واشنطن تُحاول تبديد مخاوف أفغان عملوا لحسابها ويخشون انتقام طالبان

الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن وصول أول رحلة جوية تقل أفغان عملوا لحساب الجيش الأميركي إلى الولايات المتحدة.
السبت 2021/07/31
قرب إتمام الانسحاب الأميركي يفاقم من مخاوف الأفغان

واشنطن - بذلت الولايات المتحدة جهودا مكثفة من أجل تبديد مخاوف الأفغان الذين عملوا لحسابها، حيث استقبلت أول دفعة من المترجمين بالتزامن مع استمرار البحث عن بلد مضيف للآخرين.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة وصول أول رحلة جوية تقل أفغان عملوا لحساب الجيش الأميركي إلى الولايات المتحدة، في مستهل عملية لإجلاء الآلاف خشية انتقام حركة طالبان منهم.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض “اليوم (الجمعة) يمثل محطة مهمة في وقت نواصل فيه الوفاء بوعدنا لآلاف المواطنين الأفغان الذين عملوا جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية ودبلوماسيين، في السنوات العشرين الماضية في أفغانستان”.

وقال المسؤول في مجلس الأمن القومي راس ترافرس إن “المجموعة الأولى التي تضم نحو 200 شخص ستستكمل الإجراءات الصحية وسواها قبل إرسال أفرادها إلى منازل جديدة في مختلف أنحاء البلاد”.

وأضاف “جميعهم استكملوا عمليات التدقيق الأمني التي أجراها مسؤولو الاستخبارات وأجهزة الأمن الوطني والداخلي”.

أنتوني بلينكن: تعهدنا بمساعدة من ساعدنا خلال الأوقات العصيبة في أفغانستان

وسيتم نقل أفراد المجموعة إلى قاعدة فورت لي العسكرية قرب بيترسبرغ بولاية فرجينيا، وفق المسؤولة عن العملية الخاصة بأفغانستان في وزارة الخارجية تريسي جايكوبسون.

وقالت جايكوبسون للصحافيين “جميعهم خضعوا لفحوص كوفيد – 19، ولديهم تصاريح تسمح لهم بالسفر، وقد عرضنا لقاحات في كابول على الراغبين في تلقيها”.

وبعد ذلك سيتم إرسالهم، بمساعدة منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، إلى منازل جديدة ليكونوا إما مع أقارب لهم موجودين في الولايات المتحدة أو في مساكن أخرى تعدّها المنظمة الدولية للهجرة ووزارة الخارجية.

وعمل قرابة 20 ألف أفغاني لحساب الولايات المتحدة بعد الغزو في أعقاب هجمات سبتمبر. وتقدم هؤلاء بطلبات إجلاء بموجب برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة الذي تشرف عليه وزارة الخارجية.

ويقدر البعض أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم بموجب “عملية ملجأ الحلفاء” سيصل إلى 100 ألف بعد احتساب أفراد العائلات.

وبالتزامن مع هذه الخطوة -أي استقبال أول دفعة من الأفغان الذين عملوا مع الأميركيين- تواصل الولايات المتحدة عملية البحث عن بلد آخر لاستضافة الآخرين حيث يرجح مسؤولون أميركيون أن يكون إما الكويت أو قطر.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الخميس إن الولايات المتحدة تواصل البحث عن بلد يستضيف الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأميركي وذلك في وقت تزايدت فيه مخاوف هؤلاء من ردود فعل طالبان، خاصة مع اقتراب إتمام الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وحاولت الولايات المتحدة بعث رسائل طمأنة لهؤلاء المتوجسين من سيطرة طالبان الكاملة على أفغانستان بما يتيح لها الانتقام منهم، حيث قال مسؤولون أميركيون إن الجيش يستعد لإيواء ما يصل إلى 35 ألف مترجم أفغاني وأفراد عائلاتهم في قاعدتين أميركيتين بالكويت وقطر.

عمل قرابة 20 ألف أفغاني لحساب الولايات المتحدة

وأفاد المسؤولون بأن الخطط جارية لبناء مساكن مؤقتة ومرافق أخرى في معسكر السيلية في قطر ومعسكر بورينغ في الكويت، واللذين ستتم تهيئتهما لإيواء المترجمين الفوريين لمدة 18 شهرًا على الأقل.

وكان بلينكن قد أدى زيارة إلى الكويت مدتها 24 ساعة ما عزز التكهنات باحتمال إبرام اتفاق مع هذه الدولة الخليجية لاستضافة المترجمين الأفغان وعائلاتهم، والذين ما زالوا ينتظرون الضوء الأخضر من واشنطن في قاعدة أميركية في هذا البلد للانتقال إلى الولايات المتحدة.

لكن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي لم يقم الوزير الأميركي بأي إعلان في هذا الصدد.

وطُرح عليه سؤالان بهذا الشأن إلا أنه بقي غامضا، مكتفيا بالتأكيد مجددا على أن حكومته تتفاوض مع عدة دول.

ويأتي ذلك في وقت تتفاقم فيه مخاوف المعنيين بالأمر خاصة في ظل النجاحات الميدانية السريعة لحركة طالبان، علاوة على أن الوقت يداهمهم، فالجنود الأميركيون سيتمّون انسحابهم بحلول 11 سبتمبر.

وكانت حركة طالبان قد بدأت هجوما واسعا جدا يجعل الأفغان الذين عملوا لحساب الولايات المتحدة منذ بداية تدخلها قبل عشرين عاما يخشون سيطرتها سريعا على السلطة بالقوة.

وأكد بلينكن “تعهدت الولايات المتحدة بمساعدة الذين ساعدونا خلال الأوقات العصيبة في أفغانستان” ولاسيما “المترجمون والمترجمون الفوريون” وعائلاتهم.

وأضاف “نحن منخرطون بشكل نشط في عملية إعادة التوطين هذه”،  دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

وأوضح أن مجموعة أولى من المساعدين الأفغان للجيش الأميركي الذين يسعون إلى مغادرة البلاد خوفا من انتقام حركة طالبان ستصل “قريبا جدا” إلى الولايات المتحدة.

5