وزير في الوفاق الليبية يتهم صحافيا بالعمل بـ"الدعشنة"

رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعتبرون أن الوزير فتحي باشاغا يستغل منصبه لتصفية حساباته مع خصومه السياسيين خاصة ممن يتهمونه.
الأربعاء 2019/05/08
عدد من الصحافيين الليبيين يستنكرون اتهامات باشاغا

طرابلس – اتهم وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا الصحافي الليبي محمود المصراتي بالعمل مع تنظيم داعش والترويج لفكره الإرهابي.
وقال باشاغا في مذكرة وجهها إلى القائم بأعمال النائب العام، الصديق الصور ”تشير المعلومات الواردة إلينا إلى تورط المدعو محمود المصراتي في الترويج للفكر الإرهابي الذي ينتهجه تنظيم داعش، المصنف إرهابيا ودوليا ومحليا، وله قضايا مقيدة لديكم ضده بحيث أصبح المذكور وفق الثابت أداة لهذا التنظيم، والمجموعات الإرهابية الأخرى في تنفيذ مآربها في ليبيا وعدة دول أخرى“.
وزعم باشاغا بأنه استند في اتهاماته إلى أدلة تربط بين المصراتي ومن وصفه بـ“شخصية عسكرية تتبع لعملية الكرامة“، وأنه يملك تسجيلا لمحادثة بينهما، مدعيا بأن الأدلة تثبت وجود علاقة وصفها بـ“الوطيدة بين عملية الكرامة وتنظيم داعش”.

محمود المصراتي من أشد المنتقدين لفتحي باشاغا المحسوب على الإسلام السياسي
محمود المصراتي من أشد المنتقدين لفتحي باشاغا المحسوب على الإسلام السياسي

وأضاف أن “المصراتي قد سخّر نفسه وإمكانياته الإعلامية في خدمة وتقوية هذه العلاقة، ومن ثم تقوية تنظيم داعش، سعيا منه لزعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا وتضليل الرأي العام ومحاولة زرع الفتن والنيل من الوحدة الوطنية للدولة، وهو ما يعد أفعالا إجرامية يعاقب عليها القانون”.

ويعتبر المصراتي من أشد المنتقدين لفتحي باشاغا المحسوب على تيار “الإسلام السياسي”، وذلك منذ تعيينه وزيرا للداخلية في حكومة الوفاق شهر أكتوبر من عام 2018، ويصفه بـ”الميليشياوي ومهندس وعرّاب عملية فجر ليبيا”، التي انتهت بحرق مطار طرابلس العالمي ومقتل العشرات من المدنيين.

وعبّر عدد من الصحافيين الليبيين عن استنكارهم لاتهامات باشاغا، معتبرين أنها تصفية لحسابات مع المخالفين في الرأي، وأضافوا أنها إعادة تدوير لما كانت تروجه قناة النبأ والمفتي الصادق الغرياني طيلة السنوات الماضية بناء على تسجيل مكالمة يؤكد المصراتي بأنها مسربة عبر قناة مؤدلجة وقد جرى التلاعب فيها ووضعها في غير سياقها الصحيح.

واعتبر عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أن باشاغا يستغل منصبه لتصفية حساباته مع خصومه السياسيين خاصة ممن يتهمونه كالمصراتي بالوقوف وراء ”كارثة فجر ليبيا”، وأضافوا أن باشاغا يلجأ لـ”دعشنة” المخالفين ووصفهم بالمجرمين والإرهابيين في وقت لا يستطيع فيه مثلا المطالبة بالقبض على المعاقب دوليا صلاح بادي، شريكه السابق في فجر ليبيا.

وقال آخرون إن باشاغا أثبت بهذا القرار بأنه يستقي معلوماته من الفيسبوك دون أدلة ملموسة لا من الأجهزة الأمنية المختصة أو قواتها التي كان يصفها حتى مارس الماضي بـ”الميليشيات الفاسدة التي لا تنصاع لأحد” وخاصة في طرابلس.
ورد المصراتي على هذه الاتهامات في تصريحات لوسائل إعلام محلية بأن ”الميليشيات المسلحة وقادتها في العاصمة طرابلس تشعر باليأس لذلك تلجأ إلى هذه الحملة التي تقودها جهات محسوبة على قوات الوفاق ضد الصحافيين وقادة الرأي العام المؤثرين وتندرج ضمن تصفية حسابات مع المخالفين في الرأي”.

 

18