واشنطن: التهدئة في غزة لن تنسحب بالضرورة على جنوب لبنان

هوكشتاين يحذر من أن أي حرب محدودة على الحدود لن تكون قابلة للاحتواء.
الثلاثاء 2024/03/05
الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد

بيروت - استأنفت الولايات المتحدة تحركاتها لتطبيع الأوضاع بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب، في خضم مشاورات مكثفة تجري من أجل تهدئة في قطاع غزة قد يعلن عنها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وتخشى الإدارة الأميركية من أن تغامر إسرائيل بتصعيد الموقف شمالا بعد التوصل إلى تهدئة في القطاع الفلسطيني، وهو ما سبق وأشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكده وزير الدفاع  يوآف غالانت الأسبوع الماضي حينما أكد أن بلاده ستكثف هجماتها على حزب الله حتى لو تم التوصل إلى هدنة مع حماس في غزة.  

وقال المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين الاثنين في بيروت إن التوصل إلى هدنة في غزة لن يؤدي بالضرورة إلى نهاية حتمية للأعمال القتالية عبر الحدود الجنوبية للبنان، محذرا من مخاطر تصعيد الصراع.

وأكد هوكشتاين للصحافيين على أن “الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد” لوقف التصعيد بين لبنان وإسرائيل، منبها إلى أن “حربا محدودة” على الحدود بين البلدين لن تكون “قابلة للاحتواء”.

نعيم قاسم: من أراد أن يكون وسيطا عليه أن يتوسط لإيقاف حرب غزة
نعيم قاسم: من أراد أن يكون وسيطا عليه أن يتوسط لإيقاف حرب غزة

وأضاف عقب لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن “وقف إطلاق النار المؤقت ليس كافياً”. وأشار إلى ضرورة تغيير “الصيغة الأمنية على طول الخط الأزرق من أجل ضمان أمن الجميع”.

ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي بين حزب الله اللبناني، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كما تعلن فصائل فلسطينية في لبنان مسؤوليتها عن هجمات من حين إلى آخر.

وتأتي عودة هوكشتاين إلى لبنان بالتوازي مع إعلان مسعفين إسرائيليين الاثنين عن مقتل عامل أجنبي وإصابة أشخاص آخرين بجروح في قصف صاروخي بالقرب من الحدود، في وقت قال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ أطلق من لبنان وإنه رد على مصدر النيران.

وتثير عودة المبعوث الأميركي تساؤلات حول ما إذا كان يحمل جديدا، خصوصا وأن المطالب السابقة التي أتى بها لم تجد أيّ تجاوب من قبل حزب الله.

وأوضح هوكشتاين أن إيجاد حل دبلوماسي “ليس مجرد جهد أميركي”، مضيفا أن واشنطن تعمل مع “شركاء دوليين (…) لتعزيز فرص الاستقرار في لبنان”.

وأضاف أنه سيكون هناك دعم دولي للبنان يشمل اقتصاده وجيشه “لكن هذا لا يمكن أن يبدأ إلا عندما نتمكن من التوصل إلى نقطة للمضي قدماً”.

وفي وقت سابق الاثنين، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن من أراد أن يكون وسيطاً عليه أن يتوسط لإيقاف الحرب في غزة، لا أن يتوسط لمنع المساعدة” من قبل حزب الله.

وأضاف قاسم في كلمة متلفزة خلال مؤتمر حضره عدد من القوى والأحزاب الداعمة لفلسطين “أوقفوا العدوان على غزة، تتوقف الحرب في المنطقة. هذه المعادلة أصبحت واضحة”.

وتتعالى أصوات من داخل لبنان رفضا للزج بالبلاد في صراعات إقليمية، وكان التيار الوطني الحر، حليف حزب الله، انضم مؤخرا إلى تلك الأصوات المنادية بوقف التصعيد، وقال مؤسس التيار الرئيس ميشال عون إن لبنان غير مرتبط باتفاقية دفاع مشتركة مع غزة حتى يتحمّل تكلفة التصعيد.

عودة هوكشتاين إلى لبنان تأتي بالتوازي مع إعلان مسعفين إسرائيليين الاثنين عن مقتل عامل أجنبي وإصابة أشخاص آخرين بجروح في قصف صاروخي بالقرب من الحدود

وتتزامن زيارة المبعوث الأميركي لبيروت مع جهود وساطة مستمرة في القاهرة للتوصل إلى هدنة بعد أن كثفت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء اسرائيل، ضغوطها من أجل تنفيذ وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المدمر.

وفي زيارته الأخيرة إلى بيروت في يناير، حضّ هوكشتاين على ضرورة “إيجاد حل دبلوماسي” ينهي التصعيد على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وقال حينذاك “علينا أن نجد حلاً دبلوماسياً يسمح للمواطنين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم في جنوب لبنان” ويمكّن كذلك الإسرائيليين “من العودة إلى منازلهم” في الشمال.

ويأمل اللبنانيون، لاسيما في الجنوب، في أن تفضي تحركات المبعوث الأميركي إلى تهدئة تمهد الطريق إلى ترسيم الحدود البرية.

وفي أكتوبر 2022، أبرم لبنان وإسرائيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما بعد أشهر من مفاوضات شاقة بوساطة واشنطن، وقد سلما الإحداثيات الجغرافية الجديدة للأمم المتحدة بحضور الوسيط الأميركي.

ودفع التصعيد المستمر منذ نحو خمسة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم. وأسفر في لبنان عن مقتل 296 شخصاً على الأقل، بينهم 207 من مقاتلي حزب الله و46 مدنياً، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وسبعة مدنيين.

 

اقرأ أيضا:

     • حرب غزة تختبر قدرة حزب الله الإستراتيجية

     • ضياع فلسطين في المتاهة العربية

     • الهدنة تلوح في الأفق

2