واشنطن تقرّ بصعوبة القضاء على حماس

البيت الأبيض يعتبر أن القضاء على التهديد العسكري الذي تشكّله حماس هدف يمكن تحقيقه، لكن إسرائيل لن تقدر على محو الحركة الفلسطينية من الوجود.
الخميس 2024/01/04
صعوبة القضاء على إيديلوجية حماس في غزة

واشنطن – أعلن البيت الأبيض الأربعاء، أن حماس ما زالت تملك "قدرات كبيرة" داخل غزة بعد حوالي ثلاثة أشهر من الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن حماس "لا تزال تتمتع بموقف قوة كبير داخل غزة، لكن هدف إسرائيل لهزيمة الحركة لا يزال قابلا للتحقيق".

وأقر كيربي بأن القضاء على التهديد العسكري الذي تشكّله حماس "هدف يمكن تحقيقه" بالنسبة إلى إسرائيل، لكنه أضاف "هل ستقضي على إيديولوجيتها؟ لا. وهل من الممكن محو المجموعة؟ على الأرجح لا".

وأشار كيربي إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أجرى مكالمة هاتفية الثلاثاء مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لمناقشة الحرب في غزة والجهود المبذولة لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في القطاع.

وقال كيربي إنهما "ناقشا العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية والجهود الجارية لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين".

وشدد كيربي على أن محادثات إطلاق سراح الرهائن مستمرة وجادة، على الرغم من الفهم المتزايد بأن الجانبين يقفان عند مفترق طرق.

وقال مصدران مطلعان على المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس" بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن "هناك القليل من الزخم، والتقدم البطيء للغاية" في المناقشات الجارية.

وكانت حماس أصدرت مؤخرا إنذارا نهائيا لإسرائيل بضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب حتى يتسنى إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، ولكن الحركة انخرطت منذ ذلك الحين في المفاوضات.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن حماس "خففت قليلا" على ما يبدو من الإنذار الذي سبق أن وجهته بشأن الرهائن، دون توضيح ماهية الإنذار.

وأضاف "الجهود مستمرة، وهناك اتصالات، ولم يتم قطعها كان هناك إنذار من حماس، والآن خفف قليلا".

وذكر أحد المصادر أن رفض إسرائيل لمطلب "حماس" الأولي كان متوقعا، لكن المحادثات منذ ذلك الحين اعتبرت بمثابة خطوة أولية في هذه المفاوضات المعقدة، حيث تلعب الولايات المتحدة وقطر دور الوساطة.

وأضاف المصدر أن اتفاق كل من إسرائيل و"حماس" على ضرورة استئناف المفاوضات يعتبر "خطوة كبيرة في حد ذاتها".

وذكر أحد الأشخاص المطلعين على المفاوضات أنه من المتوقع الآن أن تقدم إسرائيل بعض التعليقات لقطر وتحاول بدء العمل من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة.

وتواصل حماس والجماعات المسلحة الأخرى احتجاز حوالي 130 رهينة اختطفتهم خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر. وأطلقت حماس سراح أكثر من 100 رهينة في نوفمبر في إطار هدنة مدتها سبعة أيام.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر وأودى بنحو 1140 شخصا معظمهم مدنيّون، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند الى بيانات رسميّة. كما أخذ نحو 250 شخصا رهائن، لا يزال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب أرقام الجيش الإسرائيلي.

وترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف عنيف يترافق منذ 27 أكتوبر مع هجوم بري، ما أدى الى مقتل 22313 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، إضافة الى إصابة أكثر من 57 ألفا بجروح، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

ميدانيا واصل الجيش الإسرائيلي ليل الأربعاء الخميس غاراته ولا سيما على خان يونس (جنوب) ودير البلح (وسط)، حيث أفادت وزارة الصحة في حكومة حماس عن سقوط قتلى.

وإلى القصف والمعارك، يعاني سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون والذين نزح أكثر من 85 بالمئة منهم، وفق الأمم المتحدة، أزمة إنسانية كارثية وبات معظمهم على شفير المجاعة وفق الوكالات الدولية، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والوقود والأدوية فيما لا تدخل المساعدات الإنسانية إلا بكميات ضئيلة جدا رغم صدور قرار بهذا الصدد عن الأمم المتحدة.