هيئة تحرير الشام تعيد ترتيب بيتها بعد طي ملف العملاء

إدلب (سوريا) - بدأت هيئة تحرير الشام ترتيبات داخلية لاسيما في علاقة بجهازيها الأمني والعسكري، بعد طي ملف "العملاء" الذي فجر خلافات داخلية. وأعلن طاهر العمر، وهو إعلامي مقرب من الهيئة، الخميس عن وجود تغييرات في الجناح العسكري خلال الساعات القادمة. وقال العمر، عبر حسابه على منصة إكس “خلال الساعات القادمة تغييرات في قيادة عدد من الألوية في الجناح العسكري لتحرير الشام ومنح الثقة لقادة عسكريين جدد”.
وأثر ملف العمالة لجهات خارجية بشكل كبير على هيئة تحرير الشام، وخلق انقسامات لم تبق حبيسة أسوارها، بل امتدت إلى الشارع الإدلبي حيث عمت احتجاجات شعبية طالبت في البداية بكف يد الأجهزة الأمنية والعسكرية للهيئة، قبل أن تتطور المطالب إلى رحيل زعيمها محمد الجولاني. وأمام حجم التهديد الماثل اضطر الجولاني إلى الإفراج عن قيادات في الهيئة كان تم سجنها على خلفية ملف العمالة، وهو يحاول اليوم استرضاءها عبر جملة من التعيينات.
◙ أبومحمد الجولاني يضطر إلى الإفراج عن قيادات في الهيئة كان تم سجنها على خلفية ملف العمالة، محاولا استرضاءها
وأكد القيادي السابق في هيئة تحرير الشام أبويحيى الشامي، عبر قناته في تلغرام، تعيين “أبي مسلم آفس قائد لواء علي بن أبي طالب، وأبي أسامة منير قائد لواء أبي بكر الصديق، وأبي خالد الحمصي قائد لواء طلحة بين عبدالله”.
وفي وقت سابق أعلنت حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة استحداث ما أسمته “إدارة الأمن العام” التي تعمل تحت إشراف وزارة الداخلية. وحسب بيان صادر عن الحكومة، فإن مدير الإدارة يعين من قبل رئيس مجلس الوزراء بناء على اقتراح من وزير الداخلية. وتعد الإدارة المذكورة، التي تحل محل “جهاز الأمن العام”، ملحقة بالنظام الداخلي لوزارة الداخلية.
وأسست هيئة تحرير الشام جهاز الأمن العام في العاشر من يونيو 2020. وتقول الهيئة إن الجهاز هدفه “حفظ الأمن والأمان والرصد ومتابعة الأحداث والمراقبة”، إضافة إلى “ملاحقة العملاء والمجرمين”. وقد أثار الجهاز حالة من الغضب في مناطق سيطرة الهيئة، حيث اعتقل العشرات من الناشطين والمدنيين المناهضين لسياسة الهيئة خلال السنوات الماضية.