واشنطن تدعو إسرائيل لتغيير استراتيجية الحرب باستهداف قدرات حماس العسكرية

جايك ساليفان ناقش مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب للتركيز على أهداف حمساوية مهمّة، إلى جانب مسائل الحُكم والأمن في غزة.
الأربعاء 2023/12/27
إعطاء الأولوية للضربات الجراحية

واشنطن - ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن الثلاثاء مسألة انتقال الدولة العبرية إلى "مرحلة مختلفة" في الحرب التي تخوضها ضدّ حركة حماس في قطاع غزة، بحسب ما أعلن مسؤول في البيت الأبيض.

وقال المسؤول في الرئاسة الأميركية طالباً عدم نشر اسمه إنّ ساليفان ناقش مع ديرمر، المقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، "الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب للتركيز على أهداف حمساوية مهمّة".

وأضاف أنّ المباحثات بين المسؤولين الأميركي والإسرائيلي تطرّقت أيضاً إلى "الخطوات العملية لتحسين الوضع الإنساني وتقليل الأضرار على المدنيين"، فضلاً عن "الجهود" الرامية إلى تعزيز فرص إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالت حركة حماس تحتجزهم في قطاع غزة.

وتأتي هذه المحادثات بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي على قرار مخفف يدعو إلى تسليم المساعدات إلى قطاع غزة "على نطاق واسع".

ونهاية نوفمبر، أتاحت هدنة استمرت أسبوعا إطلاق سراح 105 رهائن من الإسرائيليين والأجانب، مقابل 240 أسيرا فلسطينيا ودخول كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.

لكن جهود الوسطاء خصوصا المصريين والقطريين، لم تفلح حتى الآن في التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة.

والولايات المتّحدة، الحليفة التاريخية للدولة العبرية، تصرّ بشكل متزايد على وجوب أن يولي الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في قطاع غزة الأولوية للضربات الجراحية التي توقع أقلّ عدد ممكن من الضحايا المدنيين.

وفي الآونة الأخيرة لم يتوان الرئيس الديمقراطي جو بايدن عن التعبير علناً عن خلافاته مع حكومة نتانياهو المحافظة.

لدى الولايات المتحدة هدف دبلوماسي جديد في حرب غزة، وهو إقناع إسرائيل بتقليص حجم عملياتها العسكرية في الأسابيع المقبلة.

ويعد ذلك اختبارًا حاسمًا لإدارة بايدن، ويمكن أن يساعد نجاح الإدارة الأميركية في هذا الاختبار في تحديد المرحلة التالية من الحرب، بالإضافة إلى تحسين حظوظ الرئيس السياسية على الصعيد الداخلي في الولايات المتحدة.

وفي العلن، اتخذت الجهود الأميركية لتوجيه وكبح جماح الحرب الإسرائيلية شكل النصيحة وليس الضغط.

وقد أكد المسؤولون الأميركيون ابتداء من بايدن نفسه إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن باستمرار على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وأعلنوا أن العملية العسكرية التي لا تصل إلى حد إزاحة حماس من السلطة لن تؤدي إلى ضمان الحيلولة دون المزيد من الهجمات.

ومع استمرار الصراع، أصبحوا أكثر صراحة بشأن الحاجة إلى حماية المدنيين، محذرين من أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يؤدي إلى "هزيمة استراتيجية" لإسرائيل.

ويرى قسم كبير من الرأي العام العالمي أن هذا النهج فشل في تخفيف حملة القصف المتواصلة التي تُصنف من بين أكثر الحملات فتكاً وتدميراً في هذا القرن.

ويصر المسؤولون الأميركيون على أن استراتيجيتهم كانت الطريقة الأكثر فعالية للتأثير على إسرائيل التي أصيبت بصدمة نتيجة هجوم حماس غير المسبوق والتي لم تتراجع عن نهجها.

وأتى اللقاء بين ساليفان وديرمر بعيد ساعات من تحذير رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي من أنّ الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر بين جيشه وحركة حماس ستستمر "أشهراً عدّة أخرى".

وبحسب مسؤول ثانٍ في البيت الأبيض فإنّ الاجتماع بين ساليفان ودريمر تطرق أيضاً إلى الحاجة "للاستعداد لليوم التالي (لانتهاء الحرب)، بما في ذلك لمسائل الحُكم والأمن في غزة، وإيجاد أفق سياسي للفلسطينيين، ومواصلة العمل على التطبيع".

وكانت إدارة بايدن قد أفادت علناً في السابق بأنها تريد أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في حكم غزة، إلا أن نتنياهو رفض هذه الفكرة.

لكن في الأسابيع الأخيرة بدأ ديرمر ومسؤولون إسرائيليون آخرون في التحدث إلى نظرائهم الأميركيين حول ما سمّوه "R.P.A" أي السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها.

فيما بيّن المسؤول أن وفداً إسرائيليا برئاسة مسؤول السياسات بوزارة الدفاع درور شالوم زار الأسبوع الماضي واشنطن لإجراء محادثات حول اليوم التالي للحرب واستخدم الاختصار "R.P.A".

جدد نتنياهو الاثنين الماضي رفضه لوقف الحرب على قطاع غزة، وقال إن "الحرب في غزة بعيدة عن النهاية".

كما نفى أمام نواب حزبه (الليكود) ما وصفها بأنها "تكهنات إعلامية خاطئة" بأن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال، وتعهد بتوسعة العمليات العسكرية، تذرعا بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين.

يأتي هذا فيما تضغط الإدارة الأميركية خلف الكواليس وغيرها من الدول الغربية والعربية من أجل إنهاء الصراع، وتحييد المدنيين، لاسيما أن عدد القتلى في غزة بلغ أكثر من 20 ألفا.

وأدّت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى تعليق الجهود التي كانت تحاول التوصّل إلى اتّفاق لتطبيع العلاقات بين الدولة العبرية والسعودية.

وكشف الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء عن أسماء ثلاثة من جنوده قال إنهم قتلوا في معارك بشمال قطاع غزة أمس الثلاثاء، لترتفع حصيلة قتلاه منذ بدء الهجوم البري إلى 161 قتيلاً.

وقُتل ستّة شبّان فلسطينيين فجر الأربعاء في عملية نفّذها الجيش الإسرائيلي في مخيّم نور الشمس للاجئين في شمال الضفّة الغربية المحتلّة وأوقعت أيضاً العديد من الجرحى، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

من جهتها قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إنّ الشبّان الستّة قتلوا في قصف نفّذتة طائرة مسيرة إسرائيلية على المخيّم القريب من مدينة طولكرم.

وأضافت أنّ القصف أسفر أيضاً عن إصابة شاب سابع بجروح خطرة في رأسه وحالته حرجة. وبحسب الوكالة فإنّ وحدات عسكرية إسرائيلية نفّذت ليل الأربعاء عملية في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس الواقع شرقها. وردّاً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية ، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق في الحال على هذه المعلومات.

وقُتل أكثر من 300 فلسطيني في الضفّة الغربية المحتلّة على أيدي القوات الإسرائيلية، وفي بعض الحالات على أيدي مستوطنين إسرائيليين، منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في 7 أكتوبر، بحسب حصيلة نشرتها السلطة الفلسطينية.

وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.