هيلاري كلينتون تتسلح بدعم المرأة لخوض معركة حياتها

فيلادلفيا (الولايات المتحدة) - باتت هيلاري كلينتون أول سيدة أميركية تتاح لها فرصة الصعود إلى هرم السلطة في بلادها بعد أن أعلن حزبها الديمقراطي ترشيحها رسميا لخوض بقية السباق نحو البيت الأبيض أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب الشخصية الأكثر إثارة للجدل.
وبدت عليها علامات الفرح بذلك وقالت “إذا كانت هناك فتيات يتابعن ما حدث، أود أن أقول لهن، إنني قد أصبح أول سيدة تتولى الرئاسة لكن واحدة منهن ستكون التالية”.
وستعلن هيلاري، البالغة من العمر 68 ربيعا، قبول ترشيحها رسميا، الخميس، وذلك في ختام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي المنعقد في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفنيا.
وتتذكر هذه السياسية التي سبق لها دخول البيت الأبيض، لكن كزوجة للرئيس الـ42 للولايات المتحدة، مقولة شهيرة لإيليونور روزفلت عقيلة الرئيس الديمقراطي الأسبق فرانكلين روزفلت “إذا أرادت النساء ممارسة السياسة لا بد أن يكون جلدهن سميكا كوحيد القرن”.
ومع أنه لا يمكن إحصاء الانتقادات بالكذب والاحتيال والمحسوبية وحتى بالقتل التي وجهها إليها الجمهوريون، لكن تفاصيل حياتها الشخصية بدت غامضة للبعض، منذ أن أعلنت نيتها خوض السباق الرئاسي.
وفي جعبة كلينتون الآلاف من النوادر حول تجارب مرت بها وتجاوزتها في العقود الأربعة التي أمضتها في الحياة العامة وهي تقول غالبا “لدي الندوب التي تثبت ذلك”.
وزيرة الخارجية السابقة فازت بجائزة غرامي في 1997 عن أفضل ألبوم غير موسيقي من كتابها "وتحيط القرية"
وتظهر المعلومات أن هيلاري داين رودهام ألسويرث ولدت في الـ26 من أكتوبر 1947 في مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، وعندما بلغت الثالثة من عمرها انتقلت أسرتها إلى إحدى ضواحي بارك ريدج حيث كان والدها يدير مشروعا تجاريا في صناعة النسيج، بينما كانت والدتها، دوروثي إيما هويل، ربة منزل، ولديها اثنان من الأخوة الأصغر سنا، هما هيو وتوني.
وهي تحب والدتها كثيرا وتصف والدها هيو رودهام، وهو ابن مهاجرين بريطانيين بأنه عنيد وقاس، لكنه نقل إليها أخلاقيات العمل والخوف من الفاقة. ومن والدها ورثت أيضا القناعات الجمهورية التي بقيت تلتزم بها حتى سنوات الجامعة. والعائلة من أتباع الكنيسة الميتودية وما زالت إلى اليوم متمسكة بكنيستها.
ومارست هيلاري العديد من الألعاب الرياضية كالسباحة والبيسبول، وحصلت على العديد من الجوائز مثل جائزة براوني وجائزة فتيات الكشافة في الولايات المتحدة.
وفي 1965 قبلت هيلاري، التي تتصف بالذكاء والطموح، في جامعة عريقة للشابات، هي ويلسلي كوليدج غير البعيدة عن هارفرد. كما حصلت على شهادة في العلوم السياسية من جامعة ويلزلي في 1969، ونالت أيضا درجة الدكتوراه في القانون من جامعة يايل في 1973.
|
والجدة هيلاري متزوجة منذ العام 1975 من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ولديهما ابنة تدعى تشيلسي فكتوريا (36 عاما)، التي تزوجت قبل 6 أعوام في حفل زفاف أسطوري في نيويورك، كلف ثلاثة ملايين دولار، وتم إغلاق المجال الجوي فوقه لمدة 12 ساعة.
وانتخبت الطالبة ذات النظارات السميكة، والتي تتمتع بقدرات قيادية وشخصية قوية، من قبل زميلاتها لتمثيلهن في الإدارة. وكتب بيل كلينتون بعد أن تعرف عليها في الجامعة يقول “كان لديها تصميم وقدرة على ضبط النفس نادرا ما لاحظتها لدى رجال أو نساء”.
ويبدو أن انطباع زوجها عنها كان في محله. فبعد سنوات من الزواج أبدت هيلاري صلابة كبيرة في مسائل تمس من عائلتها لا سيما بعد انكشاف أمر العلاقة الحميمة غير المشروعة بين المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وزوجها بيل.
ورغم الإهانة التي شعرت بها هيلاري من خيانة زوجها بيل، إلا أنها دافعت عنه بقوة خلال فترة التحقيق معه لتفادي إقالته في العام 2008 مع أنهما كانا يقصدان خبيرا نفسيا لإنقاذ زواجهما.
وهناك عدة حقائق لا يعرفها الناس عن صاحبة الكتاب الشهير “خيارات صعبة”، الذي أثار جدلا واسعا، فهي لم تقد سيارة بنفسها منذ عشرين عاما وكشفت ذلك الأمر للعلن للمرة الأولى في 2014 خلال المؤتمر الوطني لرابطة تجار السيارات الأميركيين في نيوأورليانز.
وقالت آنذاك إن “آخر مرة قدت فيها السيارة بنفسي كانت عام 1996. أنا أتذكرها جيدا، ولسوء الحظ فإن الاستخبارات السرية هي من يقوم بهذه المهمة حاليا، ولذلك لم أقد السيارة منذ ذلك الحين”.
وكان يسميها جهاز الاستخبارات السرية للبيت الأبيض حينما كانت السيدة الأولى من 1993 وإلى غاية 2001 بالمرأة دائمة النضارة، بينما كان يطلق عليها زوجها اسم النسر.
وفازت وزيرة الخارجية السابقة بجائزة غرامي في 1997 عن أفضل ألبوم غير موسيقي عن النسخة الصوتية من كتابها “وتحيط القرية: وأخرى دروس الأطفال يعلموننا”، الذي ركزت فيه على تعليم الأطفال وتحسين ظروف حياتهم، كما كتبت كلينتون عدة كتب، بما فيها مذكراتها الشخصية التي سمتها “التاريخ الحي”.
كما كانت عضوا في الفريق القانوني الذي شكلته اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي أثناء إجراءات إقالة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون على خلفية فضيحة “ووترغيت”.