هل تصبح زيارة إيران عبئا على الإيرانيين

الأربعاء 2016/07/20
زانين زاجاري راتكليف متهمة بمحاولة قلب نظام الحكم في إيران

واشنطن – كانت الأستاذة الجامعية هوما هودفار تستعد للعودة إلى كندا من إيران في مارس عندما داهم ضباط من الحرس الثوري الإسلامي بيت أسرتها في طهران واستولوا على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها وهاتفها وكتبها وجواز سفرها.

وقالت أسرة هودفار، التي تحمل الجنسيات الإيرانية والكندية والأيرلندية، إن السلطات ظلت تستدعيها بانتظام على مدار الأشهر الثلاثة التالية لاستجوابها طوال النهار. وفي السادس من يونيو الماضي توجهت لحضور جلسة استجواب أخرى لكن لم يطلق سراحها في ذلك اليوم.

وبعد تسعة أيام نشر موقع مشرق المتشدد الذي تربطه صلات بالحرس الثوري الجرائم التي زعم أنها ارتكبتها وتمثلت في إثارة مشاكل أمنية داخل الجمهورية الإسلامية وذلك بالمشاركة في نشاطات لمناصرة قضايا المرأة. وأشار الموقع إلى صلتها بشبكة النساء في ظل القوانين الإسلامية وهي شبكة تضم أعضاء من النساء والمنظمات المهتمة بالدفاع عن حقوق المرأة والأنشطة الأكاديمية.

وخلال الأشهر التسعة الماضية اعتقل الحرس الثوري ما لا يقل عن ستة على الأقل من الإيرانيين ممن يحملون جنسيات أخرى حسبما ذكره أصدقاؤهم وأسرهم. ويمثل ذلك أكبر عدد من الإيرانيين مزدوجي الجنسية يعتقلون في وقت واحد في السنوات الأخيرة. وقد أكدت الحكومة معظم حالات الاحتجاز دون أن تذكر تفاصيل عن أي اتهامات.

ويقول محللون إن الظروف كثيرا ما تتشابه ومن ذلك الاعتقال لدى الوصول إلى مطار طهران أو عند السفر منه وإعلان فترة الاستجواب، ثم يعقب ذلك نشر موقع لقائمة بالجرائم المزعومة وتتمثل في العادة في التآمر لقلب نظام الحكم وذلك قبل أن يصل الأمر إلى ساحات القضاء.

ولا تعترف الحكومة الإيرانية بالجنسية المزدوجة، الأمر الذي يمنع السفارات الغربية المعنية من رؤية الأفراد المعنيين الذين تم احتجازهم. ويقول مسجونون سابقون وأسر مسجونين حاليين ودبلوماسيون، إن المحتجزين يستبقون في بعض الحالات لمبادلتهم بسجناء مع دول غربية. ومن المحتجزين الذين يحملون جنسية مزدوجة في الوقت الحالي نزانين زاجاري-راتكليف البريطانية من أصل إيراني التي اعتقلت في مطار طهران في إبريل وهي مسافرة مع ابنتها ذات العامين.

ما لا يقل عن ستة من الإيرانيين ممن يحملون جنسيــات أجنبيــة في قبضة الحرس الثوري الإيراني خلال الأشهر التسعة الماضية
وتعمل زاجاري-راتكليف (37 عاما) في مؤسسة تومسون رويترز وهي مؤسسة للأنشطة الخيرية مستقلة عن شركة تومسون رويترز وتعمل بشكل مستقل عن وكالة رويترز للأنباء. وقالت مونيك فيلا الرئيسة التنفيذية للمؤسسة إن زاجاري راتكليف لم تجر أي تعاملات في إيران بصفتها المهنية. وفي الشهر الماضي اتهم الحرس الثوري زاجاري راتكليف في بيان بمحاولة قلب نظام الحكم ووصف زوجها ريتشارد راتكليف هذا الاتهام بأنه “غير معقول”.

وفي أواخر يونيو طرح المحقق الرئيسي مع زاجاري راتكليف اقتراحا غير معتاد، فقال إن على زوجها أن يضغط على الحكومة البريطانية للتوصل إلى اتفاق وفي المقابل سيتم حفظ القضية قبل أن تصل إلى المحكمة. وقال راتكليف لرويترز إن المحقق لم يذكر أي تفاصيل أخرى عما سينطوي عليه الاتفاق.

وقال إنه نقل الاقتراح إلى وزارة الخارجية البريطانية وقيل له إن الوزارة ليست لديها أي معلومات عن أي اتفاق. وأضاف راتكليف إن المحقق أبلغ والدتها خلال زيارة لسجن إيفين الأربعاء الماضي أن الاتفاق الذي كان يشير إليه ينطوي على “مبادلة”.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية إن الوزارة أثارت قضية زاجاري راتكليف مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين، غير أن مندوبيها في طهران لم يسمح لهم بمقابلتها. ويقول المحللون إن توقيت الاعتقالات يضعف في ما يبدو قدرة الرئيس حسن روحاني على التواصل مع الغرب بعد توقيع الاتفاق النووي بين الجانبين في الصيف الماضي. وفي أكتوبر الماضي احتجزت السلطات سياماك نمازي الرئيس السابق للتخطيط الاستراتيجي بشركة نفط الهلال في طهران.

وكان نمازي الأميركي الإيراني عمل من قبل مستشارا في إيران لسنوات شجع فيها الشركات الأجنبية على الاستثمار في الجمهورية الإسلامية. وقال كريم سجادبور، المحلل المتخصص في الشأن الإيراني لدى مركز كارنيغي للسلام الدولي، إن الهدف من القبض على نمازي في ما يبدو هو إرسال إشارة لأصحاب الجنسيات المزدوجة الذين يمكنهم مساعدة الشركات الأجنبية على الاستثمار في البلاد. وأضاف أن خطر الاعتقال سيردع الإيرانيين الأثرياء من أصحاب الجنسيات المزدوجة في الشتات من الاستثمار في إيران وهو ما سيقلل من المنافسة الاقتصادية مع الحرس الثوري.

12