هل يكون كارلوس كيروش فرس رهان للمصريين

فجّر الاتحاد المصري لكرة القدم مفاجأة مدوية بإعلانه التعاقد مع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، لتولي القيادة الفنية لمنتخب الفراعنة خلال الفترة المقبلة. وأوضح الاتحاد المصري للعبة أنه تم تعيين ضياء السيد ومحمد شوقي وعصام الحضري ضمن الجهاز المعاون لكارلوس كيروش. ومن المقرر أن يصل القاهرة الجهاز المعاون لكيروش مع بداية الأسبوع، ويضم مساعدا أجنبيا له، ومحللا للأداء، وأخصائيا للتأهيل، على أن يصل المدرب البرتغالي نهاية الأسبوع المقبل. فيما سيتم استكمال الجهاز الإداري والطبي والأجهزة المساندة خلال الاجتماع المقبل للاتحاد.
القاهرة - لجأ الاتحاد المصري برئاسة أحمد مجاهد إلى المراهنة على خبرة البرتغالي كارلوس كيروش وتعيينه مدربا لمنتخب الفراعنة، بعد يومين على إقالة حسام البدري وجهازه المعاون عقب التعادل مع الغابون في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022. وأصدر الاتحاد المصري بيانا أعلن فيه عن التشكيل الجديد للجهاز الفني للمنتخب، وعلى رأسه كيروش، إلى جانب ضياء السيد مدربا عاما، وعصام الحضري مدرّبا لحراس المرمى. ووجه كيروش رسالة بعد إعلان اتحاد الكرة تعاقده معه لتدريب الفراعنة، حيث كتب على حسابه في تويتر “بكل فخر وامتنان وطموح أقبل الدعوة المشرفة من اتحاد الكرة المصري لأكون مدرب المنتخب المصري”.
وأضاف “أود أن أعبّر عن التزامي باستخدام أفضل ما لدي من خبرة ومعرفة لتحقيق أهداف وأحلام هذا البلد المرموق في مجال كرة القدم مع مشجعيه الذين يتسمون بالحماس والتفاني الشديد، هيا بنا إلى المستقبل”.
جدير بالذكر أن المنتخب المصري يحتل المركز الثاني بجدول المجموعة السادسة برصيد 4 نقاط، بينما تتصدر ليبيا جدول المجموعة برصيد 6 نقاط، ثم تحتل الغابون المركز الثالث برصيد نقطة واحدة، بينما تتذيل أنغولا الجدول دون نقاط. ويلتقي منتخب مصر نظيره الليبي يومي التاسع والثاني عشر من أكتوبر المقبل في الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات. وكانت اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة الاتحاد المصري قررت إقالة الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة البدري، عقب التعادل مع الغابون 1 – 1 في فرانسفيل في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة ضمن الدور الثاني من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
ورفض البدري تقديم استقالته بناء على طلب رئيس الاتحاد، مؤكدا أنه لم يفشل في مهمته، بعدما أوكل إليه الاتحاد في التاسع عشر من سبتمبر 2019 مهمة إعادة بناء المنتخب الوطني، خلفا للمكسيكي خافيير أغيري الذي أقيل من منصبه أيضا، بعد الخروج المفاجئ بشكل مبكر من الدور ثمن النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية. وهذه هي المهمة التدريبية الأولى لكيروش المخضرم بعد تنحيه بالتراضي في ديسمبر الماضي عن تدريب المنتخب الكولومبي الذي تولى قيادته في فبراير 2019، إثر خسارتين في تصفيات أميركا الجنوبية للمونديال.
إنجاز قوي
الاتحاد المصري أصدر بيانا أعلن فيه عن التشكيل الجديد للجهاز الفني للمنتخب، وعلى رأسه كيروش، إلى جانب ضياء السيد مدربا عاما
تعود بدايات كيروش في مجال التدريب إلى عام 1988، حين تولى القيادة الفنية لمنتخب البرتغال تحت 17 سنة ثم تحت 19 سنة، وساهم في احتلال منتخب بلاده المركز الثالث في بطولة كأس العالم تحت 17 سنة عام 1989، ثم الفوز بلقب كأس العالم تحت 20 سنة عام 1991. وقاد تألق كيروش مع منتخبات الناشئين إلى منصب المدير الفني لمنتخب البرتغال للكبار، لكنه لم يحقق معه نجاحات كبيرة، إذ قاده خلال 19 مباراة، وحقق الفوز في 7 مباريات فقط، بينما تعادل في 8 لقاءات، وخسر في 4 مباريات. وبعد ذلك، تولى قيادة فريق سبورتينغ لشبونة لقرابة موسمين، وحقق معه لقبي كأس البرتغال وكأس السوبر البرتغالي.
في عام 1996، انتقل كيروش إلى الدوري الأميركي لتولي القيادة الفنية لفريق مترو ستارز وبقي معه لمدة موسمين، ثم انتقل إلى اليابان، حيث عمل كمدرب لنادي “ناغويا غرامبوس”، واستمر معه لمدة موسمين أيضا. وظهر المدرب البرتغالي للمرة الأولى في المنطقة العربية عام 1999، حينما تم تعيينه كمدرب لمنتخب الإمارات ومن بعده المنتخب السعودي عام 2000، ولم يحقق مع المنتخبين أي إنجاز يذكر.
من آسيا إلى أفريقيا، تولى كيروش القيادة الفنية لمنتخب جنوب أفريقيا عام 2001، وساهم في وصول منتخب “البافنا البافنا” إلى ربع نهائي “أمم أفريقيا” في عام 2002، وتلقى هزيمة مفاجئة بثنائية نظيفة من قبل منتخب مالي في هذا الدور. بعد النتائج الباهتة التي حققها المدرب البرتغالي خلال تلك الفترة، قرر العودة مرة أخرى إلى أوروبا، حيث تم تعيينه كمدرب مساعد للمدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون بنادي مانشستر يونايتد عام 2002.
وبعد عام واحد داخل أسوار قلعة الأولد ترافورد، تلقى كيروش عرضا تاريخيا، حيث تولى القيادة الفنية لفريق الأحلام في ريال مدريد، وكان يملك ضمن فريقه عددا كبيرا من النجوم وعلى رأسهم الظاهرة رونالدو ولويس فيغو، لكن تمت إقالته بعد موسم واحد فقط من توليه هذه المهمة التي حقق خلالها لقبا وحيدا وهو كأس السوبر الإسباني. وعقب مغادرة مدريد، عاد كيروش مرة أخرى إلى منصبه السابق في مانشستر يونايتد، واستمر مع “الشياطين الحمر” حتى عام 2008.
في عام 2008، توجه كيروش مرة أخرى إلى المنتخب الوطني البرتغالي في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، لكن بعد بداية غير ناجحة (هزيمة وثلاثة تعادلات) تم فصله من منصبه. كما تولى كيروش قيادة المنتخب الإيراني خلال الفترة من 2011 إلى 2019 (الفترة الأطول في مسيرته)، وقاده في عام 2014 إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل، لكنه غادر البطولة من دور المجموعات.
وكانت آخر محطات كيروش التدريبية مع منتخب كولومبيا، الذي بدأ تدريبه عام 2019، واستمر معه لأقل من عام، ولم يحصد معه أي بطولة. ووفقا لموقع “ترانسفير ماركيت”، يبلغ المدرب البرتغالي من العمر 68 عاما، وقد يكون تدريبه لمنتخب الفراعنة فرصته الأخيرة من أجل إنهاء مسيرته بإنجاز قوي.
علامات استفهام
كشف تشكيل الجهاز الفني لمنتخب مصر عن تخبط اتحاد الكرة في عهد أحمد مجاهد، وتحديدا في تكوين الجهاز المعاون، الذي أثار أكثر من علامة استفهام. إذ سيطر أبناء النادي الأهلي ضياء السيد ومحمد شوقي وعصام الحضري على الجهاز المعاون لمنتخب مصر، بينما غاب نجوم الزمالك أو الإسماعيلي في عالم التدريب، كما جرت العادة على مر السنوات الماضية. ورغم أن الجيل الذهبي للفراعنة كان يضم نجوما من الفريقين الكبيرين، مثل محمود فتح الله وطارق السيد ومحمد حمص وحسني عبدربه، إلا أن اتحاد الكرة تجاهل نجوم الفريقين.
وكما اعتادت الجماهير مؤخرا، فتشكيل الجهاز المعاون لمنتخب مصر دائما ما يضم توليفة من نجوم الأهلي والزمالك، حيث ضم الجهاز الفني السابق بقيادة حسام البدري كلا من طارق مصطفى وأحمد أيوب وسيد معوض وأيمن طاهر. أما الجهاز الفني الأسبق بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، فكان يضم أسامة نبيه المدرب العام الحالي بالزمالك وأحمد ناجي مدرب حراس المرمى الأسبق للأهلي. وربما كان الاستثناء الجهاز الفني بقيادة خافيير أغيري، حيث لم يكن يضم ممثلا عن الزمالك وتواجد في الجهاز المعاون كل من هاني رمزي وأحمد ناجي، كما أن محمد شوقي كان يتواجد في الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي بقيادة شوقي غريب، ولم يحاول اتحاد الكرة منح أي فرصة لوجوه جديدة.
يملك ضياء السيد سيرة ذاتية قوية في تدريب المنتخبات، بعدما قاد منتخب الشباب في كأس العالم بكولومبيا، فضلا عن عمله مع الأميركي بوب برادلي مدربا عاما في منتخب مصر، إلا أن تجربة ضياء مع برادلي لم تكن موفقة وفشل خلالها منتخب مصر في التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2013 أو الصعود لكأس العالم 2014، بعد الخسارة الثقيلة من غانا بنتيجة 6 – 1. كما أن ضياء السيد منذ تجربته في المنتخب الأول عام 2013، لم يخض أي تجارب قوية كمدير فني باستثناء تدريب سيراميكا كليوباترا، حيث قاد الفريق في 9 مباريات فاز في لقاء وحيد، وتعادل في 5 مباريات وخسر 3.
وعلى الرغم من التاريخ الطويل الذي يملكه عصام الحضري في حراسة المرمى، كواحد من أبرز من شغل هذا المركز في تاريخ الكرة المصرية، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، إلا أنه يفتقد لخبرات العمل كمدرب لحراس المرمى. ولم يخض الحضري سوى تجربة وحيدة في صفوف سيراميكا كليوباترا خلال الموسم المنقضي من بطولة الدوري. فمدرب حراس المرمى في المنتخبات دائما ما يكون مطالبا بأن يترك بصمته في مستوى الحراس خلال وقت المعسكرات القصير، الأمر الذي يحتاج إلى خبرة كبيرة يفتقدها الحضري لقلة تجاربة في هذه المهمة.
يعد وائل جمعة نجم الأهلي السابق أقرب المرشحين حتى الآن لتولي منصب مدير منتخب مصر، رغم أنه لم يخض هذه التجربة سوى مرة وحيدة فقط داخل صفوف الأهلي، والتي شهدت دخوله في صدام مع بعض نجوم الفريق وعلى رأسهم حسام غالي، قائد الفريق الأحمر في هذا التوقيت. هذه الأزمة والطريقة التي رحل بها جمعة جعلتا وجوده في منصب مدير المنتخب محل شك، خصوصا أن أهم مهامه هي احتواء غضب اللاعبين والسيطرة على النجوم وفرض الانضباط داخل صفوف الفريق.
مرحلة صعبة

مرحلة صعبة يأتي فيها صاحب الـ68 عاما ليرتب الأوراق المبعثرة للفراعنة منذ رحيل المعلم حسن شحاتة، صاحب إنجاز ثلاثية أفريقيا 2006 – 2008 – 2010، وآمال كثيرة معلقة عليه لإعادة الروح وإعادة الشكل لأحد كبار القارة السمراء، فهل ينجح؟ مسيرة كيروش حافلة بالمبشرات التي تجعل الجمهور مطمئنا، فبخلاف سعادتهم برحيل البدري، وعدم التعاقد مع مدرب وطني أو فينجادا، فإن هناك حالة تفاؤل كبيرة مسيطرة حاليا، أتت من مسيرة البرتغالي التدريبية.
وحرص بيتسو موسيماني، المدير الفني لفريق النادي الأهلي، على الترحيب بكيروش. وقال موسيماني عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر في تعليق على صورة تجمعه بالبرتغالي “البروفيسور كيروش، سيرتك الذاتية تتحدث عنك، دعمي الكامل لك”. وأضاف “يسعدني أن أكون معك دائما، أهلا بك في مصر”. وعلق رابح ماجر نجم منتخب الجزائر السابق على قرار تعيين البرتغالي كارلوس كيروش لتولي القيادة الفنية لصفوف منتخب مصر. وقال ماجر في تصريحات صحافية “أرى أن كارلوس كيروش هو الاختيار المناسب لمنتخب مصر في هذا التوقيت”. وأضاف “كيروش يمتلك خبرات كبيرة من خلال العمل في مانشستر يونايتد وريال مدريد وجميع المنتخبات في البرتغال”.
وتابع رابح ماجر “كيروش يجيد التعامل مع النجوم الكبار، وسوف تكون علاقته قوية وأكثر من رائعة مع النجم محمد صلاح”. وزاد “منتخب مصر مرشح دائما لتحقيق الفوز في أي مباراة، وأتوقع تواجده في مونديال كأس العالم، رغم صعوبة مجموعته في الوقت الحالي”. وختم رابح “الكرة المصرية بها العديد من المواهب الرائعة مثل محمود حسن تريزيغيه ومحمد صلاح، وغيرهما من النجوم المميزين في مسابقة الدوري المصري”.