هجوم انتقامي يستهدف 10 مواطنين بقرية علوية في ريف حماة وسط سوريا

مسلحون يطرقون أبواب المنازل ويطلقون النار من أسلحة فردية مزودة بكواتم صوت على مواطنين من الطائفة العلوية بينهم طفل وامرأة مسنّة.
السبت 2025/02/01
الفوضى تعم سوريا في ظل انتشار السلاح

دمشق - قُتل عشرة أشخاص على الأقل بإطلاق نار من مسلّحين هاجموا ليل الجمعة قرية سكانها من العلويين في محافظة حماة وسط سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

وقال المرصد "ارتكب مسلحون مجزرة راح ضحيتها 10 مواطنين في قرية أرزة في ريف حماة الشمالي التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية" التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد.

وأوضح أن "المسلّحين طرقوا أبواب منازل في القرية وأطلقوا الرصاص على المواطنين من أسلحة فردية مزودة بكواتم صوت، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة".

وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن وكالة الصحافة الفرنسية بأن من بين القتلى "طفل وامرأة مسنّة".

وأشار الى أن المسلّحين "كانوا من السّنّة، والقتل وقع على أساس طائفي".

إلى ذلك، أفاد أحد سكان المنطقة وكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم ذكر اسمه، إن "مجموعة مؤلفة من سيارتين فيها سبعة مسلحين قامت بالدخول الى قرية أرزة من جهة نهر العاصي الساعة الثامنة مساءً (الجمعة) واستهدفوا المنازل بحجة التفتيش عن السلاح".

وأضاف أن المسلحين أخرجوا "الرجال من المنازل ووضعوهم بوضع جاثٍ ثم أطلقوا النار عليهم من أسلحة كاتمة للصوت وقتلوهم بدم بارد ثم غادروا المنطقة"، موضحا أن جثثهم نقلت "الى المشفى الوطني بحماة ودفنت اليوم السبت في القرية".

وأشار المرصد السوري إلى أن الصمت الإعلامي وعدم تسليط الضوء على الانتهاكات، وتحريف الحقائق لن يخدم السلم الأهلي والتعايش المشترك في سوريا.

وبلغ إجمالي العمليات المرتكبة منذ بداية العام الجاري في محافظات سوريا متفرقة 105 عملية، راح ضحيتها 220 أشخاص، هم: 214 رجل، و5 سيدات، و1 أطفال وفق المرصد.

من جهتها، نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر أمني في حماة قوله إن "قوات الأمن العام (التابعة للإدارة الجديدة) تطوق منطقة أرزة بحثاً عن المجرمين الذين قتلوا عددا من المواطنين في القرية"، مشيرة الى أن من بينهم "ضباط ومجندون سابقون".

وسيطرت فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام الإسلامية التوجه، على دمشق في الثامن من ديسمبر بعد نحو أسبوعين من هجوم مباغت بدأته من معقلها في شمال غرب سوريا. وفرّ الأسد الذي كان يقدّم نفسه كحام للأقليات في بلد ذي غالبية سنية.

وأنهى سقوط الرئيس السوري حكم آل الأسد الذي امتد أكثر من خمسة عقود، بداية مع حافظ ولاحقا مع نجله بشار.

ومنذ وصولها الى السلطة، تحاول القيادة الجديدة طمأنة الأقليات. لكن يخشى العلويون من ردود فعل عنيفة ضدهم لارتباطهم الطويل بآل الأسد الذين حكموا البلاد بقبضة من حديد.

ونفت السلطات الجديدة أن تكون ارتكبت أي انتهاكات، وأكّدت أنها تعمل على ملاحقة أي "تجاوزات"، وغالبا ما تتهم "مجموعات إجرامية" بالوقوف خلفها.

ومنذ إطاحة الأسد، تصاعدت أعمال العنف ضد العلويين في مناطق مختلفة، خصوصا في الوسط والغرب. وسجل المرصد ما لا يقل عن 162 حالة قتل من قبل مسلحين.

وأفاد المرصد في يناير عن مقتل ثلاثة مدنيين من العلويين على أيدي مقاتلين غير سوريين في قرية عين الشرقية الساحلية في ريف محافظة اللاذقية بغرب البلاد، ما أثار غضبا و"احتقانا كبيرا" في أوساط السكان.

ونفذت السلطات حملات تمشيط في مناطق سورية عدة قالت إنها تهدف للبحث عن "فلول النظام" السابق. وطالت العديد من هذه الحملات مناطق يقطنها علويون.

وكانت قوات الأمن أعلنت الجمعة توقيف عاطف نجيب، ابن خالة بشار الأسد والذي تولى سابقا رئاسة فرع الأمن السياسي في محافظة درعا (جنوب) حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات الشعبية عام 2011.

وأسفر النزاع في سوريا عن مقتل قرابة نصف مليون شخص وتهجير الملايين وإلحاق دمار واسع بالمدن والبنى التحتية.