بإسقاط حالة الفنّ الضالّ أو المضلّل عربيّاً تمكن ملاحظة فنّانين ومخرجين رهنوا أنفسهم للدفاع عن الطغيان، كحالة نجدة إسماعيل أنزور ومحاولته تدبيج أعمال تنحو في المنحى التضليليّ.

ربّما يكون المثقّف اليوم مطالباً أكثر بالعمل على إعلاء شأن ثقافة تتسامى على الجدران العازلة وتساهم في تجسير الفجوات وتبدّد سوء الفهم.

هل يستقيم التفكير بأيّ تصوّر للمستقبل من دون نبش الماضي وإزالة التقديس عن الكثير من وقائعه وشخصيّاته في محاولة لفهم ملابساته وتفاصيله.

قد يكون التعلّق بوسائل التواصل الاجتماعيّة إشارة خطيرة للإنسان المعاصر على سيره نحو تسميمه حياته بتعلّقه بالعالم الافتراضيّ وتحوّل وسائل التواصل الاجتماعيّة إلى وسائل قطيعة اجتماعية في واقع الأمر.

القارئ سيحتاج إلى ترجمة حياة أدبائه الأثيرين بالتوازي مع التمعّن في أدبهم ليستقي ما يبقيه متأمّلاً متجاوزاً الإحباطات التي يحاول الواقع إغراقه بها، ولا سيّما في ظلّ استعار خطاب طائفيّ مقيت.

الصور التي تكون نقطة ولع واستقطاب تتحوّل إلى لعنة ودمار، فكما أنّ الصور كشفت لبطلة الليندي عالماً مزيفاً وحباً محرماً وواقعاً عارياً كذلك دفعت بطل رواية مانغويل إلى اختيار نهاية مأساوية، يودي بنفسه وصوره.

أن تخوض تجربة موت في البحر، أو تخوض مغامرة اللجوء بطريقة تقترب من الانتحار، أو تلجأ إلى أسلوب المجازف للحظوة بنجاة منشودة، لا يعني أنّك أصبحت روائيّاً مغامراً، ولا يعني أنّك ملكت مفاتيح الفنّ الروائيّ.

يكون الروائيّ السائر وراء قولبة عمله وصياغة موضوعات بعينها لأنّها مرغوبة ومطلوبة من الجمهور ودور النشر شريكاً في تسطيح الرواية.

هناك عدد من الروائيين العرب اشتغلوا في أعمالهم على ثيمة التزييف الذي يتعرّض له التاريخ، سواء الرسميّ الذي تدوّنه السلطة، أو الشخصيّ الذي يبحث أصحابه من خلال تلفيقه عن مجد متخيل.

هل يكون في تقديم العمل غير المنشور منحه فرصتين للتقدّم للجائزة، مرّة عن فئة غير المنشور، وإن لم يحظَ بأيّ فرصة للفوز، تكون أمامه فرصة ثانية في العام التالي للتقديم على فئة المنشور.

التفكير الحرّ هو أحد الدروب الممهّدة لبلورة صورة من صور الحرّيّة المنشودة في الواقع، ولا تنحصر المسؤوليّة في أديب أو مفكّر أو فنّان، بل هي مسؤولية تاريخيّة تقع على عاتق كلّ امرئ.