هل تكون الثالثة ثابتة لنسور قرطاج في مونديال قطر 2022

يعد المنتخب التونسي من المنتخبات العربية الأكثر حضورا في كأس العالم، إذ يتساوى مع المنتخبين المغربي والسعودي بـ5 مشاركات قبل خوضه كأس العالم 2022، لكنه عجز خلال مشاركاته السابقة عن تخطي الدور الأول. فهل تكون قطر تميمة حظ لنسور قرطاج؟
تونس – تبدو الفرصة ملائمة الآن أمام المنتخب التونسي لتحقيق فوزه الثالث في مشاركته المونديالية السادسة بما أن مجموعته تضم أستراليا التي تبدو في متناول رجال المدرب جلال القادري. وكي تكون الثالثة ثابتة، على المنتخب التونسي تجنب الهزيمة في مباراته الافتتاحية ضد الدنمارك قبل التفكير بمباراة أستراليا ومن بعدها الاختبار الشاق ضد فرنسا حاملة اللقب. وبعد إجراء قرعة النهائيات المقررة على مشارف الشتاء بسبب الحرارة المرتفعة في قطر خلال الصيف، رأى القادري أن الوقت حان أمام تونس لبلوغ الدور الثاني بعد فشلها في ذلك في المرات الخامسة السابقة.
وقال في تصريح صحافي “نشارك للمرة السادسة في تاريخ المونديال وقد حان الوقت لكي نبلغ الدور الثاني. الهدف واضح بالنسبة إلينا”. لكنه أضاف “بطبيعة الحال مهمتنا لن تكون سهلة لأننا نواجه فرنسا حاملة اللقب والدنمارك المتطورة وكلتاهما تضمان نخبة من اللاعبين العالميين”. وتابع المدرب الذي استلم مهمته في يناير خلفا لمنذر الكبيِّر “نحترم جميع المنتخبات لكننا سنواجهها من دون أي عقد”. واعتبر بأن مواجهة فرنسا بالذات “ستشكل حافزا كبيرا نظرا إلى وجود عدد من لاعبي المنتخب التونسي يدافعون عن ألوان أندية فرنسية. كما أن منتخبنا يضم في صفوفه لاعبين يحملون الجنسية الفرنسية أيضا. على العموم سنلعب من أجل تشريف العلم التونسي”.
وعن خوض النهائيات على الأرض القطرية حيث خاض المنتخب التونسي تجربة كأس العرب في نوفمبر وديسمبر الماضيين حين بلغ النهائي قبل أن يخسر أمام نظيره الجزائري، قال القادري “بالتأكيد هذا أمر إيجابي لأننا نعرف الملاعب كما أننا حظينا بدعم كبير هنا في الدوحة، لكن الأهم هو الاستعداد جيدا من الآن وحتى النهائيات لنكون على أهبة الاستعداد”.
انتصار مثير
على موقعه الإلكتروني، يصف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الفوز التونسي في 1978 بـ”الانتصار المثير” الذي “أصبح لحظة فارقة في تطور اللعبة في القارة” الأفريقية، ودفع إلى منحها مقعدا ثانيا في المونديال بدءا من النسخة التالية، أي إسبانيا 1982. أما بالنسبة إلى الفوز الثاني ضد بنما عام 2018، فمر مرور الكرام بما أن المنتخبات الأفريقية باتت رقماً صعباً في النهائيات وقد وصل ثلاثة منها حتى الدور ربع النهائي وهي الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002 وغانا عام 2010.
وسطر منتخب تونس إنجاز أول بلد أفريقي وعربي يحقق الفوز في النهائيات العالمية، وذلك على حساب المكسيك 3 – 1. لكن بعد هذا الإنجاز، انتظر منتخب تونس حتى مشاركته الماضية عام 2018 ليحقق انتصاره الثاني الذي كان هامشيا، لأنه خاضه وهو فاقد للأمل في بلوغ ثمن النهائي، فهل تكون الثالثة ثابتة لنسور قرطاج خلال مونديال قطر 2022؟ وعشية مشاركة بلاده في مونديال 2018، قال صاحب الهدف الثالث لتونس ضد المكسيك عام 1978 المختار ذويب “كنا فريقا منسجما، تأهُّلنا إلى كأس العالم تطلب الفوز على كل المنتخبات الأفريقية وخاصة مصر القوية”.
وضمّ منتخب 1978 لاعبين موهوبين مثل حارس المرمى المختار النايلي، والمهاجمين طارق ذياب وحمادي العقربي والمدافعين علي الكعبي ومختار ذويب الذي قال “شرّفنا بلدنا على أحسن وجه، حين استقبلنا الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة قال لنا ‘أنجزتم مهمة خمسين سفيراً’، كنا بالفعل أحسن سفراء حين كانت كرة القدم هواية وليست محكومة بالمادة مثلما نراه اليوم”. وكشف ذويب أن اللحظة التي حمّست المنتخب ضد المكسيك كانت “ما بين الشوطين حين دخل علينا المدرب عبدالمجيد الشتالي وقال ‘ملايين من التونسيين ينتظرون الانتصار’. رمى لنا العلم التونسي وانصرف”.
أوّل عرض
لم يكن أشد المتفائلين بالمنتخب التونسي وبكرة القدم الأفريقية عموما بعد تجربة زائير الفاشلة في مونديال 1974، يتوقعون أن تقدّم تونس في أوّل عرض لها هذا المستوى وصبت المراهنات في مصلحة المكسيك لتحقيق الفوز.
لم يكن ذلك الانتصار كافيا للمنتخب التونسي لكي يتأهل إلى الدور الثاني ولم يتكرر حتى في أي من مشاركاته الثلاث التالية بين 1998 و2006 حيث اكتفى بثلاثة تعادلات، قبل أن ينجح في النسخة الأخيرة عام 2018 في روسيا بتحقيق انتصاره الثاني على حساب بنما 2 – 1 في لقاء أنهى شوطه الأول متخلفاً قبل أن يرد في الثاني بهدفي فخرالدين بن يوسف ووهبي الخزري. لكن هذا الانتصار كان معنويا لأن المنتخب كان خارج حسابات التأهل إلى ثمن النهائي في مجموعة ضمت العملاقين البلجيكي والإنجليزي الذي احتاج إلى هدف قاتل من هاري كين لإسقاط النسور 2 – 1.
وتعود بداية ظهور كرة القدم في تونس إلى ثلاثينات القرن الماضي، لكن الاتحاد التونسي للعبة تأسس في التاسع والعشرين مارس 1957، وانضم إلى الاتحاد الأفريقي (كاف) والاتحاد الدولي (فيفا) عام 1960. وفي الثاني من يونيو 1957، خاض منتخب تونس أول مباراة في تاريخه وحقق فيها الفوز على ليبيا (4 – 2)، أما أكثر المنتخبات التي واجهها نسور قرطاج فهو المنتخب الجزائري بإجمالي 48 مباراة. ويملك المنتخب التونسي لكرة القدم سجلا حافلا بالمشاركات القارية، إذ خاض نهائيات كأس أمم أفريقيا في 20 مناسبة، كما أنه لم يغب عن النهائيات منذ عام 1994، إذ شارك في كل الدورات بانتظام بين عامي 1994 و2022.