هبوط أرامكو يبدّد أحلام مستثمرين سعوديين

الرياض – أصيب المستثمرون السعوديون، الذين سحبوا من مدخراتهم واقترضوا للمشاركة في الطرح القياسي لأسهم شركة أرامكو، بصدمة بعد الهبوط الحاد في أسهم درة تاج الاقتصاد السعودي في أعقاب انهيار اتفاق تقليص الإنتاج بين أوبك وحلفائها.

وتراجع سعر أسهم أرامكو 10 في المئة عند بدء التداول أمس لكنها أغلقت على انخفاض 5.5 في المئة، لتتواصل الخسائر التي تكبدتها يوم الأحد. وابتعد سعر السهم عن سعر الطرح البالغ 32 ريالا في 11 ديسمبر الماضي ليصل أمس إلى 28.25 ريال.

وكان القيمة السوقية للشركة قد قفزت في الأيام الأولى للتداول لتصل إلى تريليوني دولار، وقد فقدت أكثر من ربع قيمتها منذ ذلك الحين لتصل أمس إلى نحو 1.44 تريليون دولار.

وشارك عدد قياسي من المستثمرين الأفراد بلغ 5.1 مليون شخص، أغلبهم من السعوديين في الطرح الذي بلغ حجمه 29.4 مليار دولار وأغرتهم الحماسة الوطنية ووعود بتوزيعات ضخمة وقروض ميسرة لغرض شراء الأسهم.

ونسبت وكالة رويترز إلى صالح الغمدي (32 عاما) وهو موظف حكومي استثمر مدخراته في طرح أرامكو، قوله “خسرت ما ربحته في 24 ساعة.. النزول جنوني”.

وأضاف “ما باليد حيلة… ننتظر إلى حين رجوع السعر وقت الاكتتاب وأخرج من السوق بلا رجعة”.

ونشر مستخدم يدعى عبدالله في موقع تويتر صورة لشاحنة تسير بأقصى سرعة على منحدر زلق وكتب تحتها “الوضع الآن في سهم أرامكو”.

وكان معظم من اشتروا الأسهم مستثمرين أفرادا من السعودية ومؤسسات في الخليج، في حين امتنعت صناديق عالمية بسبب التقييم.

وقبل الطرح العام الأولي، الذي شهد شراء مستثمرين أفرادا من السعودية نحو 30 في المئة من أسهم أرامكو المطروحة، انتشرت لوحات إعلانية على الطرق وفي مراكز التسوق تروج للطرح الذي أصبح أكبر طرح عام أولي حاملة عبارة “أسهم أرامكو قريبا على تداول”.وتعهدت الحكومة بمنح المستثمرين سهما مجانيا مقابل كل عشرة أسهم يشترونها في حالة الاحتفاظ بالسهم لمدة 180 يوما.

وقالت أم فهد ولها أربعة أبناء إن “العائلة بأسرها استثمرت في أرامكو أملا في استثمار مضمون ولم نعتقد أبدا أن السهم سوف ينخفض”. وقد اشترت أسهم أرامكو هي وزوجها ووالداها وأشقاؤها.

وأضافت أن “الانخفاض صادم ومحزن ولكن لا يسعنا سوى الانتظار حتى يرتفع مرة أخرى”.

وجاء الطرح العام الأولي بعد أربع سنوات تقريبا من طرح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الفكرة سعيا لجمع مليارات الدولارات للاستثمار في صناعات غير نفطية وتوفير فرص عمل وتنويع موارد أكبر دولة مصدرة للخام في العالم بعيدا عن النفط.

وقال مدير صندوق في الرياض إن تهاوي السوق فاجأ المستثمرين ولم يتح لهم فرصة للتخارج من سهم أرامكو.

وتراجعت البورصة السعودية متأثرة بحالة هلع في جميع الأسواق العالمية، التي تراجعت بسبب تفشي فايروس كورونا، ولكنها مُنيت بهبوط حاد في أسعار النفط التي فقدت نحو ثلث قيمتها عقب انهيار اتفاق خفض الإنتاج في إطار تحالف أوبك+ وتحرك الرياض لزيادة إنتاجها وخفض أسعار الخام.

وقال أبومطلق (50 عاما) إنه يتذكر حين قال وزير الطاقة السعودي إن أي شخص لم يستغل فرصة الاستثمار في الطرح العام الأولي لأرامكو سوف يندم. وأضاف “الآن ندمت بالفعل أن أموالي ضاعت على أسهم أرامكو”.