واشنطن تُعد استراتيجية لانتشار قواتها في أفريقيا

وزارة الدفاع الأميركية تعلن أول تعديل لقواتها في أفريقيا من خلال استبدال وحدة قتالية بمدربين.
الثلاثاء 2020/02/18
تكثيف العمليات ضد الجهاديين

دكار – أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من العاصمة السنغالية، مساء الأحد، أن بلاده ستحرص على القيام “بما يجب بالشراكة مع حلفائها في ما يتعلق بقرار تقليص انتشارها العسكري في أفريقيا” ولاسيما في منطقة الساحل التي تواجه هجمات جهادية.

وامتنع بومبيو، خلال حديثه أمام الصحافيين، عن تقديم أي التزام وترك الخيارات مفتوحة حول موضوع تقليص عديد القوات الأميركية المقاتلة في أفريقيا الذي يتم درسه حاليا في واشنطن.

وتأتي تصريحات بومبيو في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن انسحاب أميركي محتمل من القارة الأفريقية لتعزيز واشنطن عتادها المخصص لمواجهة تهديدات الصين وروسيا وإيران.

 وفي حضور بومبيو، أعلن وزير الخارجية السنغالي أمادو با أن الولايات المتحدة أبلغت المسؤولين السنغاليين بـ”رغبتها في سحب بعض قواتها المقاتلة”. ولكنه أضاف في معرض حديثه عن الدعم الذي تقدمه أميركا، أن “ذلك لا يعني بالنسبة إلينا سحب القوات الأميركية” بكاملها.

وبومبيو هو أبرز مسؤول أميركي يجول في أفريقيا جنوب الصحراء منذ تولي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الرئاسة قبل ثلاثة أعوام.

مايك بومبيو: سنفعل ما يجب بخصوص قرار تقليص الانتشار العسكري في أفريقيا
مايك بومبيو: سنفعل ما يجب بخصوص قرار تقليص الانتشار العسكري في أفريقيا

وتأتي زيارة بومبيو إلى أفريقيا في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تقليص عملياتها في مكافحة الجهاديين حول العالم للتركيز على ما تعتبره تهديدات صينية وروسية لتفوقها العسكري.

 وتنشر واشنطن في أفريقيا نحو 6 آلاف جندي، موجودين خصوصا في الساحل الصحراوي والصومال وجيبوتي وتعتبرها نقطة انطلاق لإعادة توزيع قواتها.

 وباعتبارها بمنأى عن العنف والفوضى السائدين في منطقة الساحل المجاورة، كثيرا ما تحظى السنغال بالإشادة باعتبارها منطقة مستقرة وشريكا صلبا لأسرة المجتمع الدولي في حربه ضد التطرف.

وذكر أمادو با بمقترح الرئيس السنغالي ماكي سال بأن تمول الجهود العسكرية بالتعاون مع المجتمع الدولي. وأضاف أن أفريقيا “تحتاج إلى الولايات المتحدة الأميركية”.

وقال بومبيو خلال حديثه عن الشركاء السنغاليين والأفارقة “سنقوم بما يجب، سنقوم بما يجب جماعيا، أنا مقتنع بذلك”. وأضاف “أنا مقتنع بأنه عند إنهائنا المراجعة، سنتناقش، مع كل بلدان المنطقة، في أسباب ما نقوم به والطريقة التي نتوخاها”.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الأربعاء، أول تعديل لقواتها في أفريقيا من خلال استبدال وحدة قتالية بمدربين.

ووصل بومبيو إلى أفريقيا بعد أيام من تشديد الرئيس ترامب شروط دخول مواطني أربع دول أفريقية لا تشمل جولة الوزير أيا منها.

وأشارت وزارة الخارجية قبل بدء زيارة بومبيو إلى أن الدول الثلاث التي سيتوجه إليها تعتبر “مساهما مهما في استقرار المنطقة”. وبدأت الزيارة من السنغال التي تساهم بنحو 1500 جندي في مهمة الأمم المتحدة في مالي التي تشهد تمردا منذ سنوات.

ومع ذلك، تعتزم واشنطن التركيز على دفع التعاون الاقتصادي، بما في ذلك الوقوف ضد التوسع الصيني في قارة تشهد نسب نمو عالية.

وفي هذا الصدد، أشارت وزارة الخارجية إلى أن الدول الثلاث “مثيرة للاهتمام بشكل خاص” في ما يتعلق بالفرص الاقتصادية. ولخّص بومبيو المقاربة الأميركية على النحو التالي: النمو والأمن “يخدم الواحد الآخر”.

5