نيوم تحتضن أكبر مدينة صناعية نظيفة عائمة في العالم

المشروع يهدف إلى تحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتكنولوجيا.
الخميس 2021/11/18
نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية

الرياض- يخطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبناء مدينة صناعية عائمة خالية من انبعاثات الكربون على البحر الأحمر كجزء من مشروع نيوم العملاق، لتكون الأكبر على مستوى العالم.

وتستهدف المدينة الصناعية تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية وفقا لاستراتيجية نيوم المتمثلة في إعادة تعريف الطريقة التي تعيش وتعمل بها البشرية في المستقبل.

ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى الأمير محمد قوله أثناء إطلاق المشروع “ستكون المدينة الصناعية ‘أوكساجون’ حافزا للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم خاصة والمملكة بشكل عام، مما يلبّي طموحاتنا في تحقيق مستهدفات رؤية 2030”.

الأمير محمد بن سلمان: أوكساجون ستعيد تعريف توجه العالم نحو التنمية الصناعية

وأضاف “ستسهم مدينة نيوم الصناعية في إعادة تعريف توجه العالم نحو التنمية الصناعية في المستقبل، جنبا إلى جنب مع إسهامها في حماية البيئة، وخلق فرص جديدة للعمل وتحقيق النمو”. وتابع “كما ستشارك أوكساجون في دعم المملكة في مجال التجارة الإقليمية، إضافة إلى دعم تدفقات التجارة العالمية في المنطقة”.

وتم الإعلان عن نيوم في عام 2017، وهي جوهرة التاج لبرنامج الأمير محمد بن سلمان لإصلاح اقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم، التي يبلغ تكاليف تشييدها على مساحة تبلغ حوالي 26.5 ألف كيلومتر مربع، نصف ترليون دولار.

ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية، ويمتد على 460 كيلومترا على ساحل البحر الأحمر، حيث سيوفر العديد من فرص الاستثمار.

ويهدف المشروع ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحويل البلد الخليجي إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتكنولوجيا.

ولم يكشف الأمير محمد كم ستكلف المدينة، أو كيف سيتم تصميم المجمع، لكن الرئيس التنفيذي لشركة نيوم نظمي النصر قال في بيان إن “المشروع سيضم ميناء ومركزا لوجستيا”.

وأوضح النصر أنه من خلال أوكساجون، سيشهد العالم تحولا جذريا في رؤيته لمراكز التصنيع، و”ما يشجعنا أكثر هو حماسة عدد من الشركاء الذين أبدوا حرصهم على بدء مشاريعهم في أوكساجون”.

وأضاف “سيؤسس رواد التغيير هؤلاء المصانع، المطورة بأحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي، لتحقيق قفزة كبيرة لهذا العصر في الثورة الصناعية الرابعة”.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنها ستكون “مدينة معرفية شاملة” تركز على الروبوتات والذكاء الاصطناعي وستحمل ذات الفلسفة والمفاهيم الخاصة بمجتمعات “ذا لاين” التي تم إطلاقها في يناير الماضي.

وستحتل أوكساجون منطقة كبيرة في الركن الجنوبي الغربي من نيوم، وتتركز البيئة الحضرية الأساسية حول الميناء المتكامل ومركز الخدمات اللوجستية الذي سيضم غالبية سكان المدينة الصناعية.

ويقلل التصميم الثُّماني الفريد للمدينة من أي تأثيرات على البيئة حيث سيوفر أفضل ما يمكن من استخدامات الأراضي، لدعم توجه نيوم في الحفاظ على ما نسبته 95 في المئة من البيئة الطبيعية.

◄ المشروع يقع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية، ويمتد على 460 كيلومترا على ساحل البحر الأحمر

كما تشكل المدينة أكبر هيكل عائم في العالم وتعد مركزا لتطوير نيوم للاقتصاد الأزرق وذلك بالاعتماد على البحار في تحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس تركيز نيوم على التطوير الإبداعي والمبتكر.

ومن خلال هذه المدينة ستتميز نيوم بأول نظام بيئي متكامل لسلسلة التوريد والموانئ في العالم حيث سيتم توحيد تشغيل مرافق تسليم الموانئ والخدمات اللوجستية والسكك الحديدية، ما يوفر مستويات إنتاجية عالمية مع انبعاثات كربونية صفرية.

وستسمح سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية المادية والرقمية المتكاملة بالتسليم الآمن وفي الوقت المحدد، وضمان الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة لشركاء الصناعة.

وتعتمد المدينة على أكثر التقنيات تقدما مثل إنترنت الأشياء وتفاعل الإنسان مع الآلة والذكاء الاصطناعي والروبوتات وجميعها مقترنة بشبكة من مراكز التوزيع المستقلة والمؤتمتة بالكامل بما يخدم طموحات نيوم في إنشاء سلسلة إمداد متكاملة وذكية وفعالة.

وتشكل المدينة الصناعية في نيوم مركزا للصناعات النظيفة والمتقدمة، حيث سيكون صافي الانبعاثات صفرا من خلال العمل بالطاقة النظيفة بالكامل وستصبح نقطة محورية لقادة الصناعة الذين يرغبون في قيادة التغيير لإنشاء مصانع متقدمة ونظيفة في المستقبل.

وكانت شركة نيوم قد أعلنت صيف 2020 عن وضع اللبنات الأولى لتشييد أكبر مشاريع إنتاج الهيدروجين الصديق للبيئة من خلال إبرام صفقة تتجاوز خمسة مليارات دولار وذلك تمهيدا لتصديره إلى الأسواق العالمية.

وسيعتمد المشروع على تكنولوجيا مثبتة الفعالية وعالمية المستوى، وسيجمع بشكل متكامل بين توليد ما يزيد على أربعة غيغاواط من الطاقة المتجددة المستمدّة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين.

11