هجوم جديد للفصائل المقاتلة شرق دمشق

الثلاثاء 2017/03/21
غارات على محاور القتال

بيروت - شنت فصائل جهادية ومقاتلة فجر الثلاثاء هجوماً جديدا شرق دمشق بعد يومين من هجوم صدته قوات النظام السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأفاد المرصد ان "المعارك العنيفة تجددت فجر الثلاثاء في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط السيرونكس بحي جوبر وأطرافه (...) وتترافق الاشتباكات مع تنفيذ طائرات حربية غارات على محاور القتال بالإضافة للقصف الصاروخي المتبادل والعنيف بين الطرفين".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس انه "سمع دوي انفجار عنيف يرجح انه ناجم عن هجوم بسيارة مفخخة على موقع لقوات النظام بين حي جوبر والقابون".

وافادت وكالة الانباء السورية (سانا) أن 12 شخصا أصيبوا بجروح جراء هجمات بالصواريخ.

وقال مراسل لفرانس برس أنه سمع دوي انفجار قوي في حوالي الخامسة والنصف صباحا (3,30 ت غ) تبعه قصف عنيف لم يتوقف منذ ذلك الحين.

وتأتي هذه التطورات قبل جولة جديدة من المفاوضات المقررة الخميس في جنيف برعاية الامم المتحدة بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة.

وشنت الفصائل، على رأسها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وفيلق الرحمن فجر الاحد، هجوما مباغتاً على مواقع قوات النظام في حي جوبر الذي تتقاسم وقوات النظام السيطرة عليه.

وتمكنت من التقدم إلى أطراف حي العباسيين حيث سيطرت لساعات على أجزاء من كراجات العباسيين، وهو عبارة عن موقف حافلات وسيارات. وتعد هذه أول مرة يتقدم فيها مقاتلو الجهاديين والمعارضة إلى هذه النقطة منذ أكثر من عامين.

ويعد حي جوبر المتصل بالغوطة الشرقية لدمشق، أبرز معاقل المعارضة في ريف دمشق، خط المواجهة الرئيسي بين الطرفين، باعتباره أقرب نقطة إلى وسط دمشق، يتواجد فيها مقاتلو الفصائل.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الاثنين "نجحنا في استعادة كافة النقاط التي حاول المسلحون التقدم اليها يوم أمس بشكل شبه كامل"، مضيفاً "نعمل على إبعاد التنظيمات المنتمية للقاعدة كجبهة النصرة".

وأشار المكتب الاعلامي في جوبر، وهو شبكة اعلام محلية معارضة، إلى شن طائرات "أكثر من اربعين غارة منذ ساعات الفجر الأولى". وبث مشاهد فيديو تظهر أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من الحي اثر احدى هذه الغارات الاثنين.

وتشكل احياء برزة وتشرين والقابون في شرق دمشق هدفاً لهجوم تشنه قوات النظام منذ شهر ويهدف إلى فصل برزة، وهو منطقة مصالحة، عن الحيين الاخرين لمنع انتقال مقاتلي الفصائل بينها. كما يهدف إلى الضغط على الفصائل في القابون وتشرين لدفعها إلى توقيع اتفاقات مصالحة على غرار ما شهدته مناطق عدة في الاشهر الاخيرة في محيط دمشق.

وبحسب المرصد، فإن هجوم جوبر يهدف عدا عن محاولة التقدم إلى وسط دمشق، إلى تخفيف الضغط عن مقاتلي الفصائل في الاحياء الثلاثة المجاورة التي تسيطر عليها فصائل اسلامية ومعارضة ابرزها جيش الاسلام وحركة احرار الشام الاسلامية.

وتعد برزة منطقة مصالحة بين الحكومة والفصائل منذ العام 2014 في حين تم التوصل في حيي تشرين والقابون إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في العام ذاته بحسب المرصد، من دون ان تدخلهما مؤسسات الدولة.

وتضع دمشق هذه الهجمات في دمشق ومناطق اخرى في اطار "الضغط" على الحكومة السورية قبل جولة من مفاوضات السلام المرتقبة في جنيف الخميس المقبل.

وقال رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف بشار الجعفري في مقابلة مع التلفزيون السوري، نشرت وكالة سانا مقتطفات منها الاثنين، ان هذه الهجمات "جزء من عملية الضغط السياسي على الحكومة السورية قبل الذهاب إلى جنيف".

وانتهت جولة المفاوضات السابقة في الثالث من الشهر الحالي بالاتفاق على جدول أعمال من اربعة عناوين رئيسية سيتم بحثها "في شكل متواز"، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب.

دور مهم لروسيا

على صعيد آخر، اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في تصريحات صحافية الاثنين ان بامكان روسيا ان "تلعب دورا مهما لمنع إسرائيل من مهاجمة سوريا مرة أخرى في المستقبل"، وذلك بعيد اطلاق صواريخ سورية على طائرات اسرائيلية.

وكانت اسرائيل اغارت الجمعة على موقع سوري قرب تدمر، ما دفع القوات السورية إلى اطلاق صاروخ باتجاه الطائرات الاسرائيلية اعترضه صاروخ اسرائيلي.

في واشنطن، أعلن البنتاغون عن فتح تحقيق في مزاعم بأن غارة جوية اميركية استهدفت في 16 مارس اجتماعا لتنظيم القاعدة قرب مسجد في قرية الجينة بمحافظة حلب في شمال سوريا قد أوقعت العديد من القتلى المدنيين.

وقال البنتاغون إن الغارة استهدفت اجتماعا لقياديين كبار في القاعدة، لكن المرصد السوري لحقوق الانسان وتقارير محلية ذكروا ان العشرات قتلوا في الغارة غالبيتهم من المدنيين.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس للصحافيين ان المسؤولين اعتقدوا في البداية بأن الغارة لم تسفر عن سقوط أي مدني، ولكن بعد مراجعة معلومات عامة وسرية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدأت القيادة المركزية الأميركية في تقييم مصداقية التقارير عن الاصابات لتحديد ما اذا كانت الادعاءات بسقوط ضحايا مدنيين جديرة في الأخذ بعين الاعتبار.

تدريب روسي للأكراد

وفي تطور مهم، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية الاثنين توقيعها اتفاقاً هو "الاول من نوعه" مع روسيا يقضي بتدريب مقاتليها في شمال سوريا، في اطار "التعاون ضد الارهاب"، وفق ما أكد متحدث رسمي باسمها لوكالة فرانس برس.

واشار المتحدث الرسمي باسم الوحدات ريدور خليل إلى "اتفاق بين وحداتنا والقوات الروسية العاملة في سوريا في اطار التعاون ضد الارهاب، يقضي بتلقي قواتنا تدريبات على اساليب الحرب الحديثة".

واوضح ان هذا الاتفاق "هو الاول من نوعه بهذا الشكل مع روسيا" رغم وجود تنسيق سابق على بعض الجبهات في حلب.

1