هل هناك علاقة بين العدوى أثناء الحمل والتوحد لدى الأطفال

دراسة حديثة: العدوى أثناء الحمل ربما لا تمثل خطرا كبيرا على مخ الجنين مثلما كان يعتقد من قبل.
الخميس 2022/09/15
اضطراب طيف التوحد يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - ربطت أبحاث عديدة بين إصابة الأم بالعدوى أثناء الحمل وبين التوحد لدى الأطفال، ولكن دراسة جديدة أجريت في معهد كارولينسكا للأبحاث في السويد أثبتت أن العدوى أثناء الحمل في حد ذاتها لا تؤدي إلى حدوث التوحد لدى الأطفال.

ويقول هاكان كارلسون الباحث بقسم طب الأعصاب في معهد كارولينسكا ورئيس فريق البحث إن “النتائج التي توصلنا إليها تطمئن الأمهات الحوامل أن العدوى أثناء الحمل ربما لا تمثل خطرا كبيرا على مخ الجنين مثلما كان يعتقد من قبل”.

وكانت الدراسات السابقة ترجح أن إصابة الأم بالعدوى أثناء الحمل تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض عصبية مثل التوحد أو إعاقات ذهنية.

وشملت الدراسة الحالية التي نشرتها الدورية العلمية “لانسيت سايكياتري” المتخصصة في طب النفس أكثر من 500 ألف طفل ولدوا خلال الفترة ما بين 1987 و2010، وكان الهدف منها رصد أيّ علاقة سببية بين إصابة الأم بالعدوى أثناء الحمل وبين الإصابة بالتوحد. وكانت الدراسة تهتم بحالات العدوى الحادة التي تطلبت رعاية طبية خاصة للأم أثناء فترة الحمل.

الدراسات السابقة كانت ترجح أن إصابة الأم بالعدوى أثناء الحمل تزيد من احتمالات إصابة الأطفال بأمراض عصبية

واعتمدت الدراسة أيضا على مقارنة الحالات الصحية للأشقاء في حالات تعرض الأم للعدوى أثناء الحمل في أحدهم دون الأخر، كما تناولت أيضا الحالات التي أصيبت فيها الأمهات بالعدوى خلال سنة قبل حدوث الحمل.

وصرح الباحث مارتين، برينج المتخصص في مجال الصحة العامة بمعهد كارولينسكا، في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية أن “النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن تزايد مخاطر الإصابة بالتوحد ترتبط بعوامل أخرى مشتركة بين أفراد الأسرة الواحدة مثل الصفات الوراثية أو التعرض لعوامل بيئية مشتركة”.

وبحسب خبراء “مايو كلنيك” فإن اضطراب طيف التوحد هو حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماطا محدودة ومتكررة من السلوك. ويُشير مصطلح “الطيف” في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.

وقال الخبراء إن اضطراب طيف التوحد يتضمن حالات كانت تعتبر منفصلة في السابق مثل التوحد، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التحطم الطفولي وأحد الأشكال غير المحددة للاضطراب النمائي الشامل. وما زال بعض الأفراد يستخدمون مصطلح “متلازمة أسبرجر”، والتي يعتقد بوجه عام أنها تقع على الطرف المعتدل من اضطراب طيف التوحد.

ويبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي، في المدرسة والعمل، على سبيل المثال. وغالبًا ما تظهر أعراض التوحد على الأطفال في غضون السنة الأولى. ويحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة إلى عدد قليل من الأطفال في السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الارتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد. في حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة العديد من الأطفال.

17