واشنطن تعمل على استئناف المفاوضات في السودان تفاديا لنقطة اللاعودة

الخرطوم - قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريلو، الخميس، إن الولايات المتحدة تأمل في استئناف المحادثات لإنهاء الأزمة السودانية وفتح الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية بمجرد انتهاء شهر رمضان في منتصف أبريل المقبل، منبها إلى خطر وصول الصراع إلى نقطة اللاعودة. وتأتي تصريحات المبعوث الأميركي، المعين حديثا، مع تصاعد تحذيرات الأمم المتحدة ووكالاتها، من أن السودان مهدد بـ”واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة”.
وقادت السعودية والولايات المتحدة محادثات في جدة العام الماضي في محاولة للتوصل إلى هدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكن المفاوضات تعثرت وسط مبادرات سلام دولية متنافسة. وأضاف بيريلو الذي تولى منصبه أواخر الشهر الماضي، للصحفيين “يتعين علينا استئناف المحادثات الرسمية. ونأمل أن يحدث ذلك بمجرد انتهاء شهر رمضان”.
وتابع “يدرك الجميع أن هذه الأزمة تتجه نحو نقطة اللاعودة، وهذا يعني أنه يتعين على الجميع وضع خلافاتهم جانبا والاتحاد للعثور على حل لهذا الصراع”. وبدأ الجيش وقوات الدعم السريع القتال في منتصف أبريل من العام الماضي بعد أن توترت العلاقات بينهما حول خطط للانتقال السياسي وإعادة هيكلة الجيش.
ويتهم فلول النظام السابق بتحريض الجيش على خوض الحرب ضد الدعم السريع، على أمل خلط الأوراق مجددا والحيلولة دون نقل السلطة إلى المكون المدني. وتمخض الصراع عن نزوح نحو 8.5 مليون شخص من ديارهم فيما أصبح أكبر أزمة نزوح في العالم، ودفع الصراع قطاعات من السكان البالغ عددهم 49 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، وأدى إلى موجات من عمليات القتل والعنف الجنسي على أساس عرقي في منطقة دارفور في غرب السودان.
ورفض الجيش الذي استعاد في الآونة الأخيرة بعض الأراضي في أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم، مناشدة مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في شهر رمضان. وقال بيريلو “كل أسبوع ننتظره دون التوصل إلى اتفاق سلام يجعل احتمال المجاعة أطول أمدا، وتستمر الفظائع التي نعلم أنها موثقة”. وأضاف أن المحادثات قد تنطلق من الجهود التي بُذلت في جدة والمنامة والقاهرة ويجب أن يشارك فيها زعماء أفارقة وهيئات إقليمية ودول خليجية.
وشدد “هذه الجولة القادمة من المحادثات الرسمية يجب أن تحتوي الجميع. لكن يجب أيضا أن يشارك فيها أشخاص جادون حقا بشأن إنهاء الحرب”. وسُئل بيريلو عما يعتقد أنه دعم إيراني للجيش الذي يضم فصائل إسلامية أصبحت قوية في عهد البشير. وقال “إننا نتجه الآن نحو وضع تتزايد فيه فيما يبدو الأطراف المتورطة، ويمكننا أن نشهد عودة العناصر المتطرفة التي قضى عليها الشعب السوداني بشجاعة كبيرة وعلى مدى فترة طويلة من المنطقة”.
وكان المبعوث الأميركي بدأ مؤخرا جولة إقليمية شملت السعودية ومصر وإثيوبيا، ويأمل السودانيون في أن يؤدي الحراك الجاري إلى فتح مسار للتسوية، خصوصا وأن الوضع الإنساني بات على شفير الهاوية.
وقالت إيديم وسورنو نيابة عن منسّق الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن الأربعاء، “من كل النواحي وحجم الحاجات الإنسانية وعدد النازحين والمهددين بالجوع، يشهد السودان إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة". وأكدت وسورنو أن سوء التغذية “يودي بحياة أطفال”. ولفتت إلى أن “شركائنا في المجال الإنساني يتوقعون وفاة حوالي 222 ألف طفل بسبب سوء التغذية خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة”.