نيازك عُمان.. كنز أسرار الكويكبات الشمسية

وزارة التراث والسياحة العمانية تفتتح معرض النيازك بمتحف أرض اللبان في محافظة ظفار.
الأربعاء 2022/09/14
ثروة وتراث

بعد أن كان سقوط النيازك أمرا مبهما ومثيرا للدهشة أصبح اليوم مثار اهتمام متزايد باعتباره كنزا علميا يمكن أن يكشف أسرار الكواكب التي تدور في المجموعة الشمسية، وتعتبر سلطنة عمان الثانية عالميا من حيث عدد سقوط النيازك فيها، لذلك خصصت متحفا ليكون مزارا سياحيا ومركزا للدراسات.

ظفار (سلطنة عمان) - تُعرف سلطنة عمان بأنها المنطقة الثانية عالميا من حيث عدد سقوط النيازك فيها، بنسبة بلغت 4.8 في المئة من النيازك التي وجدت على كوكب الأرض.

وتعتبر النيازك الصخرية الأكثر انتشاراً في السلطنة التي سبق أن عُثر فيها على 55 نيزكاً من القمر و12 نيزكا من المريخ.

ومن أشهر النيازك التي عثر عليها في عُمان نيزك جدة الحراسيس 91، وسيح الأحيمر 169، ونيزك ظفار 19.

وعثر على عدة آلاف من القطع النيزكية في سهولها الصحراوية، وهي تنتمي إلى نيازك أصلها يعود إلى القمر والمريخ والكويكبات التي تدور في المجموعة الشمسية.

وتحكي الدراسات التي أجريت على هذه النيازك الكثير من التفاصيل عن نشأة الكون والقوانين الفيزيائية التي تربط بين أجرامه.

وأسفرت الدراسات العمانية الرسمية عن توثيق أكثر من 7 آلاف قطعة نيزكية وبوزن يتجاوز 6 آلاف كيلوغرام.

وتعد هذه النيازك تراثا حضاريا وعلميا للسلطنة، إذ تحمل بيانات علمية عن مكونات تلك الأجرام وتاريخ تكوُّنها، والظروف التي تعرضت لها منذ بداية تكونها حتى وصولها إلى الأرض.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها افتتحتْ وزارة التراث والسياحة معرض النيازك بمتحف أرض اللبان في محافظة ظفار (جنوب غرب).

ويأتي افتتاح المعرض ترجمة للجهود التي تبذلها الوزارة في إطار سعيها للتعريف بأهمية النيازك واستثمارها استثمارا مستداما، وتنويع المنظومة المتحفية.

Thumbnail

ويحوي المعرض عددا من النيازك النادرة ذات الأهمية العلمية العالمية والقيمة الاستثنائية المميزة، من بينها النيزك القمري، وهو أحد النيازك النادرة التي تم العثور عليها، والنيزك المريخي، إضافة إلى النيزك الحديدي.

كما سيضمُّ المعرض عرضًا لمشروع أجهزة رصد النيازك الذي تمكنت الوزارة من خلاله من رصد وتوثيق عدد من النيازك عند دخولها المجال الجوي للسلطنة، وتحديد مواقعها الجغرافية.

ويأتي افتتاح هذا المعرض بعد سعي الوزارة السابقة، في عدد من المشاريع، لاستعادة النيازك التي أرسلت إلى متحف التاريخ الطبيعي في بيرن بسويسرا لغرض الدراسة والتحليل الكيميائي.

ويضم المعرض نيزكا مريخيّا عثر عليه في 8 فبراير 2021، ويتميز بلونه الداكن، حيث يتكون غالبا من البايروكسين والألوفين والبلاجيوكليس وبعض الكروم والزجاج الصخري الأخضر، مما يشير إلى تعرضه لاصطدام قوي عندما كان لا يزال على كوكب المريخ.

ويصنف هذا النيزك على أنه من نوع شيرجوتايت، وهو أحد أنواع الصخور المعروفة لنيازك المريخ.

والثاني نيزك قمري، يزن 206.45 غرام، عثر عليه في 16 يناير 2002، ويتميز عن سائر نيازك القمر باحتوائه على أعلى تركيز كيميائي للبوتاسيوم والعناصر الأرضية النادرة والفوسفور.

وما يميز هذا النيزك هو تطابقه الواضح في تركيبته الكيميائية والمعدنية مع العينات التي عاد بها رواد الفضاء من مهمتيْ الفضاء “أبولو 12” و”أبولو 14″، وهو ما مكن العلماء من تقدير الموقع الجغرافي للنيزك على سطح القمر قبل انفصاله.

كما تشير الدراسات وأعمال التحليل العلمي إلى أن هذا النيزك انفصل عن كوكب القمر قبل حوالي 340 ألف سنة ليسقط بعد رحلة طويلة في الفضاء على أرض السلطنة قبل حوالي 9700 سنة.

وهناك نيزك اليوريليت، وهو من النيازك المتمايزة الأولية (غير كندراتية)، ويتميز هذا النوع من النيازك باحتوائه على حبيبات ألماس صغيرة الحجم، ويبلغ وزن قطعة النيزك المعروضة حوالي 41 كيلوغراما، وهي جزء من عشر قطع لسقوط متعدد، تزن جميعها حوالي 189 كيلوغراما، وهو أكبر سقوط لهذا النيزك النادر على مستوى العالم.

وعُرض أيضا نيزك الحديد المكون من قطعة واحدة متكاملة تزن 8 آلاف و267 غراما، عثر عليه في 21 يناير 2003.

وتظهر الدراسات أن هذا النيزك كان يسبح في الفضاء طيلة 257 مليون سنة تقريبا، حتى سقط على أرض السلطنة منذ نحو 10 آلاف سنة.

وأما قطعة نيزك الحديد المتأكسد، التي تم عرضها في المعرض، فتزن 3 غرامات، وتعد أصغر قطعة نيزك من نوع نيازك الحديد المتأكسد، وعثر عليها بظفار في 9 فبراير 2017.

كما عرض نيزك جدة الحراسيس، وهو نيزك كندراتي عادي من نوع “L5”. ويعتبر هذا أكبر سقوط للنيازك يتم اكتشافه في البلاد حتى 2022.

ويمتد مسار سقوط النيزك إلى حوالي 52 كيلومترا، ويبلغ عدد القطع التي تم تجميعها أكثر من 700 نيزك، ويصل وزنها الإجمالي إلى 4600 كيلوغرام.

20