وزير الخارجية الإيراني إلى مسقط في مستهل جولة إقليمية

طهران - توجه وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة العمانية مسقط على رأس وفد سياسي وبرلماني في إطار جولة إقليمية، بعد أسبوع تقريبا من غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وقالت وزارة الخارجية في بيان مقتضب إنّ عبداللهيان سيبحث في سلطنة عمان مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، مختلف أبعاد التعاون الثنائي وتوسيع العلاقات وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة سابقا بين قادة البلدين وقضايا إقليمية، في مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الحرب على غزة، فضلا عن مواضع ذات الاهتمام المشترك في الساحة الدولية.
ويرافق وزير خارجية إيران، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، وحيد جلال زادة وبرلمانيون آخرون.
وتعد سلطنة عمان من أهم الشركاء الاقتصاديين والسياسيين للجمهورية الإسلامية في المنطقة لسنوات عديدة، وقد حولت العلاقات الاستراتيجية بين طهران ومسقط، البلدين إلى صديقين موثوقين، حسب البيان الإيراني.
وتأتي زيارة عبداللهيان لمسقط على وقع الحديث الإيراني الأميركي عن تبادل رسائل بينهما بسبب التوترات التي أعقبت الهجوم على مبنى القنصلية التابع للسفارة الإيرانية في دمشق، الاثنين الماضي، حيث تعد سلطنة عمان وسيطا رئيسيا بين البلدين منذ عقود.
وكانت مسقط قد استضافت خلال يناير الماضي محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وفق ما نقلت شبكة سي إن إن" عن مسؤول أميركي في 24 مارس الماضي.
وتبادل مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك والمبعوث الأميركي لشؤون إيران أبرام بالي رسائل مع مسؤولين إيرانيين بواسطة عمانية، حيث كانوا جميعا في نفس المبنى.
وتناولت المحادثات مجموعة من القضايا، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني المترنح الذي تعثرت المفاوضات الرامية إلى ذلك منذ سبتمبر 2022، وهجمات الحوثيين على السفن الأميركية في البحر الأحمر.
ويرجح أن تتركز مباحثات وزير الخارجية الإيراني مع نظيره العماني حول الرد الانتقامي لطهران بشأن قصف قنصليتها في دمشق، فطهران من جهة لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب في غزة باعتبار أنها لن تستطيع مواجهة الآلة الحربية الأميركية، وفي نفس الوقت مجبرة على حفظ ماء الوجه .
وقال مسؤول إيراني الجمعة إن واشنطن حذرت طهران من مهاجمة أي منشآت أميركية بعد أن حذرتها إيران من الوقوع في "فخ" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال مساعد الرئيس الإيراني محمد جمشيدي في منشور على منصة إكس "في رسالة مكتوبة، تحذر الجمهورية الإسلامية الإيرانية القيادة الأميركية من الانجرار إلى فخ نتنياهو الذي أعده للولايات المتحدة: ابقوا بعيدا حتى لا تتأذوا. وردا على ذلك طلبت الولايات المتحدة من إيران عدم استهداف المنشآت الأميركية".
وقصفت طائرات حربية يشتبه أنها إسرائيلية مجمع السفارة الإيرانية في سوريا الاثنين الماضي في غارة قالت إيران إنها أسفرت عن مقتل سبعة من قادة الحرس الثوري، من بينهم ثلاثة من كبار الضباط.
وقال مسؤول أميركي الجمعة إن الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى وتستعد لهجوم محتمل من جانب إيران على أهداف إسرائيلية أو أميركية في المنطقة ردا على ذلك.
وكثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية في سوريا ضد قوات الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران، وكلاهما يدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
ولا تتحدث إسرائيل عادة عن الهجمات التي تشنها قواتها على سوريا. وردا على سؤال حول الغارة الأسبوع الماضي، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "نحن لا نعلق على التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية".