرجو منهم أن يتفهموا موقفنا المحترم لحقهم في معلومة واضحة وصادقة دون أي شبهة توجيه”.
من جهتها، أصدرت إذاعة موزاييك بيانا باسم هيئة التحرير اعتذرت فيه لمستمعيها عن “عدم بث الحوار بسبب عدم تمكنها من الحصول على النسخة الأصلية للحوار من قناة نسمة، حسب ما تقتضيه قواعد وأخلاقيات العمل الصحافي ومعايير الحوارات الصحافية وما هو معمول به في الحوارات المشتركة بين مؤسستين إعلاميتين أو أكثر وذلك بالاطلاع على مادة الحوار كاملة ومعالجتها صحافيا وتقنيا والمحافظة على كامل مكوناتها”.
وأضافت في بيانها أنها احتراما لجمهور مستمعيها الأوفياء واحتراما لرئيس الجمهورية وعملا بميثاقها التحريري فإن الإذاعة تمتنع عن بث الحوار وتتحمل مسؤولياتها كاملة في ذلك.
وأكدت أنها على أتم الاستعداد لبث الحوار مع رئيس الجمهورية إذا تمكنت من الحصول على مادة الحوار كاملة وفق مقتضيات العمل الصحافي وأخلاقيات المهنة.
وتصاعد الجدل في وسائل الإعلام التونسية بعد تفرد قناة نسمة ببث الحوار، وانتقد ناشطون وصحافيون قيام رئيس الجمهورية بحوار مع قناة نسمة “الخارجة عن القانون” على ضوء رفض مديرها نبيل القروي تنفيذ قرارات الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا) في مناسبات عديدة، وكانت قد أعلنت الهيئة قبل أيام إيقاف إجراءات تسوية وضعية هذه القناة لرفضها تغيير صبغتها القانونية كما يفرض القانون.
وأفاد النوري اللجمي رئيس الهايكا بأن قناة نسمة أبت أن تكون في إطار القانون ورفضت اتباع المسالك القانونية في تسوية وضعيتها. وأضاف أن “الهايكا ستتعامل من هنا فصاعدا مع قناة نسمة كقناة غير قانونية”. وتابع أن اتخاذ القرار من قبل مجلس الهايكا يأتي لعدم تجاوب القناة مع الهيئة على مدى سنوات “بعدم قيامها بإجراءات تغيير الصبغة القانونية لشركة ‘نسمة برودكاست’ المستغلة للقناة من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة خفية الاسم وفق ما تقتضيه أحكام الفصل 4 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة تلفزيونية خاصة”.
وأوضح في تصريحات صحافية أنه “كان على رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ألا يدلي بحوار لقناة غير قانونية، فعندما يريد أن يتوجه إلى الشعب يجب أن يكون ذلك عبر الإعلام العمومي أو يفتح المجال أمام مختلف وسائل الإعلام وليس التوجه إلى قناة خاصة وهي في وضعية غير قانونية”.
بدورها ردت قناة نسمة على بيان كل من إذاعة موزاييك وقناة الحوار التونسي، وقالت في بيان “تعلم قناة نسمة الرأي العام أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي هو من طلب إجراء حوار صحافي مع القناة”.
وأضافت “وكما جرت العادة في الحوارات من هذا النوع فقد اطلع رئيس الجمهورية عشية (الأحد) على النسخة النهائية من الحوار الذي تم تسجيله السبت 14 يوليو الجاري، بقصر قرطاج ووافق على بثه كما هو”.
وقد انتقد نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري على حسابه في فيسبوك رئيس الجمهورية قائلًا إنه “يوفّر الحماية السياسية لصاحب قناة خارج عن القانون”.
كما تداولت وسائل إعلام محلية أنباء تقول إن نبيل القروي مدير قناة نسمة، قد فرض رؤيته لحوار الرئيس السبسي، وذكرت أنه أشرف على عملية مونتاج الحوار وطلب من موزاييك والحوار التونسي أن تبثا النسخة النهائية التي صاغها هو بنفسه.
يذكر أن الحوار تطرق إلى الأزمة السياسية في البلاد وموقف رئيس الجمهورية من مستقبل الحكومة الحالية.