هل استبعد باسم يوسف من فيلم "سوبرمان" بسبب موقفه من غزة أم لم يعرض عليه الدور أصلا

واشنطن - قال الممثل ومقدم البرامج المصري الأميركي باسم يوسف إنه تم استبعاده من دور في فيلم “سوبرمان ليغاسي” للمخرج جيمس غن، وذلك بسبب دعمه لفلسطين، وانتقاده الاحتلال الإسرائيلي في مقابلة مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان خلال برنامج “غير خاضع للرقابة” في أكتوبر الماضي، لكن مصادر مقربة من الإنتاج أكدت لمجلة “ديديلاين” أن يوسف لم يعرض عليه الدور رسميا.
ونفى المخرج الأميركي جيمس غان الأمر مؤكداً أن الاستبعاد تم قبل تصريحات باسم. وفقاً لمصدر شبكة IGN العالمية، كان الكاتب والمخرج جيمس غان يجري بالفعل محادثات مع يوسف للعب شخصية رومان هارجافتي. لكن تمت إزالة الشخصية بالكامل من السيناريو، بحلول شهر سبتمبر على الأقل، قبل مقابلة مورغان. لذلك يقول المصدر إنه لم يُعرض على يوسف الدور مطلقاً بالأصل، والمسألة تتعلق بالفعل بتغيير السيناريو وإلغاء الشخصية تماماً.
وصرح مصدر، تابع لجهة الإنتاج، لموقع "آي جي إن" الأميركي بأن الكاتب والمخرج جيمس غن أجرى بالفعل محادثات مع يوسف لتجسيد شخصية “رومان هرغافتي" في فيلم “سوبرمان ليغاسي" (Superman Legacy)، ولكن تم إسقاط الشخصية بالكامل من النص، بحلول شهر سبتمبر ، قبل مقابلة مورغان.
ويدور الفيلم المقرر عرضه العام القادم 2025 حول محاولات “سوبرمان” للتوفيق بين تراثه وتربيته الإنسانية، وواقعه في الكرة الأرضية، ومحاولاته لتجسيد الحقيقة والعدالة وصناعة غد أكثر إشراقا في عالم ينظر إلى القيم على أنها تنتمي إلى الماضي.
وأوضح يوسف أنه قيل له بعد مقابلة مورغان إن الجزء الذي تظهر فيه الشخصية التي كان مرشحا لأدائها، لم يعد موجودًا في الفيلم، الذي سيتم تصويره في أستوديوهات دي سي التابعة لشركة “وارنر برازرز”، وذلك بعد تغييرات تم إجراؤها في النص.
◙ الفيلم المقرر عرضه العام القادم 2025 يدور حول محاولات “سوبرمان” للتوفيق بين تراثه وتربيته الإنسانية، وواقعه في الكرة الأرضية
وأكد يوسف الخسارة التي يقول إنها لحقت به بعد انتقاده الاحتلال الإسرائيلي علنا، قائلا “الحديث علنا عن تصرفات إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة لا يأتي دون ثمن”، وأوضح أن السبب الرسمي الذي قدم له هو تغيير السيناريو، ولكنه تزامن في التوقيت مع طرد آخرين في هوليود بسبب مناصرتهم للقضية الفلسطينية.
واعترف الممثل المصري “لقد شعرت بالمرارة بعض الشيء بشأن فقدان الدور". وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال باسم يوسف إن الحديث علنا عن تصرفات إدارة نتنياهو في غزة لا يأتي دون ثمن، وأوضح أن السبب الرسمي الذي قدم له هو تغيير السيناريو، ولكنه تزامن في التوقيت مع طرد آخرين في هوليود بسبب مناصرتهم للإنسانية الفلسطينية.
وقال نجم برامج التوك شو المصري لموقع salon “لقد شعرت بالمرارة بعض الشيء بشأن فقدان الدور، وكنت حزينا جدا"، ورغم ذلك، قال باسم بحماس عن الوضع في غزة: "أسوأ إبادة جماعية تحدث أمام أعيننا". وأضاف "لا أحد يفعل شيئا، ولا أحد يريد القيام بأي شيء في مواجهة ذلك".
وتابع باسم يوسف: “أتفهم أن الأشخاص المسؤولين اتخذوا القرار، ونظروا إليّ ولم يرغبوا في ضمي، وربما أفهم ذلك. إذا كنتُ عربياً مسلماً، وكنت رئيساً لشركة Warner Bros.، فلن أرغب في أن يظهر شخص مؤيد للصهيونية أو مؤيد لإسرائيل في فيلمي إذا هاجم شعبي.” وأضاف "ولكن الشيء الذي نحتاج إلى تحليله هو أنه عندما أهاجم إسرائيل، فإنني أهاجم سياستها ولا أهاجم الشعب اليهودي".
وفيلم "سوبر مان" من بطولة ديفيد كورنسويت في دور سوبرمان، وراشيل بروسناهان في دور لويس لين، ونيكولاس هولت في دور ليكس لوثر. وتعد سلسلة أفلام سوبرمان أشهر سلسلة سينمائية في تاريخ السينما العالمية، وقد ظهرت شخصية سوبرمان لأول مرة على شاشات السينما عام 1941. ثم ظهرت في سلسلتي أفلام عام 1948 و1950. وأنتج أول فيلم مميز لسوبرمان كبطل مستقل تحت اسم “سوبرمان والجبناء”، بطولة جورج ريڤز عام 1951. يذكر أن للإعلامي باسم يوسف طبيب القلب السابق تجربة سابقة في التمثيل إذ شارك كممثل في 11 عملا فنيا في الولايات المتحدة، أشهرها مسلسل “رامي” الذي تدور أحداثه في نيوجيرسي.
وأثار خبر الاستبعاد جدلا واسعا. وكتب معلق:
وقال آخر:
وقال معلقون في المقابل إنهم يصدقون رواية المخرج. وعاد الإعلامي المصري باسم يوسف إلى الأضواء مجدداً، عبر مقابلة تلفزيونية مع المذيع البريطاني الشهير بيرس مورجان، ناصر خلالها الفلسطينيين، نوفمبر الماضي. وحققت مداخلة يوسف، الذي يعيش في أميركا منذ سنوات، تفاعلاً واسعاً في مصر والعالم العربي، وتصدر بسببها قائمة الأكثر بحثاً على موقع غوغل بجانب ترند موقع إكس.
وتقمص يوسف خلال المداخلة، شخصية مواطن إسرائيلي مخاطباً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووجه إليه أسئلة اعتبرها متابعون “محرجة”، من بينها "متى تتوقف عن القتل؟”. وأشاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة يوسف في عرض الحقائق والرد على الرواية الإسرائيلية في الإعلام الغربي المنحاز لها، حيث احتدم النقاش وتمكن الإعلامي المصري من عرض الرؤية العربية والفلسطينية للصراع والاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
واعتبر معلقون أن رد باسم يوسف جذاب وساخر على كل الدعاية والتضليل الذي يتم تسويقه في الإعلام الغربي ومن أكثر من زاوية، حيث عرض رأيه ثم تبنى رواياتهم ورد عليها بأسلوب ساخر وضّح به مدى هشاشتها. وذكر هؤلاء أن الكثير من التعليقات لأجانب من مختلف الدول اعترفوا خلالها بأنه اتضحت لهم أشياء لم يكونوا يعرفونها عن حقيقة الصراع. وهنا يظهر تأثير الكلمة في مواجهة الرواية الكاذبة.
واعتبر ناشطون أن باسم يوسف تمكن بهذا اللقاء من العودة إلى الجمهور المصري والعربي مرة أخرى، وأن يحصل على دعم كبير منه. ويثير الإعلامي انقساما واسعا بشأن مواقفه. ولم تغفر له الآلة الدعائية الإخوانية التي تسيطر على جزء من الرأي العام على مواقع التواصل مساهمته الكبيرة في الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر.