ورقلة تنتفض على حكم قضائي بسجن ناشط في الحراك الجزائري

صدامات في ورقلة الجزائرية بين الأمن ومحتجين بسبب حكم بسجن ناشط سبع سنوات.
الثلاثاء 2021/03/02
غضب متنام في الشارع الجزائري

الجزائر – اندلعت أعمال شغب ليل الأحد في أحياء عدة في ولاية ورقلة بالجزائر بعد أن قضت محكمة بحبس ناشط في الحراك سبع سنوات لإدانته بـ”التحريض على الإرهاب” حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وأغلق متظاهرون عدة طرقات وأحرقوا إطارات في ورقلة بعد قرار محكمة الجنايات المحلية حبس عامر قراش سبع سنوات وذلك وسط مناخ عام يتسم بالتوتر أصلا في ظل عودة الحراك بقوة إلى الشارع رفضا لأجندات السلطة الجديدة بقيادة الرئيس عبدالمجيد تبون.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شبانا يرشقون رجال الشرطة بالحجارة وسط إطلاق للغاز المسيل للدموع.

وفي مقطع فيديو آخر نُشر أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي ناشدت والدة عامر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إطلاق سراح ابنها.

الحراك يواصل المطالبة بإسقاط كامل المنظومة السياسية الحاكمة منذ الاستقلال، رافضا بذلك المسار الذي حددته السلطة الجديدة

ووُجِّهت عبر هذه المواقع نفسها نداءات للتهدئة، لكنّ الوضع استمر في التوتر مساء الأحد وذلك مع تزايد الدعوات للنزول إلى الشارع رفضا لأجندة السلطة التي كانت قد حلت البرلمان مؤخرا تمهيدا لإجراء انتخابات تشريعية وأعلنت عفوا على بعض معتقلي الحراك.

وفي وقت سابق أوردت اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين في صفحتها على فيسبوك أن محكمة الجنايات الابتدائية لمجلس قضاء ورقلة قضت بحبس قراش سبع سنوات.

وبحسب اللجنة أدانت المحكمة قراش بـ”التحريض على القيام بأعمال إرهابية والإشادة بها” وبجنحتَي “عرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية” و”التحريض على التجمهر”.

وكانت النيابة العامة طلبت حبس قراش عشر سنوات.

وأُوقف قراش وهو ناشط وشاعر يبلغ 31 عاما في منزله في الأول من يوليو 2020.

وقراش بحسب اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين “أحد أبرز الكوادر التنظيمية للحركة الاحتجاجية في حي المخادمة” في ولاية ورقلة الغنية بالنفط لكنها تعاني من معدل بطالة مرتفع.

وشهد حي المخادمة في يونيو الماضي تظاهرات سلمية شارك فيها المئات من الأشخاص احتجاجا على الظروف المعيشية السيئة والتهميش والحرمان.

محكمة الجنايات الابتدائية أدانت عامر قراش بـ"التحريض على القيام بأعمال إرهابية والإشادة بها"

والأحد أوردت وكالة الأنباء الجزائرية أنه “وفقا لقرار الإحالة فإن حيثيات هذه القضية الجنائية تعود إلى شهر يوليو من السنة الماضية حينما رصدت عناصر الشرطة القضائية بأمن ورقلة على فيسبوك مقطع فيديو بتقنية البث المباشر يحمل حساب المدعو (ع – ق) مدته ساعة و11 دقيقة يظهر من خلاله صاحب الحساب المذكور موجها خطابات تروّج للكراهية”.

وأوضحت الوكالة التي اكتفت بالإشارة إلى المدان بـ”ع – ق” أي عامر قراش أن الفيديو تضمن “عبارات تحريضية موجهة للرأي العام المحلي تدعو للخروج إلى الشارع والتجمهر، كما نشر المعني أيضا على صفحته في فيسبوك صورا لأسلحة حربية”.

وتابعت أنه “بعد تحديد هوية صاحب الحساب تم توقيفه بمسكنه العائلي بحي المخادمة بورقلة وعثر لديه على هاتف جوال وآلة تصوير، كما أفضت الخبرة التقنية التي أجريت على الهاتف الجوال محل الحجز إلى العثور على صورة إرهابي”.

وأوردت الوكالة أنه بالإضافة إلى عقوبة الحبس حُكم على المدان بغرامة مالية قدرها 200 ألف دينار جزائري (نحو 1500 دولار).

والسبت جاء في بيان لوزارة العدل الجزائرية أن عدد معتقلي الرأي “المفرج عنهم إلى غاية يوم الخميس 25 فبراير 2021 قد بلغ 59 شخصا وذلك بعد استكمال الإجراءات وانقضاء الآجال القانونية”.

ويواصل الحراك المطالبة بإسقاط كامل المنظومة السياسية الحاكمة منذ الاستقلال (1962) رافضا بذلك المسار الذي حددته السلطة الجديدة.

وبحسب منظمات حقوقية بلغ عدد الأشخاص الذي أوقفوا الجمعة في الجزائر على خلفية مسيرات الحراك نحو 700 شخص أطلق سراحهم لاحقا.

وكان تبون قد أعلن قبل أيام حل البرلمان تمهيدا لإجراء انتخابات تشريعية في إطار أجندته لاستكمال مؤسسات “الجزائر الجديدة” وأعلن عن عفو عن معتقلين من الحراك، لكن هذه الإجراءات لم تنجح في إخماد غضب الشارع الذي شهد تظاهرات واسعة الجمعة الماضي الذي عرف المسيرة 106 للحراك الشعبي حيث ردد محتجون في العاصمة ومدن أخرى شعارات تطالب تبون بالرحيل وغيرها من الشعارات.

4