هيلاري تعترف في "ماذا جرى" بسذاجتها السياسية

واشنطن – كان دافع هيلاري كلينتون للترشح للانتخابات الأميركية هو الطرائف والنكات التي أطلقها الرئيس السابق باراك أوباما عن دونالد ترامب قبل أعوام خلت حيث توهمت أنها في طريق مفتوح للفوز بالمنصب، لكن لا أحد يعرف بالضبط كيف حدث ذلك.
وكأي كتاب جديد، فإن هيلاري بدأت قصتها في “ماذا جرى” من نهاية الحملة الانتخابية وتبخر حلم المنصب وعرضت ما قالته بعد أيام فقط من صدمتها جراء هزيمتها في الانتخابات لأنها تستكشف فيه ما كان يبدو عليه الفشل، وفق صحيفة “تيلغراف” البريطانية.
وتقول كلينتون إن أصدقاءها كانوا يوصونها بتناول الحبوب المهدئة أو ارتداء ملابس مريحة والتأمل قدر المستطاع قبل الخوض في هذه المعركة، لكنها كانت تجيبهم بثقة قائلة إن “الأمر يستحق المحاولة”.
وفي الكتاب هناك لحظات طريفة وأخرى تتسم بالخصوصية، حيث تصف كيف أنها اختارت تصميما من ورق الجدران لتزيين غرفة نومها في منزلها بنيويورك يشابه ذلك الذي أحبته كثيرا عندما كانت في البيت الأبيض قبل سنوات حينما كان زوجها بيل كلينتون رئيسا للبلاد.
ويتضمن الكتاب أجزاء تروي فيها مدى صدمتها عندما خسرت الانتخابات إلى درجة أن البعض قد يتخيلها وهي تبكي محتضنة وسادتها ومحاطة بورق الجدران الذي اختارته.
وكتبت تقول “لقد كنت أدير حملة انتخابية تقليدية مع سياسات مدروسة بعناية وتحالفات شاقة بينما كان دونالد ترامب يقدم استعراضا تهريجيا تمكّن من خلاله بمهارة من توظيف غضب الأميركيين لصالحه”.
وأكدت أن ترامب لعب دورا كبيرا في خسارتها، ووجهت له انتقادات لاذعة كان من بينها أنه “كان يتصرف كالأبله المتوحش عديم الضمير خلال المناظرات التلفزيونية”.
هيلاري كلينتون كانت تود في بعض الأحيان الصراخ في وجه دونالد ترامب وتقول له "ابتعد إلى الوراء أيها النذل"
واستطردت تقول “كان يتبعني أينما ذهبت، ويحدّق في وجهي، ويتفوه بعبارات قذرة، وهو ما سبب لي إزعاجا لا يصدق، وكان كالظل الملازم لي وشعرت بأنفاسه في ظهري تخترق مساماتي، وهو ما تسبب في رعشات هزّت جسدي”.
وأشارت إلى أنها رغبت في بعض الأحيان بالصراخ في وجه ترامب والقول له “ابتعد إلى الوراء أيها النذل، كفّ عني فأنا أعرف أنك تحب ترويع النساء، ولكنك لن تخيفني”.
ولم توجّه هيلاري التي ستبلغ عامها السبعين في الـ26 من أكتوبر المقبل سهام نقدها لترامب فحسب، بل نالت أيضا من منافسها في الحزب بيرني ساندرز، الذي كان يحمل أيضا أفكارا جريئة كان يعلم أنها لن تمرّر عبر الكونغرس.
كما حملت ساندرز مسؤولية الهجوم على الأوساط المالية، وهو ما استغله ترامب لصالحه بنجاح خلال الحملة الانتخابية.
ومن الواضح أن هذه النقطة هي جوهر الكتاب حيث أن كلينتون لم تكن مرشحة فاشلة تدير حملة انتخابية غير ملهمة، لكنها كانت ضحية لعالم لم يكن مستعدا لها بوجود أشخاص مثل روبرت مردوخ وفلاديمير بوتين وجوليان أسانج.
لكن تلك الأسماء لم تكن مهمة أمام جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك وأن شعورها الأول كان أن حملتها يجب أن تردّ وتوضح أن كومي قد تجاوز حدوده بشكل أكثر من اللازم.
وتحدث مستشارو حملتها الانتخابية إليها وأقنعوها بأنه من الأفضل ترك الأمر تماما ومحاولة المضي قدما في الحملة. وتعلق كلينتون على هذا الأمر في كتابها قائلة إنه “بالنظر إلى الوراء كان هذا خطأ”.
ويعدّ هذا أحد أهم الأخطاء الذي تتحدث عنه كلينتون في كتابها الذي أثار حالة من الفزع والصخب بين أعضاء الحزب الديمقراطي الذين يكره الكثير منهم العودة إلى الانتخابات التي أتت بشخص مثل ترامب.
كما تطرقت إلى التدخل الروسي في الانتخابات، مؤكدة أن ذلك وقع فعلا وحول ترامب إلى “دمية” في أيدي روسيا.