هل تُجدي حسابات مؤشر كتلة الجسم وحدها نفعا؟

تتباين آراء خبراء اللياقة البدنية والمدربين حول استخدام مؤشر كتلة الجسم واعتباره مرجعا لقياس مستوى صحة الرجال، ما يثير جدلا حول الموضوع. وتعود محدودية مؤشر كتلة الجسم كوحدة لقيس مستوى الصحة لعدم دقته في تحديد الدهون أو كتلة العضلات.
كليفلاند - ناقش خبيران من المستشفى الأميركي الشهير كليفلاند كلينك، الأسباب التي تجعل لجوء الرجال إلى حاسبات ما يُعرف بمؤشر كتلة الجسم، مثيرا للجدل، وذلك في ضوء انقسام الآراء المهنية حول استخدام مؤشر كتلة الجسم واعتباره مرجعا لقياس مستوى صحة الرجال.
وأوضح الفسيولوجي كريس ديمبرز واختصاصي اللياقة البدنية كولت ماكدونو، أن مؤشر كتلة الجسم صيغة رياضية لقياس دهون الجسم عن طريق قسمة وزن الشخص بالكيلوجرامات على طوله بالمتر المربع.
يقول ديمبرز “يمنح مؤشر كتلة الجسم الشخص تقييما صحيا شاملا؛ حيث يكون الشخص واقعا ضمن نطاق صحي أو يعاني نقصا أو زيادة في الوزن، ومع ذلك لا يحدّد بدقة دهون الجسم أو كتلة العضلات، فهناك حدود لمؤشر كتلة الجسم”.
وأوضح الخبيران أن مؤشر كتلة الجسم يُعتبر “مقاسا واحدا يناسب الجميع”، مشيرَين إلى أنه لا يأخذ في الحسبان الاختلافات الطبيعية بين الأجسام. وأوضح الخبير الفسيولوجي أن مخطط مؤشر كتلة الجسم نفسه معتمَد للرجال والنساء، بالرغم من أن لدى النساء في العادة دهونا أكثر مما لدى الرجال.
مخطط مؤشر كتلة الجسم نفسه معتمَد للرجال والنساء، بالرغم من أن لدى النساء في العادة دهونا أكثر مما لدى الرجال
ومع ذلك، فإن هناك منافع واضحة لمؤشر كتلة الجسم في مجتمع يعاني ضيق الوقت، وفقا لديمبرز الذي يقول “إن العديد من الأطباء يلجأون إليه بوصفه تقييما سريعا ومعقول التكلفة لعامة الناس، لاسيما منهم الأشخاص متوسطو الحجم الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام”.
ويقدّم مؤشر كتلة الجسم قياسا دقيقا إلى حدّ ما لمكان وجود الأشخاص في نطاق الوزن، وما إذا كان الوزن زائدا إلى حدّ قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وحالات مرضية أخرى، ما يحفّز الأشخاص على الشروع في أسلوب حياة أكثر صحة، بحسب ديمبرز.
ويقول الخبيران الطبيان إن الرقم، الذي يقع في المدى بين 18.5 و24.9 يُعدّ مؤشرَ كتلةِ جسم صحيا للرجال، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على النساء. أما تصنيف الوزن في مخطط مؤشر كتلة الجسم للرجال، فيأتي كالتالي:
أقل من 18.5 نقص في الوزن، 18.5-24.9 وزن طبيعي، 25.0-29.9 زيادة في الوزن، 30.0 أو أعلى السمنة.
ومع ذلك، يشير الخبيران إلى أن مؤشر كتلة الجسم أصبح أداة قديمة بعد أن جرى تطويرها منذ ما يقرب من قرنين من الزمان، عندما حصل المعنيون على معظم بياناتهم آنذاك من الجثث، وفقا لديمبرز، الذي أكّد أن هذا ما تستند إليه نطاقات مؤشر كتلة الجسم الصحية، مضيفا أن متوسط الطول والوزن للأشخاص زاد على مر السنين، ما أدّى إلى تفاقم الأمور، على حدّ وصفه.
وأكّد كل من ديمبرز وماكدونو أنه من الأفضل النظر إلى مؤشر كتلة الجسم باعتباره قطعة من الأحجية، مشيرَين إلى قدرة الأدوات الخمس التالية على المساعدة في إكمال الصورة:
مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث، هو اختبار تصوير يقيس كثافة العظام. وأوضح ماكدونو أنه بالإمكان استخدامه لمعرفة النسبة المئوية لكل من كتلة العظام وكتلة العضلات والدهون في الجسم.
الفاحص الإلكتروني للدهون في الجسم: ترسل أجهزة فحص الدهون في الجسم تيارا صغيرا عبر الجسم لتحديد نسبة الدهون فيه. وعادة ما تُصمّم أجهزة الفحص هذه على العديد من المقاييس. وقال ديمبرز “تظلّ القياسات، التي تقدمها هذه الأجهزة جيدة مع أنها تأتي عادة بانحراف معياري قدره سبع درجات بالزائد أو الناقص على مقياس الدقة”.
المرآة: أكّد ديمبرز أن المرايا تظلّ أداة ممتازة لقياس التقدّم الجسدي، موضحا أن بوسع المرء رصد التغيرات وملاحظة مدى التقدم في انخفاض دهون البطن، مثلا، أثناء السعي لتحقيق الأهداف الصحية.
فرجار قياس دهون الجسم: بينما تختلف الدهون بحسب اختلاف السنّ، فإن متوسط نسبة الدهون في الجسم للرجال يتراوح بين 18 و25 في المئة. ويرى الخبيران أن النسبة إذا زادت على 25 في المئة تُعتبر إشارة إلى السمنة لدى الرجال. وقال ماكدونو إن فرجار قياس دهون الجسم، الذي يشبه الملقط، أداة تُستخدم لقياس نسبة الدهون في الجسم، موضحا “إن بعض المدربين الرياضيين المؤهلين يعرفون كيفية إجراء الفحص في ستة مواقع على الجسم باستخدام هذا الفرجار لإظهار نسبة الدهون في الجسم. ومع أن مؤشر كتلة الجسم قد يكون واقعا في نطاق السمنة، يمكن أن يُظهر اختبار الفرجار أن الشخص يمتلك كثافة عضلية أكثر مما يشير إليه مؤشر كتلة الجسم”.
نسبة الخصر إلى الوركين، هي قياس خصر الشخص مقسوم على قياس الوركين بالسنتيمتر. وعندما يقع هذا المؤشر ضمن نطاق معين، يظهر ما إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن ومعرضا لخطر الإصابة بحالات مرضية مرتبطة بالسمنة.
نسبة الخصر إلى الوركين لدى الرجال مستوى مخاطر الإصابة بأمراض متعلقة بالسمنة:
0.95 أو أدنى منخفض، 0.96 إلى 1.0 متوسط، 1.0 أو أعلى مرتفع.
مؤشر كتلة الجسم يعد قيمة رياضية تسمح بتقدير كتلة جسم الإنسان وذلك بالأخذ بالوزن والطول بعين الاعتبار
وينصح الخبيران الطبيان الأشخاص، لقياس نسبة الخصر إلى الوركين، بالحرص على الوقوف باستقامة، ولفّ شريط القياس حول أصغر جزء من الخصر، الذي عادة ما يكون فوق السرة، لقياس محيط الخصر، ثم لف الشريط على الجزء الأكبر من الوركين، الذي عادة ما يكون الجزء الأوسع من الأرداف، لمعرفة محيط الوركين، ثم تقسيم محيط الخصر على محيط الوركين.
وانتهى ديمبرز إلى القول “يمكن أن يكون لديك مؤشر كتلة جسم جيد، ولكن نسبة الخصر إلى الوركين تؤشر إلى أمر مختلف، ويمكن أن تكون بطنك كبيرة، في حين أن طولك ووزنك على الورق ضمن النطاق الطبيعي. ولهذا يلزم من أجل معرفة نسبة الدهون في الجسم بدقة، الاستعانة بأخصائي فسيولوجي أو مدرب رياضي في مركز للياقة البدنية من ذوي الخبرة لمساعدتك، ثم استخدام هذه المعلومات للمساعدة في إجراء تغييرات إيجابية في حياتك”.
أما ماكدونو فخلص إلى القول “إذا كنت بحاجة إلى إنقاص وزنك أو الحفاظ على بنائك العضلي، فعليك الإبقاء على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، للحفاظ على صحتك على المدى الطويل”.
ويعد مؤشر كتلة الجسم قيمة رياضية تسمح بتقدير كتلة جسم الإنسان وذلك بالأخذ بالوزن والطول بعين الاعتبار، وقد اخترعها عالم الرياضيات البلجيكي أدولف كيتليه أواسط القرن الثامن عشر والذي يعتبر أحد مؤسسي علم الإحصاء الحديث، لذلك فهي تسمى أيضا مؤشر كيتليه.
ويحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر.
يخص مؤشر كتلة الجسم البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة، وقد تم استحداث منحنيات خاصة بالوزن والطول بالنسبة إلى الأطفال (من 0 إلى 18 سنة) خلال العقود الماضية.