هل يصبح نيولوك مقاتلي طالبان موضة عالمية

مغردون يتابعون إطلالات مقاتلي طالبان العصرية ويسخرون من صورهم على مواقع التواصل مشبهين عناصر الحركة بإحدى الفرق الموسيقية في السبعينات.
الثلاثاء 2021/08/24
موضة "حسب الشريعة"

كابول- أثارت ملابس مقاتلي طالبان العصرية حالة من التعجب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتظهر الصور التي التقطت في كابول حديثًا مقاتلي طالبان وهم يرتدون نظارات شمسية “أفياتور” الأكثر أناقة في عالم النظارات، مع انسدال الشعور الناعمة، وارتداء قبعات بيسبول الشهيرة فى عالم الموضة، وتنسيق أكسسوارات أخرى مزينة بعلم طالبان، حتى أن بعضهم تخلى عن اللحية.

وبالرجوع إلى الوراء خلال الفترة الأولى التي أمضتها طالبان في السلطة من 1996 حتى عام 2001، اشتهر مقاتلو طالبان بمظهرهم الأشعث والصارم، وارتدائهم الزي التقليدي مع إطلاق اللحي كاملة. يذكر أن المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد صرح مؤخرًا أن “هناك فرقًا كبيرًا بيننا وبين طالبان منذ 20 عامًا”.

وأثارت صورة أحد مسلحي حركة طالبان الذي ظهر مرتديا زياً برتقاليا يبدو كالفستان، بينما شعره الطويل يتدلى على كتفيه وفي منتصف جبهته شريط أحمر، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتشرت الصورة خاصة بعدما ظهرت فيها امرأة ترتدي حجاباً أسود، وأمامها رجال مسلحين من حركة طالبان من بينهم صاحب الإطلالة البرتقالية. ونالت الصورة جانباً كبيراً من السخرية على منصات التواصل الاجتماعي، وشبه معلقون المقاتلين بإحدى فرق الروك أند رول الأميركية، فيما قال آخرون إنهم بدوا بملابسهم مثل “الهيبيز” في السبعينات.

مغردون أطلقوا على الحركة لقب "طالبان 2.0" بسبب حملتهم الدعائية ومزاعمهم بشأن تبني رؤية أكثر تقدمية

و”الهيبيز” هي ظاهرة اجتماعية كانت في الأصل حركة شبابية نشأت في سبعينات القرن الماضي بهدف التمرد على العادات والتقاليد وأنماط الحياة في المجتمع، وإيجاد نمط للحياة مغاير لما هو معروف.

والتقطت الصورة في السابع عشر من أغسطس الحالي في العاصمة كابول، وتعود إلى مقابلة صحافية أجرتها سكينة أميري مراسلة موقع “إطلالات روز” في نفس اليوم، وهو موقع أفغاني مهتم بالأخبار والتحليلات. وكانت الصورة الشهيرة جزءاً من مقابلة دارت بين المراسلة ومسلحي الحركة.

ونشرت سكينة أميري الصورة على حسابها بموقع تويتر، كما كشفت المراسلة عن نص الحوار الذي دار بينها وبين أعضاء طالبان المدججين بالسلاح. وقالت سكينة في تعليقها على الصورة “قالوا لي إن الملابس ليست إسلامية. تحدثنا عن الحجاب الإسلامي وسبب كون البرقع والشادور إسلاميين”.

وجاء إيضاح سكينة بأن الصورة “جزء من مقابلة صحافية” في ظل جدل دار على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبر أن الصورة كانت عبارة عن مواجهة بين المرأة ومسلحي
طالبان.

وأوضحت سكينة تفاصيل الحوار قائلة “قررت أن أتحدث مع مسلحي الحركة لمعرفة رأيهم في عمل المرأة. قالوا ‘أولاً.. لا نوافق على ما ترتديه، فأنتِ بحاجة إلى تغطية نفسك بالكامل. حتى وجهك لا ينبغي أن نراه'”.

وتابعت أن مسؤولا كبيرا في طالبان قال لها تقريباً نفس الإجابة وهي أن النساء بحاجة إلى تغطية أنفسهن بالكامل وارتداء الحجاب، مضيفة “أخبرني المسؤول البارز في طالبان بعد ذلك أن الحركة ليست لديها مشكلة في عمل النساء، إنما نريد فقد فقط أن تغطي النساء أنفسهن”.

وأثارت الصورة تعاطف الكثير من زملاء سكينة على موقع تويتر الذين أشادوا بـ”شجاعة” المراسلة، وعلق البعض عليها بأن هذه الصورة معبرة جداً، قائلين “لن يمنعنا أي قدر من العنف من طرح الأسئلة الصحيحة. هذه هي الشجاعة”.

في المقابل انشغل مغردون بإطلالات مقاتلي طالبان. ونالت إطلالة صاحب الزي البرتقالي النصيب الأوفر من التعليقات. وعلقت الإعلامية المصرية هند القاضي ساخرة في حسابها على تويتر:

وتضمنت الصورة عرضا لأبرز قطع الملابس التي يرتديها وسعر كل منها بالدولار، حيث يعادل ثمن القطع حوالي ستة آلاف دولار. وتساءل مغرد سعودي عما إذا كانت ملابس طالبان قد تحولت إلى موضة عالمية:

saud@

لباس طالبان صار موضة عالمية.

وسخر مغرد:

Philipp__K@

يمكنك أن تعرف كل شيء عن المجتمع من العنوان، إنها حركة طالبان العصرية! المقاتلون الشباب يلبسون ملابسهم التقليدية بنظارات شمسية، وأحذية رياضية أنيقة وقبعات بيسبول تحمل علامة تجارية خاصة بهم، بينما يتخذون إجراءات صارمة ضد الملابس الغربية.

وأطلق على مقاتلي اليوم بشكل ساخر لقب “طالبان 2.0” بسبب حملتهم الدعائية غير المسبوقة ومزاعمهم بشأن تبني رؤية أكثر تقدمية للمرأة تنطوي على أسلوب أكثر حداثة ومحاكاة للزي الغربي، حتى أثناء مقاومتهم للنفوذ الغربي في البلاد.

بينما يرى منتقدون للحركة بأنها مجرد حملات دعائية لتسويق صورة الحركة “المعتدلة” رغم أنها لم تغيّر شيئا في توجهاتها.

وقال معلق:

وسخر معلق:

islamgawish@

سلاح ايه، دا يمسك غيتار.

وكتب مغرد تعليقا على صورة:

AD_GQ@

سأخبر أطفالي أن هذا هو الكابتن جاك سبارو من قراصنة الكاريبي.

كما نشر مغردون مقطع فيديو يوثق رقص عناصر حركة طالبان بالأسلحة على وقع أغنية أجنبية صاخبة. وأظهر الفيديو تجمع عدد من عناصر حركة طالبان في أحد المواقع، وكانوا يرقصون بالأسلحة مع بعضهم على وقع أغنية أجنبية ويؤدون حركات راقصة فاجأت الجميع، وذلك بسبب اتساقها.

في المقابل أعلنت مجموعة من الشباب الأفغان أنهم تعرضوا للجلد على أيدى مقاتلي حركة طالبان لارتكابهم جريمة ارتداء “الجينز”.

وفي منشور تمت مشاركته على نطاق واسع على فيسبوك، قال شاب أفغاني إنه كان يسير مع أصدقاء له في كابول عندما قابلوا مجموعة من جنود طالبان الذين اتهموهم بعدم احترام الإسلام.

وعلى حد قول الشاب، هرب اثنان من الأصدقاء، لكن الآخرين تعرضوا للضرب والجلد على أعناقهم وتهديدهم بالسلاح. وذكرت صحيفة “إتيلاتورز” الأفغانية أن أحد صحافييها تعرض للضرب أيضا بسبب عدم ارتدائه ملابس أفغانية مثل عباءات تغطي الجسم كله. وصرح مسؤول بطالبان أن الحركة لم تقرر بعد زيا محددا للرجال.

19